ملخص كتاب الغباء السياسي؛ كيف يصل الغبيّ إلى كُرسيّ الحُكم؟ لمحمد توفيق

ابدأ من البداية
                                    

وكان من أشهر من اتصف بالضعف والغباء (الحاكم بأمر الله ) الذي صعد إلى السلطة في مصر سنة 386هـ، وهو ما زال طفلًا في الحادية عشرة من عمره، وحرّم أكل (الملوخية )، وأمر الناس بالعمل ليل نهار. لقد كانت أمه شقيقة بطريرك أقباط مصر، وجن جنونه وهو يقبع في مغارة أعلى قمة جبل (المقطم )، وشعر بأن صوتًا يناديه ويدعوه إلى التوفيق بين دين النصارى ودين المسلمين، واستخراج دين جديد، وهداه تفكيره إلى أنه ما دام الدين واحدًا؛ فلماذا لا يتوحد جميع الأنبياء في واحد فقط؟ ولماذا لا يكون هو هذا النبي الواحد؟ ولكن (الحاكم ) مات وهو أعلى جبل المقطم، ولم يعثر أحد على جثته، ولم يُحسم شيءٌ مما قيل فيه سوى أنه كان حاكمًا جمع بين الضعف والغباء طوال 25 عامًا جلسَها فوق كرسيّ الحكم!

4- الخديوي (إسماعيل ) وابنه (توفيق )

في عهد (إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي ) قُدّرت ديون (مصر ) على أقل تقدير بنحو 91 مليون جنيه، وهو رقم كبير إذا ما عرفنا أن كل ميزانية الدولة كانت بين 4 و 6 ملايين جنيه؛ فقد أراد (إسماعيل ) أن يصنع لنفسه مجدًا، فأسس العديد من القصور، وأسرف في الحفلات الباذخة التي أقامها وأشهرها حفل افتتاح قناة السويس عام 1879م، وكذلك إنفاق ملايين الجنيهات لاسترضاء الباب العالي (الوالي العثمانيّ )؛ لتغيير نظام توارث العرش وجعله لابنه (توفيق ) بدلًا من أخيه، وكذلك دفع العديد من الهدايا والمنح لشراء لقب (خديوي ).

لقد وضع الخديوي (إسماعيل ) (مصر ) على أول طريق الاستعمار بإغراقها في الديون، وهو الطريق الذي استكمله نجله (توفيق ) بحماقة منقطعة النظير؛ فلم يستجب لمطالب (عرابي ) واستعان بالإنجليز، وسرّح الجيش المصري في 19 سبتمبر 1882م، وعهد إلى قائد إنجليزي بمهمة إعادة إنشاء الجيش المصري؛ فقام بتقليص عدد أفراد الجيش إلى 3 آلاف مقاتل، وأغلقَ تسع مدارس حربية من عشر مدارس، كما أغلقَ الترسانة البحرية بالإسكندرية، وكذلك كل مصانع المدافع والذخيرة التي أقامها (محمد عليّ ).

5- التعليم ودوره في صناعة الغبي!

ما حدث في الفترة من يوليو 1952 وحتى يومنا، هو أن التعليم صار قضية (أمن قومي ) ؛ فتم حذف اسم (محمد نجيب ) طوال فترتي حكم (ناصر ) و (السادات )، وبدلًا من أن تتم الاستعانة بعمداء الكليات كخبراء في التعليم تمت الاستعانة بعمداء الشرطة؛ فأصبح من ضمن أدواره ترشيح مديري المديريات التعليمية، والتوقيع على أسماء المدرسين الجدد، والإسهام في اختيار أسماء المدارس؛ لذا كان من المنطقي أن نجد 880 مدرسة تحمل أسماء رؤساء مصر وعائلاتهم، 499 منها لعائلة (مبارك ).

في عام 1978م اجتمع (السادات ) بوزير التعليم وقتها (مصطفى كمال حلمي )، وقال له: "الناس غضبانة في الشوارع، أنا عاوزهم ينبسطوا في امتحانات الثانوية، نجَّحْ الولاد يا مصطفى ". ومنذ ذلك اليوم ظلت نسبة النجاح في الثانوية تتراوح بين 82% و 88% بغض النظر عن تفاوت مستويات الطلاب من سنة إلى أخرى. من هنا لم تعد هناك قيمة للعلم، وحرصت الأنظمة - على اختلاف توجهاتها - أن تكون مناهج التعليم خالية من الإبداع، وتساهم في خفض معدلات الذكاء ونشر الخرافات بين خريجي المدارس والجامعات، وأراد النظام من وراء ذلك أن تخلّده هذه الأكاذيب التي في الكتب.

عَالَمُ الكُتُبْ 📖 - 📚 Books World حيث تعيش القصص. اكتشف الآن