الفصل الثاني عشر : كبريائي لا يسمح

3.6K 210 30
                                    

السلام عليكم.
تتمة القصة بفصل مشوق .

************************

كنت كلما اقترب منها أجدها أبعد ، كالطريق السيار الذي لا نهاية له ، يمتد فقط وكلما مشيت فيه ينتابني شعور بضيق بقلبي و اشتعال تنفسي بنار الحرقة لأنني أعلم أنني مازلت بعيدا عن الوصول.
كانت هذه حالي و أنا اقف و أنظر غليها اليوم بصدمة وهي تمسك يده بابتسامتها تلك التي تقتلني أكثر كالخنجر الذي يقطع كل شرايين الدم التي تضخ الدم لقلبي الثائر ....
" رواد ؟ رواااد ؟ رواااااااد ؟ "
" من ؟ ماذا ؟ لما الصراخ ، نحن في المكتبة أخفض صوتك"
نظر إليه باترك بعلامات الاستغراب عندما أجابه رواد وهو بالفعل غائب عن الادراك :" صديقي ما بك ؟ هل حدث شيء ما في المنزل ؟"
رواد يحدق للكتاب بيده ولا يلتف لباترك :" أي منزل ؟ الجميع بخير كما أعلم و أمي تشتاق لزياراتكم المفاجأة "
باترك وهو مندهش يمد يده أمام رواد و يشير أمامه بها صعودا و نزولا ليتأكد من سلامة بصره و حسه :" رواد ؟ انا أتحدث عن بيتك الجديد ، و زوجتك جنان هل انتما بخير ؟ هل حدث بينكما شجار ما ؟"
حينها وبقوة تجعل باترك يرمش كلتا عينيه وهو يتاسف من حوله و يتراجع لخطوات إلى الوراء ، اغلق رواد الكتاب بصخط عند سماع اسم جنان ، ليرتد الصوت في أرجاء المكتبة الهادئة تجعل الجميع محدقا لهما .... " انت لا ترم باسمها امامي ، لا اريد سماعه ، يكفيني ما اسمعه من الداخل في عقلي "
باترك وهو يجره جانبا لزاوية في المكتبة لا يتواجد بها الكثير من القراء ويجلسه على كرسي بالقوة ليفهم منه ما جرى :" انت ؟ ماذا فعلت لها مرة اخرى؟ هي حقا لا تستحق كل هذه الكلمات التي أخرجتها في حقها منذ قليل . لابد من أنه سوء فهم وحسب ، خد الأمور بروية يا صديقي ، فهي مازالت فتاة في التاسع عشر و تمر بظروف قاسية بعد فقدانها والدها قبل أشهر قليلة "
رواد يحدق به بتفكير ثم يرد :" أنت لا تعلم اي شيء لذا لا تتحدث عنها و كأنها فتاة بريئة ، أنا الوحيد الذي يعلم ما يجري ، وحقيقتها "
باتريك :" حسن ، من يستم لحديثك هذا ، لن يظن أنكما حديثا الزواج ، بل أنكما عدوان لدودان و تتبادلان بدل الحب الكره الشديد ....فهمت الان لما هي خرجت مسرعة منذ قليل ، كانت خائفة من أن تراها و تغضب بوجهها كما تفعل الان أمامي "
رواد يقطب جبينه باستغراب :" من تقصد بكلامك هذا ؟"
وهو يقوم بجر كرسي ليجلس أيضا بقرب رواد و يضع يده على كتفه قائلا بابتسامة :" أتحدث عن زوجتك ، لقد كانت هنا يا صديقي منذ قليل قبل وصولي ، و اظنها كانت تتبعك للتحدث معك و اصلاح الأمور لولا وصولي أنا ، لتحرج بعدها ثم تبادلني الحديث دونما إظهارها اي شيء . لقد أخبرتني انها اتت فقط لأخد كتاب ما في طريقها ، هل تصدق حقا هذا ؟ أنت محظوظ يا صديقي ... زوجتك حقا رائعة ، عليك الذهاب إليها و مصالحتها ولا تكن كالاطفال ، كن السباق للمصالحة ، ليزداد حبها لك "
كان رواد يستمع له بانتباه شديد حتة أنهى باتريك كلامه ليراقب نظرات رواد الضائعة و التي تدل حقا على انه يعلم بالفعل ما عليه فعله ، لكنه مازال لا يعلم كيف . ليتابع باتريك الحديث وهو يلاعب راس رواد بهزه يمينا ويسارا :" انت ، هل مازلت تفكر ؟ هيا ، انهظ و اذهب إليها بسرعة ، فهي تنتظرك في بيت أهلها ، لا تجعل الأمور تبدوا بهذا التعقيد "
نظر غليه رواد ووجهه استعاد لونه الطبيعي ليقف بعدها و يصافح باتريك ثم يذهب باتجاه منزل أهلها مباشرة و هو يفكر بعمق :" لما تبعتني للمكتبة . هل يعقل انها كانت قلقة بشأني لهذا الحد ؟ هل يعقل أنها ولو في جزء صغير من قلبها ، ولو في زاوية صغيرة هناك يوجد اسمي قد كتب بطريقة غير مرئية ؟"

Why Would We Get Married ?  //     لم سنتزوج ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن