••••••••••••••••••

فى غرفة مظلمة بعض الشئ كان يضيئها شمعتين فقط ، و من خلالهما يمكنك رؤية الكثير من الكتب القديمة والتى كانت لتحضير التعويذات ، كان المكان قديم و يبدو انه لم يفتح منذ زمن و بالطبع يمكنك معرفة ذلك من الغبار المنتشر فى الأرجاء حتى انه هناك كتب لا تستطيع ملاحظتها من كومة الغبار المتراكمة فوقها و كذلك شباك العناكب الموجودة بالزوايا الأربعة .

و فى منتصف الغرفة و حول تلك الطاولة الخشبية المستديرة كان يوجد كرسيين يقابلان بعضهما البعض و يجلس فوقهما كلارا و ديث الذى كان يتابع تعبيراتها و هى تغمض عينيها و تضم كفيها صانعة باصابعها اشكالاً غريبة بينما تنطق بأشياء مبهمة لا يمكنك سماعها ، ولكنها فجأة فتحت اعينها بغضب شديد ..

ليسألها ديث بقلق : هل إستطعتِ التواصل معها فى الحلم ؟
لتجيبه كلارا بغضب بينما تعتصر قبضتيها بقوة : نعم ولكن الاحمق لوك منع باقى التواصل لقد ايقظها .
ليهمهم ديث ثم قال بجدية : إذاً عليك مقابلتها ..وجهاً لوجه .
لترفع كلارا حاجبيها بتعجب ثم قالت بإستفهام : ماذا ؟!
فإبتسم ديث بخفة ثم اراح ظهره على الكرسى الخشبى بينما يضم ذراعيه إلى صدره ليقول بخبث : كل ما عليكِ فعله هو ....

•••••••••••••••

أوقف جوهان سيارته امام منزل هيلونة ، فنزعت هيلونة حزام الأمان عنها و إستدارت لتشكر جوهان بوجه بشوش ، فقال لها جوهان بينما يُقبل كف يدها : إهتمى بنفسك عزيزتى .
فخجلت هيلونة و أؤمت له بالموافقة ، و عندما فتحت الباب و كادت ان تخرج من السيارة امسك جوهان بيدها ثم قال : اوه لقد نسيت إخبارك غداً سأقيم حفلة عيد مولدى فى منزلى و عليك بالمجئ و إدعى إليها من تشائين .
فقالت له هيلونة بعبوس : حقاً ! كل عام وانت بخير جونى و لكن لما لم تخبرنى قبلاً ، ليحتضنها جوهان ثم قال لها بهدوء : لم يأتى وقت مناسب لأخبرك بهذا الأمر و لقد احببت اسم جونى بالمناسبة .
انهى حديثه و هو يغمز لها بعينه اليسرى بينما يبتعد عنها .
فإبتسمت هيلونة بقلة حيلة من ذلك المشاغب ، ثم نزلت من السيارة متجهة إلى منزلها وكل هذا تحت أنظار جوهان الذى يطالعها بحب .

•••••••••••••

كان دانيال يتمشى بالغابة و هو متشكل على هيئة ذئبه ، فوجد نهاراً عذب لم يتجمد بعد ، فإقترب منه ليشرب القليل بما انه عطش و لكنه توقف فجأة عندما ضربت تلك الرائحة القادمة مع نسمات الهواء الباردة انفه ، انها رائحة مميزة للغاية ..رائحة الياسمين .
فإبتسم دانيال داخلياً ثم ذهب يتتبع تلك الرائحة ، و كيف لا و هى لرفيقته التى تقسى عليه بتجاهلها إياه و معاملته بحدة .

•••••••••••

كانت ماتيلدا تسير بشرود بتلك الغابة المشهورة بجاذبيتها و ما يميزها حقاً ذلك النهر الطويل الذى يقطعها و على الرغم من البرودة لا يتجمد !

لم تكن تنتبه لأى شئ يحدث من حولها ، فقط كل ما يشغل تفكيرها تلك الورطة التى وقعت فيها ، أخرجت يديها الصغيرة من جيوب معطفها الطويل لتعبث بشعرها بهمجية و عصبية بينما تقول : تلك الورطة و كل ما يحدث لى إنه بسبب ذلك اللعين ماذا سأفعل معه ..
توقفت ماتيلدا عن الحديث عندما شعرت بتلك الأنفاس الساخنة التى تضرب ظهرها فإستدارت لتتفحص ماهية هذا الشئ و ليتها لم تفعل ، فقد كان ذئب كبير الحجم عن الذئاب العادية ذو فراء بنى و اعين صفراء لقد كان يطالعها بشراسة بينما لعابه يسيل من فمه المليئ بتلك الأسنان المدببة التى يكشر عنها بينما يصدر زمجرة خفيفة .
حاولت ماتى السيطرة على هلعها و لكنها بالنهاية الخوف يفوز دائماً ، لم تشعر الا بساقيها يفران إلى ناحية الاشجار الكثيفة محاولة منها لتضليله و للخروج من الغابة من هذا الطريق ، و لكنه بلتأكيد يفوقها سرعة فقفز عليها من الخلف فسقطت على الأرض متألمة و قد جرح كلاً من كفيها و ركبتيها فإستدارت لتنام على ظهرها بينما تتابع الذئب بأعين زائغة و مليئة بالدموع هل حقاً نهايتها ستكون بسبب إفتراسها من قبل حيوان ؟
و فجأة إنقض عليه ذئب أخر اضخم منه ذو فراء أبيض وأعين زرقاء حادة ، كان قد عضه من رقبته و ابعده عن ماتيلدا بينما يقف امامها فى مواجهة الذئب و لم يصدر اى حركة منه بينما الذئب البنى إنحنى له إحترام إلى ان لمس فكه الأرض ثم فر هارباً من امام الأخر ، لتبتسم ماتيلدا بسخرية ثم قالت للأخر الذى إستدار ينظر لها بتوجس : رائع هل سيختلف الأمر إن تناولتنى انت او صديقك البنى هل تتشاجرا حقاً على تلك الوجبة الضعيفة ؟
انهت كلامها و هى تمسك بذراعها النحيلة و تريه انها لن تكون وجبة مُشبعة على الإطلاق .
ولكن ما فجأها حقاً هو جلوس الأخر امامها بخضوع و كأنه يستمتع بحديثها ، فدققت ماتيلدا به ، ثم قالت بإبتسامة خفيفة : عينيك تشبه عيناى شخصاً اعرفه ..
يُدعى دانيال .

••••••••••••

Finished 🤎🦉

"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)Where stories live. Discover now