الفصل الرابع والعشرين

Start from the beginning
                                    

دلف إلى العشة الصغيرة فوجد جاد ووردة يجلسان فى الداخل فوق الحشوات الأرضية، منحنيان فوق طاولة قصيرة الأرجل حيث يشرح جاد بعض الدروس لوردة الصغيرة

رفع جلال حاجبيه بتعجب من تلك الصداقة التى نشأت بينهما فى وقت قصير وابتسم بخفة ملقياً السلام عليهما

رفع جاد رأسه نحو جلال بوجه بشوش وتبعها بأن نهض من مكانه باحترام مُرحباً بحماس

:- يا مرحب يا باشمهندس

تقدم جلال للداخل وربت على كتف جاد بود ثم التفت يتأمل وردة الجالسة أرضاً بوجهها الجميل الطفولى الذى يبعث الطمأنينة فى النفس وقال لائماً بتصنع

:- قاعد تذاكر يا جاد وسايب الشغل ... أنت هترجع الابتدائية تانى ولا إيه!!

ضحكت وردة بمرح ضحكة طفولية صافية واتكأت بمرفقيها على الطاولة القصيرة تتلاعب بالقلم بين أصابعها قائلة بتلقائية

:- هو اللى بيذاكرلى يا باشمهندس

حرك رأسه يتفحص وجه جاد غامض الملامح، دائماً يشعر أنه يرغب فى الإفصاح عن أمر ما لكن هناك ما يمنعه، تجاوز جلال هذا الشعور وتساءل ساخراً

:- بيذاكرلك إيه بقى ... ده دبلوم زراعة بيشرحلك مكافحة دودة القز مثلاً

عادت وردة تضحك بمرح ووضحت وهى ترفع كتاب الرياضيات أمام عينيه موضحة

:- بيشرح لى رياضة ... ده طلع شاطر جوى

عاد جلال يتفحص جاد الصامت بتأدب وسأله بتعجب

:- بجد يا جاد الكلام ده

بدل جاد حمل جسده على ساقه السليمة ليعتدل فى وقفته أكثر وقال بثقة

:- صُح يا باشمهندس ... أنا غاوى رياضة وكنت شاطر فيها جوى وبچيب أعلى الدرچات كمان

رفع كفيه أمامه سريعاً يضيف مطمئناً

:- واطمن حضرتك الشغل ماشى تمام ... أخر عربية نجل محملة لسه ماشية من نص ساعة والريس مصطفى خلص الحسابات مع التاچر واستلم بجية الفلوس

استدار جلال يمد نظره خارج حدود العشة الصغيرة حيث يجلس مصطفى على مسافة ليست بالبعيدة تحت ظلال شجرة وارفة، أمامة طاولة صغيرة فوقها دفتر كبير مفتوح يقوم بتوزيع اليومية على العمال

بينما استطرد جاد بابتسامة عريضة وصوت هادئ النبرات

:- وصناديج الفاكهة وصلتهم بنفسى من البدرية لحد الدار ... والست الداكتورة ندى أستلمتهم منى بنفسها

اضطربت دقات قلبه بين ضلوعه حين لمس اسمها شفتيه وتمثلت أمام ناظريه، رقيقة جميلة ومشرقة، شكر حظه الحسن الذى ساقه اليوم لمنزل البدرى ليصادفها وهى تغادر المنزل إلى جامعتها واقتنص بضع كلمات منها تُطرب قلبه بنغم صوتها

التقينا فأشرق الفؤاد بقلم / إيمان سلطانWhere stories live. Discover now