لينطق بتلك النبرة الغليظة : إذآ أفهم من كلامك ايتها الغبية الوضيعة انك تتخلين عن عائلتك وتخبرينى بقتلهم... ، انهى كلامه و هو يعبث بكأس النبيذ الذى بيده بينما يرمقها بنظرات حادة خالية من المشاعر .

فبكت الفتاة من قلة حيلتها وخوفها منه ، لترد عليه بنبرة خافتة و مرتجفة : لا أرجوك ولكنك تعلم انى لا استطيع انهم اصبحوا مثل عائلتى .

ليجيبها الأخر و هو يتجرع ما فى الكأس دفعة واحدة : إذآ لتودعى عائلتك اللعينة !

لتنظر لها الفتاة بأعين متسعة ثم صاحت : لا ارجوك سأفعل ما تريد .
انهت كلامها و هى تنظر للأرض تشعر بالخزى من نفسها و لكن ما حيلة المضطر ؟
ليبتسم الأخر بإتساع ثم أمر إياها بالرحيل ، بينما هو فقط ظل جالس على أريكته و تلك الإبتسامة المقرفة لا تفارق محيا وجهه المظلم !

•••••••••••••••••••

كان يجلس بهدوء تام بمكتبه الكبير بينما لا يسمع فى الأجواء سوى صوت اوراق الملفات التى بيده حيث يقلبها و يقرأ ما بها بتركيز ، ليريح جسده المتعب على ظهر الكرسى بينما يرفع أكمام قميصه الأسود إلى مرفقيه ولم تبتعد اعينه عن تلك الورقة مع ذلك .
ليقطع عليه عمله تلك السكرتيرة الحمقاء التى ترتدى ملابس لا تكاد تستر شئ ، لتخبره فقط ان داومها قد إنتهى ، ليخبرها لوك ببرود ان كانت قد وضعت الإعلان عن وظيفة المساعدة لتخبره أنها قد فعلت، ليقول لها

لوك بكل برود : إذآ فلتأخذى بقية حسابك ولا اريد رؤية وجهك اللعين مرة أخرى ، انهى لوك كلامه و هو يعبث بقلمه بإحترافية و أنظاره المظلمة تركز عليها فقط ، لتغير رأيها بسبب نظراته تلك فقد كانت تنوى ان تتوسله ليتركها و لكن نظراته الحادة تلك تخبرها ان فتحت فمها سوف يكون اخر يوم بعمرها ، فاؤمت له بالإيجاب و هى تهرول إلى الباب لتفتحه و تخرج لتنجو بحياتها .

••••••••••••••••••••••••

كانت هيلونة تقف بجانب ماتى امام ذلك الفندق الذى بعثت لها دانية عنوانه ، بينما تتحدث بعصبية على الهاتف و هى تشير بيدها يمينا و يسارا ، فهى كانت تتحدث مع دانية التى كادت ان تجعلها تفقد عقلها !

نطقت هيلونة بغضب : ايتها الكولا الحمقاء نحن نقف بالاسفل منذ ساعة ونصف ..سحقا!

فقالت دانية و تبتلع ريقها : حسنآ حسنآ ها انا قادمة ، ثم أغلقت الإتصال بسرعة فى وجه هيلونة الغاضبة .
لتكمل ربط حذائها الأسد ، ثم التقطت حقيبها من على الطاولة و قبل ان تخرج ، قالت لقطتها بإبتسامة بينما تدنو من مستواها : يبدو انك قد تحسنتى يا صغيرة، ثم هبت واقفة لتنزل بسرعة حتى لا تزيد من غضب هيلونة وماتى اكثر .
ثم نزلت أخيراً إلى الطابق السفلى بالأخص قاعة الإستقبالات لتعطى المفتاح لعامل هناك ،
خرجت من البوابة لتجد هيلونة التى ستنفجر غاضبة بأى لحظة وبجانبها ماتى التى يظهر على وجهها ملامح الضجر و... الحزن ربما !؟

"جعلت قلبى الميت ينبِض" (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن