أول من يدخل الصف الفارغ كالعادة ، و أول من يجلس بمقعده ، و أول تلميذ يحضر الحصص دون تأخير إنه أنا ' جيون جونغكوك' ... معكم الطالب الاول على مستوى الثانوية
تنهدت لأزيح نظري نحو النافذة التي تطل على ساحة المدرسة المشرقة ، الجو جميل و السماء صافية للغاية
أعشق مقعدي هذا رغم كونه يقع آخر الصف أعلم أن هذا قد يناقض كوني طالبا مثالي فأغلبية أشباهي يتخذون مقاعد الصفوف الأولى ، أمام المكتب و قبالة اللوح مباشرة
لكن أنا لدي أسبابي ، أولا لأنه قرب النافذة ، وثانيا لأنه نوعا ما مُنعزل عن بقية مقاعد التلاميذ للفوضوية
أنا شخص أحب العزلة.. لست إجتماعيًا و لا أحبذ التخالط بالغرباء، ... الهدوء ثم الهدوء و طالما ان لا أحد يتعدى مساحتي الشخصية فـ أنا بخير
حسنا ، علي أن أكون بخير... لا أضن أن التعود على زميلتي الجديدة سيكون أمرًا سهلا فلا أحد منا يطيق الآخر... لكني سأحاول
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
" لماذا تاخرتِ!!! " عاتبتُ ليسا التي دخلت تجري و تنهث بدقائق قليلة قبل دخول المعلم
" هذه أنا لا تتذمر... طوال حياتي متأخرة، حتى أني تأخرت بشهر كامل على موعد ولادتي صدق أو لا تصدق "
حسنا على الأقل هي ترتدي بذلتها المدرسية اليوم ، لم تمضي ثواني حتى حضر معلم الأحياء مُلقيا تحية الصباح على مسامعنا
" اللعنة ألا تمتلكون أستاذ غيره أم ماذا؟!؟! " بالطبع ستقول هذا فهو مُجددا نفس المعلم الذي كاد يطردها البارحة من حصته
حاولتُ أن أشرَح لها تتابع الحصص و الجدول الزمني المقرر لنا هذا الأسبوع لكنها تجاهلتني و واصلتْ العبث بحقيبتها بعصبية و هي تهمس متذمرتا فوق رأسي دون توقف
" تشه...قال مُدرس ' أحياء ' قال.... إنه أستاذ ' أموات ' يُعلم مجموعة من الموتى يتلبسون أجساد الطلبة كالأشباح ، ألا ترى إلى وجوههم الشاحبة؟ ، أنظر إلى عيونهم الخالية من الحياة ، إنهم أموات! أموات ، نحن في حصةٍ لإستحضار أجسام الموتى . "
شخرت بسخف ضاحكا على كلماتها... إنها مجنونةٌ حرفيا...
نظرَت ليسا إليَ ببرود لتُعطيني مشروعي " مـ..ما هذا " من دَهشتي بقيت أحدق بالاوراق بين يديها بفم مفتوح حتى إنتفضتُ فزعًا حين أمرتني بـنفاذ صبر ، " خُذ!! "