الفصل الخامس والعشرين

Start from the beginning
                                    

نهضت أصيلة من مكانها وتوجهت نحو الفتيات اللاتى يتجادلن بصخب كمجموعة من الصيصان الصغيرة فلا تسمع أحدهما الأخرى، وقفت بينهم فعم الهدوء المكان

رفعت كفيها المتغضنتان تضم كتفى ابنتها وابتسامتها تضئ وجهها، مقلتيها ترسم ملامح ابنتها الجميلة وقالت بصوت عميق محمل بمشاعر أم تصبو للاطمئنان على ابنتها وطمأنتها فى نفس الوقت

:- أفرحى يا ياسمين .. افرحى يا بتى ... طه راچل زين وربنا عوضك به خير ... أوعى تكتمى فرحتك ولا تخافى من اللى چاى طول ما توكالك على الله

قربت جسد ياسمين منها تحتضنها بدفء، تمسد على ظهرها بحنو ثم رفعت رأسها تمحو أثر دموعها المتسللة من مقلتيها، دموع السعادة والرضا وقالت بحماس

:- يلا همى مع خواتك .... ووضبى حالك ولو فى حاچة ناجصة جولى نلحج نچيبها ... يلا يا بنات ربنا يسعد جلوبكم جادر يا كريم

استسلمت ياسمين لكلمات والدتها وشعت البسمة على وجهها بينما أشارت أصيلة نحو أمل تحثها على الانضمام لهن ومشاركتهن فرحتهم

وحينها ظهر جلال على باب المطبخ ناعس الملامح، خامل القوى ألقى التحية على الجميع ثم خص ياسمين بالحديث يشاكسها رغم جدية نبرته

:- صباح الخير يا عروسة ... أحب أحذرك أن عريسك مجنون ... مصحينى من الفجر عشان يبلغنى أنه هيكون هنا بعد المغرب على طول

أحنت ياسمين وجهها المتورد بالخجل فيبدو أن عريسها أكثر حماساً من أبناء عمومتها بينما أعتلت الفرحة والطمأنينة وجوه الجميع

حول نظره نحو ندى وغمز نحوها بخفة فتحركت من فورها للداخل لعدة دقائق ثم عادت تلتصق به، تمرر شئ إلى كفه بخفة خلسة عن الجميع وكأنهما جاسوسان يعملان فى مهمة سرية

تراجع جلال للخلف متقهقراً بعد أن تمت العملية السرية بنجاح لكن صوت أصيلة تبعه وهى تهتف به باهتمام

:- أجعد يا ولدى كُل لجمة وأشرب شوية شاى

استدار يواجهها مبرراً

:- معلش يا عمة العريس منتظر بره وهننزل على المحافظة ... هنبقى ناكل حاجة فى الطريق

كاد يغادر ولكنه توقف مرة أخرى مستطرداً

:- لو احتاجتم أى حاجة جاد وعوض فى الجنينة ... وأنا هرجع من مشوارى مع العريس على الجنينة على طول

وجه نظره نحو ياسمين التى تقف بارتباك منذ ذُكر اسم طه تتلمس لهفته وصدق رغبته فى الارتباط بها فى تصرفاته وقال بنبرة هادئة محملة بمشاعر الأخوة الصافية

:- مبروك يا أحلى وأطيب عروسة فى الدنيا

هزت ياسمين رأسها متمتمة بكلمات خافتة شاكرة له، تنهدت أصيلة حامدة الله على عطائه ثم نظرت للفتيات مرة أخرى وبدأت فى توزيع المهام

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now