الفصل الثالث عشر : خيار واحد فقط.

ابدأ من البداية
                                    

تنهد برضا عن شكله ثم خرج من الغرفة ليتقاطع مع ندى في الطريق و كانت مرتدية فستان أسود طويل مفتوح من جهة الصدر و ضيق ثم يتسع إلى الأسفل قليلا مع حذاء ذو كعب و جاكيت فرو باللون الأبيض وقد صنعت لشعرها تسريحة جميلة تناسب نعومتها ...

لم تقاوم ندى إلقاء نظرة طويلة و مختلفة عليه ثم تنحنحت هاتفة بإعجاب :
-  you look so handsome.

رد عليها عمار مبتسما :
- و انتي كمان طالعة حلوة اوي .. Like princess ( مثل الأميرات ).

إرتفع نسق أنفاسها و أحست بوجهها يلتهب من الحرارة بينما يكمل :
- كويس انك غيرتي الفستان ده أحلى بكتير.

- بجد ؟ انا قولت كده بردو و كنت مستنية رأيك ميرسي يا حبيبي و متشكرة كمان لأنك رضيت تجي معايا لفرح صاحبتي.

تمتمت ندى برقة و هي تقترب منه لكن لم يبدو عليه التأثر بل تنحى خطوة و مد لها ذراعه بنبل فضحكت الأخيرة وهي تتمسك به و غادرا القصر ...

وصلا إلى مكان الحفل و بمجرد دخولها لفتا الأنظار و إنهالت نظرات الإعجاب و الغيرة و الفضول معا فحمحم عمار بضيق من الأجواء المكتضة و همس لندى :
- احنا اتفقنا مش هنطول.

رسمت إبتسامة خفيفة على شفتيها هامسة :
- ايوة يدوب نباركلها و نديلها الهدية و نمشي.

و لكن كلامها لم ينفذ ، بمجرد إنغماس ندى في الحديث و الرقص حتى نسيت وعدها لعمار الذي تأفف بملل خاصة عندما وجدها تجذبه إليها لأخذ عدة صور معا فحاوطها مدعيا الإبتسام ثم إستغل إنشغالها و خرج إلى الحديقة يستنشق بعض الهواء لاعنا نفسه لأنه انجر خلف كلامها و تبعها إلى هنا.

أخرج علبة السجائر من جيب سترته الداخلي و وضع إحداها في فمه يدخنها بضيق و رأسه يكاد ينفجر من الصداع الذي داهمه فجأة ، و حينما أنهاها إستدار مندفعا لكنه لم يحسب حساب وجود شخص خلفه.

فحينما إلتفت فجأة و تحرك ليدخل وجد نفسه يصطدم بفتاة ما لتشهق و ترتد إلى الخلف إلا أن عمار إلتقفها سريعا قبل أن تقع و برطم متمتما :
- حاسبي ... انتي كويسة ؟

سألها بإهتمام عندما لاحظ إرهاقها فهمست متأوهة بكلمات مفادها أنها تشعر بدوار بسيط و إصطدامه بها زادها سوءا.
فحاوط خصرها بذراعه برفق و سحبها إلى إحدى المقاعد لكي تجلس ثم سكب لها كوب ماء هاتفا :
- معلش مخدتش بالي منك و خبطت فيكي من غير ما اقصد.

- ولا يهمك انا كمان مكنتش منتبهة.

و في الحقيقة هذه الفتاة لم تكن تفعل شيئا غير التمثيل فقط ، فلقد رأته وهو يقف بمفرده و كانت ستذهب إليه و تتعرف على إبن عم صديقتها الذي يعجبها إلا أنه حينما إصطدم بها إستغلت الفرصة و إدعت الإرهاق لكي تلفت نظره و تتقرب منه.

لقد سمعت سابقا أن عمار البحيري ليس شابا وسيما و ثريا فقط بل هو لبق و نبيل يجيد التعامل مع النساء ، و كم أرادت التعرف عليه و جذب أطراف الحديث معه و هاهو القدر يساعدها.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن