الجزء الثامن

324 8 0
                                    

رجوى
اخذت نفس وهي تناظر التاريخ أمامها دخلت شهرها وأخيراً
في أي يوم ممكن يكون لقائها مع نور حياتها ، في أي لحظه قريبه بيمتلي طريقها بالنور وبأي دقيقه بتحضن هالغرفه أصوات النور
ابتسمت وسط خوفها وغصتها ومسحت دموعها اللي انهمرت وهي تتذكر لحظة علمها بالحمل وكيف كانت تتمنى يكمل حملها بجانب ثنيان
وتولد جنبه ويكون معاها بلحظة ما تشوف النور بحياتها
بس محكوم عليها تولد لحالها وبدون ثنيان وتعيش بالنور بطريق بعيد عن ثنيان تماماً
اخذت جوالها وتنهدت وهي تفتحه وتناظر الاشعار
عقدت حاجبينه وفتحت التغريده وهي تشوف ثنيان وتتكرر عليها نفس لهفته بأول مره شافته بس هالمره غييير
هالمره مشاعرها زادت وشوقها طافح من صدرها هالمره عدت شهور طويله بدون ٩ شهور قضتها كان الشوق ياكلها ويهلكها
ماللصبر عندها صبر ، تعب الصبر وهو يصبر بسِكه بدون مجنونها
غمضت عيونها تسمع صوته اللي بمدة ١٠ ثواني فقط
تلهث وهي تسمع حسه وصوته وكأنها عطشانه تبي تروي عطشها بصوته وشكله وملامحه
ثنيان مجنونها صار شاعر والكل يترقب يقرا شعره ، شعره اللي كتب وانكتب عشان رجواه فقط
كساها الحماس من كل مكان وتشوفت تعرف اسم الكتاب وشكله وصفحاته وصورته وشعر ثنيان وكلماته
متى بس تنحط الصفحات بيدينها وتقدر تقرأ كل حرف كتبه ثنيان بدونها وعشانها ، وتعيش لحظة الفراق بهالكتاب وبهالديوان
'
ثنيان
غادر الدار والضيقه على ملامحها ما يدري كم زجل شعر وعطاه لنورا بس الاكيد انه عدد ماكان هين على قلبه واخذ منه مشاعر ونوبات جنون تركته يهلك اكثر وتضم عيونه هالات السواد هالات السهر هالات التعب
فتح جواله وهو يقرأ رسالة طلال ويبلغه يجي ويتقابلون
حرك سيارته وهو يتوجه للعنوان وهادي وكل باله مع ديوانه
ديوانه واخيراً بيكون بيدين رجواه ياليت يقدر يمنع كل الايادي عن قراءة الديوان وياليت مافي عيون بهالدنيا تقرأ شعره لرجواه ولا اذن تسمع شعره رجواه ولا حتى أحد بعلم بجنونه لرجواه
بس ماقدر يخفي ولا يوصل لرجواه الا بهالطريقه يفضح مشاعره بكتاب ويوصل لرجواه بديوان
وقف عند وصوله للعنوان ونزل وهو يشوف الجبل اللي توسطت سيارته المكان وعقد حاجبينه وتلفت يدوره بعيونه
نزل ومشى وهو بشوف سيارة طلال بأعلى الجبل مشى له
ووقف خارج من سيارته طلال:جيت ؟
ثنيان:كل هذا خوف احد يشوفك مع مجنون ؟
طلال : لا
التفت طلال ورفع انظاره ثنيان للراكب اللي جنبه وجمدت ملامحه وهو يشوفه
نزل من السياره كاظم وتوجه لهم ووقف قدام ثنيان بعد ماغاب عنه مده كافيه تخلي هالموقف مو عادي لاثنينهم
ناظره ثنيان وكاظم همس:جمعنا شغل ان كان ودك يجمعنا شي
ثنيان ناظر طلال ورجع ناظر كاظم:حتى الشغل ما بيجمعنا ، طلال بيدير كل شي
كاظم التفت لطلال وثنيان ناظر طلال:تقدر ؟
طلال:دخولي بيسجل عندهم لاني بدخل بإسمي الأرشيف وممكن ممدوح يجيه خبر
ثنيان:والحل ؟
كاظم التفت له:نسرق الارشيف سوا
ناظره ثنيان بجمود وصدمه وكاظم بادله النظرات بتحدي
ثنيان:مهبول انت ؟
طلال:انا بعد مخوفني الموضوع
كاظم ناظر ثنيان:ليش مهبول ؟ من يومك ما تبي الظالم يتحرر بالدنيا وتبي الكل ياخذ نصيبه من القانون وش تغير ؟
ثنيان:تغير اني معدني رجل قانون
كاظم:بس إنسان
سكت ثنيان وكمل كاظم:وممدوح عينه علينا وعادي وهو حر طليق يسوي لنا مشكله كعادته ، تذكر الحادث اللي بغى يتسبب فيه لك ؟ وتذكر الكمين اللي كان بيسويه لي ؟ ممدوح حاقد علينا ومو من صالحنا يكون حر
ثنيان ناظر كاظم وهو يتذكر موقف سيارة ثنيان ويوم فدا بعمره كاظم أمامه عشان لا يحصل له أذى وصد بسرعه قبل يبان على ملامحه
طلال:بس انا ما اقدر اكون معاكم
كاظم:مو مشكله بس تعلمني دوام العمال بالارشيف واحنا نتصرف
ثنيان ناظره وكاظم بادله النظرات:معاي ؟
ثنيان ناظر كف كاظم اللي مدها ورجع ناظر كاظم وتبادلوا النظرات أمام عين طلال لحد ما مد كفه ثنيان وصافح كاظم بقوه
هز ذراعه وهو يهمس:معاك
اخذ نفس كاظم وسحب يده ثنيان ويغادر لسيارته وقبل يركب
رفع صوته كاظم:اذا تبي تشوف ولدك تعال معاي
ثنيان التفت:ولدي اذا بشوفه ما يحتاج احد يقولي بشوفه غصب عن الكل
كاظم رفع كتوفه وثنيان فتح باب سيارته وهو يناظر كاظم اللي واقف أمامه ويناظره
حرك من جنبه بسرعه وهو ينزل من الجبل تارك كاظم مكانه
'
مزون
اللي اشتعلت نيران وقهر اكثر من يوم كلمت إبتسام
وسمعت صوتها المرتاح وتخيلت إنها كانت الطرف المظلوم واللي مغشي على عيونها بتصرفات وكلام كاظم المعسول
ماتدري متى تزوجها جاهله انها هي الأولى وتزوج إبتسام بعدها
كل اللي توقعته إنها الثانيه وإن إبتسام من زمان زوجة كاظم
ويمكن يحبها ويمكن مجبور عليّ وهو بالأساس مغرم بإبتسام
حست إن الأرض تحتها مشتقه من جهنم هذا اذا ماكانت كلها جهنم
تآكلت اعصابها وتلفت تماماً وهي تحس بالغل وتدور للإنتصار وتفريغ طاقتها السلبيه والحقد اللي بصدرها
تبي الإنتصار ، وما تشوف شي أمامها غير إن كاظم وإبتسام يسمعون كلامها وحرقتها
ومن بعد طول هالأفكار اللي استمرت عليها أيام مو بس كم ساعه !
قدرت تحجز لها سياره بغياب اهلها عن البيت وفي اثناء انتظارها
كانت تبي تكون القويه أمامهم والصامده واللي يعطي المرأه قوه دائماً ! هندامها
قامت وهي تلبس فستانها اللي تماماً يرسم جسمها وفكت شعرها على ظهرها واسدلته كستار الليل ، وكحلت عيونها بسواد يشبه شعرها ، وعشان تحس بشعور القوه أكثر تمردت ، وضعت أحمر شفاه أحمر يدل على قوتها والنيران اللي تغادر من جسدها للخارج
ولبست عبايتها وانحنت وهي تلبس كعبها وترفع نفسها وتاخذ نفس وتطلع من البيت وكأنها تغادر لقاعة إحتفالات
وظلت تناظر الطريق وهي تسترجع الكلام اللي تبي تقوله وتعد كم مره بتشفي غليلها بكف لكاظم اللي شبعها حب وعمى عيونها عن خيانته
'
ثنيان
جالس مع نورا بقاعة الاجتماعات ويناظر ساعه ١١ مساءاً
الوقت متأخر على إجتماع بس الواضح إنها مستعجله على إصدار الديوان عشان ينجح الدار لأن الكل يترقب الديوان
ومن قصيده وظهور بسيط لثنيان اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي لهفه على الشاعر الجديد وبدوا يترقبون اعماله
ثنيان:٢٠/ ٥ مناسبني
نورا:لو نخليه ٢٢ شرايك ؟ لو بس على الاقل يترتب المكان والصحافه
ثنيان:مافي شي يحتاج التأخير دام كل شي جاهز
نورا التفتت وهي تعطي اوامر للعاملين على إنه يتم الديوان غداً بالضبط
ثنيان وقف وهو يغادر الاجتماع بعد انتهاء كلام نورا
لحقته نورا وهي تناديه:ثنيان !
ثنيان التفت وناظرها تتقدم له:سيارتي بنشرت علي وصلني معاك
مشت بعد ما اعطته أمر بدون طلب وهي تاخذ شنطتها
ثنيان ناظرها وهو عاقد حاجبينه:اسمه لو سمحت !
نورا رفعت راسها وضحكت:شدعوه ؟ ما بيننا وبعدين الوقت متأخر ماودي ارجع مع اي احد
ثنيان:اثاريني مميز يعني ؟
نورا ابتسمت وهي تاخذ جوالها وترفع حاجبينها ولا ترد
ومشى ثنيان قبلها وهو هادي وهي خلفه تماماً
شيكت على اخر الموجودين من اللي يشتغلون بالدار وابتسمت وهي تأشر له وتطلع
ركب ثنيان وركبت جنبه نورا وتبتسم له اول ماقفل الباب
نورا:عاد تصدق ! من زمان بخاطري اجرب سيارتك يمكن اشتري نفسها داخله مزاجي
شغل سيارته ومدت يدينها نورا للدريكسون تلمسه بحيث صارت قريبه منه تماماً وهمست وهي تناظر الدريكسون:مريحه بالسواقه شكلها
ناظرها ثنيان وصد بانظاره لحد مارجعت للخلف وبدأ يسوق
نزلت أنظارها نورا لجوالها اللي وصلته رسايل وفتحت رسالة الشخص الاخير اللي ودعته بالدار
وناظرت الصور اللي التقطها لها ولثنيان سوا وابتسمت
قفلت جوالها بعد ما كتبت له " اذان الصباح تنشرها قبل يبدأ عرض اصدار الكتاب العصر "
وقف امام المنزل ثنيان ولف لها وناظرته:مشكور
ثنيان هز راسه ونزلت نورا وفتحت باب بيتها وهي مبتسمه بحماس
ومن شدة رغبتها بإن اللي ببالها يصير بالضبط نفس ماخططت له
'
كاظم
نزل من سيارته وقفلها ومشى للبيت ودخل
ناظر باب الغرفه ومشى ودخل وسلم وناظرته إبتسام وهي منسدحه:وعليكم السلام
كاظم فتح ازرار ثوبه وناظر بسّام اللي نايم وتقدم له:نام بدري اليوم
إبتسام هزت راسها:من وناسته ما صار يتعبني بالنوم
كاظم ناظرها وجلس على السرير وهو يراقب بسّام جنبها نايم
إبتسام شالت اللحاف وهي تحاول تنزل رجلينها وناظرها:اساعدك؟
إبتسام:لا صرت أحسن
وقفت وناظر بلوزة بجامتها مبقعه بالدم وتنهد ووقف بأتجاهها
ناظرته متقدم لها وبلعت ريقها بإرتباك
رفع يده لظهرها وجمدت محلها إبتسام وهي تناظره يناظرها
كاظم:ظهرك باقي ما التأم قاعد ينزف وكله من عنادك ما تبيني احط لك علاجاتك
إبتسام حطت يدها على صدره تبعده عنها:بيلتأم
كاظم:انتي ليه عنيده وراسك يابس ؟ صحتك هذي مو شي تبدين كرامتك عليه
إبتسام غمضت عيونها وهي تمشي بخطوات بسيطه
فتح الدرج كاظم وفتح علبة الخياطه اللي بالدرج ومشى لها بعناد وعصبيه وهو يشق بلوزتها من الخلف ويظهر له ظهرها العاري
تصلبت مكانها من حست بالهواء يلمس ظهرها دليل عريّه
بلعت ريقها والتفت كاظم للدرج واخذ مرهمها وفتحه وتقدم وهو يمسح ظهرها اللي رجفت من حط يده البارده على جروحها
همس وهو يمسح بهدوء:هذي غرز مو جروح وخدوش يبي لها اهتمام
إبتسام ماردت وهي تبلع ريقها وانحنى كاظم وهو شبه جالس وكمل باقي ظهرها ومسحه وقفل المرهم والتفت للكنبه واخذ من عليها روبها
ووقف خلفها وهو يزيل البلوزه المتمزقه بالارض ويلبسها الروب
التفت باستغراب وهو يسمع صوت الجرس والتفتت ابتسام وهي تربط روبها:مين ؟
كاظم هز كتوفه وهو يناظر الساعه على الحائط ١٢ منتصف الليل
تقدم للباب وهو يمشي باستغراب وقف قدام الباب
ومد كفه وفتح الباب ومن ناظر اللي امامه جمدت ملامحه وانصدم
خرجت إبتسام من خلفه وعقدت حاجبينها بصدمه وهي تناظر اللي أمام الباب
'
رجوى
فزت بفزع وكأن أحد صحاها من نومتها وهي تسمع صوت الاذان بالخارج
بلعت ريقها وهي تردد:بسم الله الرحمن الرحيم
رفعت ظهرها اللي يكاد ينخلع من تعب الحمل وثقل الجنين
جلست باعتدال وناظرت رجلينها اللي انتفخت بشكل كبير ومفجع بسبب الحمل وتنهدت وهي تردد مع الاذان
وقفت وهي تمشي وماسكه بطنها والتعب مالي وجهها وتارس ملامحها
توضت بتعب وهي تتمسك بالجدران عشان تقدر تمشي
حست انها وصلت لأقصى تعبها والشهور اللي انقضت ولاشي عند هالشهر الاخير
لبست شرشف الصلاه ومن شدة وجعها وثقلها صلت وهي جالسه على كرسي
سلمت وناظرت السجاده أمامها وهمست:يارب سهل لي ولادتي يارب
التفتت لجوالها وناظرته واخذته وهي تفتحه وتسترخي بظهرها لورا بشرشفها
عاقده حاجبينها وماسكه بطنها بألم عقدت حاجبينها وهي تشوف الصور الموجوده بتويتر وبمنشن نورا صاحبة دار عَجب
والصوره اللي موجوده لثنيان ونورا بالسياره تحت عنوان
"بيوم إصدار ديوانه الأول الشاعر ثنيان يعلن خطوبته من صاحبة دار نشر عَجب الكاتبه نورا "
سقط الجوال من يدها اول ما ارتفعت صرختها بألم وانفجر السائل من بين فخذينها دليل الولاده
'
مزون
ناظرت ملامح وجهه والمرأه اللي ترتدي روبها خلفه
اللي كانت بيوم تنام بنفس البيت اللي تنام فيه ، وتاكل من نفس الأكل وتجلس على نفس الطاوله وبجانب غرفتها !
بلع ريقه وهو يناظرها وراوده الجنون من الاستغراب بقدومها
مشت مزون لحد ما وقفت امامهم وهمست:مافي حيّاك ؟
كاظم وهو ناشف تماماً ووجهه مصدوم ومسوّد تم على حاله ساكت
إبتسام عقدت حاجبينها :مزون ؟
مزون تقدمت عنهم وهي تدخل للبيت وتتكلم بنبره عاليه:جيت أبارك
لفت لهم وابتسمت وهي تناظر كاظم وتفصخ عبايتها:حتى جيت بفستان عرس عشان يليق على المناسبه السعيده
إبتسام التفتت لكاظم اللي يناظرها ووجهه مسّود ورجعت ناظرتها
مزون حطت يدها على خصرها:اخذك قبل يخطبني والا بعد ؟
إبتسام ماردت وهي تناظرها بهدوء
مزون ضحكت:هل اخمن اجل ، اكيد خطبك بعد خطبتي
ناظرت كاظم مزون وهي تبلع ريقها بتكرار خوفاً من مشاعرها تغدر فيها وتفضح بعد مامرت فتره طويله بعيده عن رؤيته أمامها
مزون:ولاا ، يجيب ورد ويدلع ويقول كلام حلو ويهتم
لفت لإبتسام:هو بعد يعاملك كذا ؟
سكتت إبتسام من شافت كاظم يتقدم بخطوات متقاربه وبهدوء لمزون
اللي رجفت بخوف وهي تشوفه يتقدم لها وجاي لها من مسافه بعيده
وقف امامها وقرب منها وهو يغمض عيونه ويستنشق ريحة عطرها ويهمس:عاتبيني من قريب
رجع لورا وناظرها:ليه واقفه بعيد ؟
مزون انخفضت نبرة صوتها وتغيرت ملامحها من همسه لها:خاين
كاظم التفت لإبتسام وناظرها ورجع ناظر مزون:البسي
مزون:ماني لابسه ولا خلصت كلامي
كاظم سحب عبايتها من على الكنبه ولبسها بقوه رغم دفعها له بـ:بعد عني
لبسها وسحبها من ذراعها وفتح باب الشقه تحت أنظار إبتسام وخرج معاها
مزون وهي تمشي خلفه بقوه:شتبي وخر عني ماني جايه الا اقولك كلمتين ولا ابي اسمع منك شي
كاظم وقف قدام باب سيارته:اركبي
مزون عقدت حاجبينها:تستهبل ؟
كاظم:تراني حليلك ويمين بالله ان عصيتي كلمتي ولا ركبتي ما تشرق عليك شمس ، اركككببيي
مزون ناظرته بحده وبلت ريقها من الخوف وركبت السياره
رفع انظاره كاظم لشقته ومشى لباب سيارته وركب وحرك
مزون:مطلعني يعني عشان تكذب علي وماتقدر تشوفك زوجتك الاولى وانت تتعذر لي وتتمسكن عندي ؟ صدق انك زير نسوان مشيت ورا سجانه وماعطتك وجه وذلتك والحين رايح تركض ورا مطلقه وعندها ولد وانا اللي يكـ
قاطعها من سحب ذراعها ولف السياره بقوه وصرخت
قربها منها من ذراعها وبحده صرخ:انطمي
ناظرته مزون وهي تتنفس بخوف وكاظم يناظرها بحده
ظلت تناظره من قريب وتناظر عصبيته وملامحه وقسوته وحدة صوته وجرحه اللي كواها وخيانته اللي خلت كل شي فيها يلين وتهمس:اكرهك
كاظم لانت ذراعه من ذراعها من كلمتها وكملت مزون بهمس وهي تناظره قريب منها:وحمدلله انك ما تنعمت بشعره من جسمي لانك ما تستاهلني
كاظم بغضب شدها من راسها لراسه والصق جبينه بجبينها وبحده وسط حدة اسنانه همس:واللي خلق انك الاولى وان ظنونك غلط واني ما لمستها واني ما حبيتها واني ما بغيتها بس كاظم حماار
ناظرته من قريب وهي خايفه ورذاذ فمه يتناثر على وجهها من غضبه
كاظم:واللي خلق يامزون الغيم ! اني اخترتك انتي وبغيتك انتي
رفعت يدها لذراعه اللي شادها له وهي تحاول تبعد عنه
كاظم همس:يكفي ثنيان معاديني ، انتي بعد تعادين ؟
مزون تجمعت بمحاجر عيونها دموعها وبحده همست:لانك طعنت ظهر ثنيان وخنتني وخليت ليلة زواجي من اتعس ايامي ، وارخصت فيني بعد ما كنت الغاليه اللي ما يطولها احد
كاظم عقد حاجبينه وهز راسه بالنفي:وليه ما فتحتي بابك اكلمك واعطيك عتابي ! ليه صكيتي عليك ولا شفتك من شهور ؟ حللتي على كيفك وبكيتي لحالك
مزون:مابكيت عليك ولا راح ابكي ، ما تستاهلني
كاظم سكت وهو يناظر ربكتها ورجفتها من قربه:بتصيرين زوجتي غصب
مزون عقدت حاجبينها وكاظم كمل:واللي براسك ما بيصير
مزون فلتت نفسها وكاظم كمل:طلاق ماني مطلق
مزون:اخلعك خلعة الشر ولا ابيك ولا ابي قربك
كاظم التفت وناظر الطريق والوقت المتأخر والافكار المجرمه اللي تراوده فكرة انها معنده على الفراق تجبره يطلع قسوته عليها
ناظرها ماسكه ذراعها وصاده عنه حرك سيارته بسرعه جنونيه تحت تفكير مجنون ورغبه في تحقيق طموحه
بإنه يكسر كل هالكبرياء اللي فيها والتفتت عليه مزون وهي تناظر غضبه وبلعت ريقها وهمست:وين موديني ؟
كاظم مارد وهو يناظر طريقه وكررت سؤاله بحده:قلت وين موديني ؟
تم على حاله كاظم لين طلعت جوالها من شنطتها وسحبه من كفوفها وصرخت:كاظم عطني جوالي ورجعني بيتنا
كاظم:يمين بالله ما انتي راجعه الا بعد ما اكسر راسك
تنفست بخوف وهي تسحبه من ذراعينه وهو لا زال مسرع بسرعه جنونيه وغضب
مزون صرخت بصوت يرجف:وقف السياره ونزلني
دفها بعيد عنه وهو يسوق وساكت والعصبيه بعيونه واضحه ومن مسكة يدينه للدريكسون وهو يسرع ولا يشوف قدامه غير مزون وكلامها عنه وكيف قفلت البيبان بوجهه وطلبت الطلاق وهي ما سمعت اسبابه
مزون بلعت ريقها وهي تشوف الطريق اللي بدأ يظلم والسرعه مازالت في تصاعد
شدت على عبايتها بخوف وهي تراقب الشخص العصبي اللي أمامها اللي اصبحت خايفه منه الان وتبي النجاه
'
ثنيان
ناظر ساعته ورفع راسه يلبس شماغه وعقاله مستعد يصدر ديوانه الأول بكل رغبه وحماس بسبب ان رجواه بتحط يدينها على هالكتاب وبتقراه
تعب شهور طويله بدونها وعدت شهور طويله وهو يحارب لأجل هالكتاب يصدر قريباً لانه يعد الأيام ويدري بإنها الآن في شهرها الأخير
بس جاهل متى بتولد ووين ومين بيكون معاها ، كله رغبه يصير عندها بس ماخلت له وسيله وحده للصله
خرج من المكان اللي مكث فيه وركب سيارته وهو ياخذ جواله
ويناظر رسالة نورا:ننتظرك شاعرنا ، الحضور وصلوا
شغل سيارته وحرك
مشى بطريقه واول ما وصل الدار نزل وهو يمشي بثقه اليوم يوم نجاح كبير له اليوم الكل بيعرف بإن الجنون ماله مكان بعقل ثنيان
وانه قادر يعيش مع حبه الهوسي ، وان كل شخص تجنبه بسبب جنونه الان يشهد على نجاحه الاول
دخل الدار على ابتسامة نورا وهي تأشر له يتقدم لها
وقف جنبها وناظر الحضور وابتسمت له:العدد كبير ما توقعنا الحضور
ثنيان ناظر كاميرات التصوير والحضور والتفت لها:يعني متأكده مو انتي اللي عزمتي ؟
نورا ضحكت وهي تناظره:انا اسوي اشياء من وراك بس مو لهالدرجه
تقدم على المنصه واستلم المايكرفون وهو يناظر الحضور:
السلام عليكم، يسعدني انكم كنتوا جزء من اول يوم تدشين ديواني الأول وسعيد بكل الحضور وكل اللي ترقبوا وانتظروا الديوان
رفع كفه أحد الحضوره اللي يحمل كاميرا:شاعرنا ثنيان ، من كان ملهمك الأول للديوان ؟
ثنيان سكت وبلع ريقه ونزل انظاره وهو يشد من قبضة يده بعد انقباضة صدره من طاري رجوى اللي تغيرت ملامحه والتفتت له نورا:ثنيان ؟
ثنيان رفع راسه للحضور وهمس:العنوان باين مصدره
نورا سكتت وهي تناظره وكمل الشخص يسأله:مبروك لخبر خطبتك وفعلاً ورا كل رجل عظيم امرأه عظيمه
عقد حاجبينه وبلعت ريقها نورا وهي تلتفت له بعد ما ابتعد واهمس:شيقصد ؟
نورا:مدري
ثنيان التفت وناظرهم:اي خطبه ؟
:خطبتك من الكاتبه نورا
ناظر الحضور والتفت لنورا اللي تقدمت وهي تنفي الخبر
مشى وغادر المنصه وابتعد عنهم ولحقته نورا
التفت بعصبيه:هذا مو من فعايلك بعد ؟
نورا:صدقني ماعندي علم بالموضوع
ثنيان رفع كفه بيتكلم ورن جواله والتفت وهو يناظر اسم مزون
عقد حاجبينه وحط جواله على اذنه وهمس:هلا مزون !
'
رجوى
فتحت عيونها بعد مجاهده وألم قريب للموت وهي تسمع صوت الجنين وبكائه ، وضعوه على صدرها ونزلت دموعها وهي تشوف النور ينور حياتها وبصيرتها واخيراً
بكت وهي تسمع بكائه وهمست:انا مابيك تبكي وتبكيني ، ابي افرح معاك
سحبت من احضانها الجنين الممرضه وتراخت عضلاتها بتعب بعد ألم الولاده ورمشت بإرهاق وهي تناظر الفراغ وتتخيل
صاحب الجنون وممارس الهوس بالشكل الصحيح لو كان اليوم بجانبها؟ لو كان وفي لدرجة إنه ما التفت لمرأه غيرها بعدها !
بيتزوج ؟ وبيحب ؟ والجنون اللي انفضح بسببه ! كله كذب ووهم
طاحت كفوفها بتعب وغفت وهي تسمع اصوات المستشفى حوالينها بأجهزه وصوت ممرضين وصوت بكاء الاطفال
يتكرر عليها صراخها وتعرقها وإحمرار كفينها ، قبضة كفوفها ورفعة راسها وهي تتأمل السقف وتصرخ لأجل تحارب ويظهر لها النور
كانت تبكي وهي خارجه من غرفتها بعد ما سمعوا صراخها جيرانها اللي ما يعرفون عنها شي وانكروا وجودها لحالها وحامل !
كانت تبكي وهي بالسياره مع أغراب بدال ما تكون معاه !
كانت تبكي اول ما دخلت غرفة الولاده وهم يملون منها المعلومات رغم تعبها بس لانها كانت لحالها !
تبكي لأن إنتظارها بهالأيام اللي ركضت فيها ! انتهى اليوم
اسدلت نفسها براحه على السرير وهي مغمضه عيونه بتعب حست إنها كانت تركض مو بس ٩ شهور حست ان عمرها كله اللي انقضى بدون أهل وبدون ثنيان ! اليوم وصلت للمكان المريح اللي تدور عليه
عائله وطفل وماما ! بس بدون بابا
كل شي كان ناقص بهاليوم ، بدال ماتكون مع مجنونها تدشن معاه ديوانه الأول بإسمها ؟ قاعده تولد لحالها بأول طفل لها منه
ناقص عشانها لحالها بعد ما كان ثنيان لها كل الناس والأحباب
اخذت نفس وسط غفوتها وهي تسترجع جمال النور اول ما توسط حضنها
وتجاهلت كل الافكار لان النور يكفيها ، وبيغنيها ، وبيحتويها وبيكون لها السعاده والراحه والعائله والأمان
وش يحتاج الإنسان اكثر من وجود شخص يحبه ؟ وكيف لو كان إبن مافي مثل حب الابناء للأمهات
عشان كذا رجوى بهاللحظه غفت وهي مرتاحه ، مرتاحه لان الظلام اليوم اسدل النور عليه وصارت حياتها مشعه وملونه
'
مزون
بعد مالمت نفسها وهي تحس بالثقل وكأنها كانت بحرب وخسرتها
حرب الحب وحرب الانتقام ، كانت تبي تنتقم والحين خسرت حتى انتقامها
حست بدموعها حاره هالمره مو مثل الدموع اللي هلتها بليلة زواجها
هالمره حاره لأنها انجبرت على شي مستحيل يرجع ، وانجبرت على شي من شخص كان بيوم حبيبها
لمت أقدامها أكثر وهي تحس بجسمه أسفل رجلينها منسدح بنص جسده فقط
يناظر السقف وهو هادي وكل شي فيه داخله يصرخ
بـ ليش يوم تحاول تعدل كل الأمور تخربها بيدينك؟ ليه يوم لقيت الغيمه النديه اللي بتعيشك في غيث وهنا ؟ قمت وحولتها لعاصفه ركاميه بفعايلك؟
ليه اللي كنت تنتظر تعيشه معاه بحب ؟ عيشتها اياه اليوم بإجبار وبكاء وصراخ ومحاولة فرار وترجي ؟
ليه فوضوية الغرفه اليوم تخدش ابصاره بعد ماكان خياله بهالليله تكون الغرفه تصرخ من شدة الفرح والحب
وللأسف يوم وصل لهاليوم وبعد ماخرب كل شي بحياته !
نزلت دموعه لأول مره بهالعمر
تكررت عليه حياته اللي هدمها بفعايل سريعه ومن غصب ، هشم كل جزء بحياته
مزون وإبتسام والمهم ثنيان ؟ أبوه اللي جاهل حياته كيف من بعد ما قضى عنه مده طويله بعيد عنه !
بلع ريقه وجلس وهو يمسح دموعه ويبلع ريقه بحرقه
وقف وناظر ملابسها بالارض منزوعه وناظرها هي ساكنه تناظر الفراغ بصدمه
مد يده لجوالها واخذه وهو يدور رقمه وحطه على أذنه تحت نظراتها الثابته بدون حتى ترمش
ووصله صوته:هلا مزون
بصوته المبحوح اللي قضى طول الوقت يصرخ عليها لحد ما فقده قال
:مزون عندي
عقد حاجبينه ثنيان وهو يسمع نبرة صوته وانقبض قلبه وبلع ريقه:وينها؟
كاظم:ببيتنا
ثنيان:عطني اياها
كاظم:مزون زوجتي
من قال هالكلام كاظم اشتد غصب ثنيان وصدمته وخرج من الدار تارك كل شي خلفه يبحث بس عن اخته
:يمين بالله يمين بالله لو مسيتها بشر لاولع في اصابعك العشر واحتفل فيها
كاظم جلس وهو يناظرها وبهدوء عكس الشخص اللي يكلمه اللي يشتعل نيران:ما يحتاج تجي مسافرين هاللحظه وما بنرجع قريب ، بلغ عمي بإن مزون مع زوجها
سكت ثواني وكمل:زوجها كاظم
ثنيان ناظر الطريق وهو عاقد حاجبينه وقفل كاظم وكرر الاتصال ثنيان لحتى ما وصله ان الخط مقفول
ضرب كفينه بقوه وصرخ ورمى شماغه عض شفته بقهر وسط صراخه وتراكمات الدنيا على صدره
'
إبتسام
تلعب بشعر بسّام وعاقده حاجبينها بتفكير
رفعت راسها تناظر الوقت ، خرج من عندها مع مزون وللحين ما رجع
وش صار معاه ، وش قالت له ووش قال لها
دق الباب بقوه وفزت وفز بسّام اللي على ايباده بخوف
مسكت يد بسّام وهي تحضنه ورجع اندق الباب بقوه اكثر
شالته بحضنها ومشت للباب وهمست:مين ؟
تمالك غضبه وتكلم بهدوء:افتحي
عقدت حاجبينها وهي تسمع صوته وبخوف رجعت لورا بس بسّام نزل من حضنها وهو يمشي للباب ويصرخ:بابا
بلع ريقه ثنيان وهو يسمع صوت الضحيه الأول بالقصه:افتحي
شدت على اسنانها بكرهه له وفتحت الباب وناظرته
ناظرت جنونه في شكله وفي وجهه ، حالته اللي بهندامه تدل على جنون هالشخص
ركض يحضن اقدامه بشوق وبنداء طفولي:بابا !
ماكان ناقص ثنيان احد يشده من يده اللي تعوره وأمام إبتسام
بس ماقدر الا انها تنهمر دموعه بوجهه ثابت وملامح ثابته فقط دموع
رفع راسه بسّام وهو يناظرها:بابا
كرر النداء على مسامعه وشد على اسنانه وغمض عيونه
اخذ نفس وانحنى وأخيراً بظهر مكسور ومتعب لطوله وناظره
بسّام رفع كفينه على خدين ابوه اللي يشابهه وهمس:كنت مسافر ؟
ثنيان هز راسه بالنفي وهو يتأمله كبر بشكل ملحوظ ، بكلامه وبشكله وبطوله ولده يبلغ عمر يحتاج فيه دور الأب بس كان خاسره
بسّام:اجل فين كنت ؟ عمو كاظم موجود هنا دايم بس انت مو موجود
من نطق اسم كاظم وقف بسرعه وناظر إبتسام:تعرفين وينه؟
إبتسام هزت راسها بالنفي ونطق ثنيان:متى طلع؟ ووين راح؟
إبتسام سكتت وهي تشوف غضبه الشديد بخوف انها تخبره بوجود مزون معاه
ثنيان تقدم وناظرها:اقسم بالله تخبين علي ادفنك هنا ، اخلصصصي وينه؟
إبتسام بلعت ريقها وهي تناظر شرارات الغضب من عيونه:اخذ مزون وخرج من هنا
ثنيان:وين ؟
إبتسام:ما اعرف
ثنيان:وين اخذ مزون ؟
إبتسام صدت بعيونها وسكتت ثواني وهمست:اكيد شقتهم
ثنيان ناظرها وتعدا بسّام اللي ناداه:بابا
سحبت بسّام اللي كاد يلحقه ودخلت داخل وقفلت الباب بخوف
مشت لجوالها وهي تحاول تتصل على كاظم بس جواله مغلق
هزت رجولها بخوف وقلق واتصلت على عادل عمها أبو مزون وثنيان بكل ترجي وخوف نطقت بكل السالفه بس عشان تلاقي حل للمجنون اللي ممكن يكون قتّال اليوم
'
خرج بسرعه وهو يمشي بسرعه جنونيه ويمشي لشقة كاظم
وقف بسرعه وفتح بابه وتركه مفتوح وركض بسرعه جنونيه على قدميه للعماره
طلع الدرج للدور الرابع دون تعب وتوقف ومع تنفسه الغاضب
ووقف من شاف باب الشقه مفتوح
تم واقف محله وبلع ريقه وتقدم وهو يشوف الشقه فارغه تماماً ومطفيه أنوارها
وقف بمنتصف الصاله يناظر الشقه ظالمه تماماً
غادر بخطوات هاديه لين توقف بالشارع قدام سيارته
راقب الشارع وأخرج من حنجرته صرخه تكاد تخترق جدران الحيّ كامل
من ألمه وغضبه وخسارته وجنونه وتراكماته
كل شي أجبره يصرخ الصرخه المستمره دون انقطاع تنفسي
هروب رجوى وحملها وبسّام المخذول وكاظم العدو ومزون اخته !
اللي كان بيكون لها اخ وعضيد ويخلصها من كاظم وياخذ بحقها منه
بس كاظم اليوم اكبر من عدو يشوفه يشابه الموت من كرهه
توقف عن الصراخ من حس بانكتام نفسه وتعبه الشديد
جلس على الارض بمنتصف الحي والشارع ورفع راسه على السياره اللي قدامه بسرعه
وقفت امامه ونزل منها عادل يركض:شصاير؟
مانطق بحرف ثنيان لين شاف إدريس ينزل بخوف مكفوف النظر يحاول بس يطمن ويمشي لإتجاه الصوت
عادل:ثنيان ؟ وين اختك ؟ وين كاظم ؟
ثنيان ناظرهم وهمس:هرب
عادل عقد حاجبينه:كلمتك ؟
ثنيان:هو كلمني وهي مالها صوت
مسك راسه إدريس وهو يتدارك الصدمه اللي واجهته
'
مزون
تناظر الطريق الطويل والفجر اللي شق ظلمة السما
ضمت يدينها من الألم بذراعينها وتغمض عيونها بقوه وهي تتخيل
شراسته وغضبه وهجومه عليها بوحشيه ، نزلها من السياره وجرّها بقوه بدون أدنى رحمه
ومارس غضبه وجنونه عليها كان يضربها دون رحمه وكأنها جماد
كانت غضبانه من زواجه وخيانته ، بس الآن تكرهه بسبب شراسته
عكس تفكير الشخص اللي جانبها
اللي كان يحارب لأجل ما يخسر مزون من حياته بس للأسف بالتفكير المتسرع عرف انه الآن خاسر مزون للأبد
كان يحاول يصلح الخراب بس هدّ اللي كان ييتصلح أكثر
دخلها الشقه إجباراً وبغضب وأخرجها من الشقه بهدوء وكأنها جثه
يمشي بالطريق وهو يتآكل من الداخل على خرابه اللي صنعه بنفسه
على تصدي نظرات مزون له ولوجوده وللانطفاء اللي يشوفها فيه
ترقب الشمس وهي تشرق وتعلن شروقها وأكمل طريق سفره بدون صوت أو كلام أو محاولة عِتاب
وكأنه شايل معاه جثه ، وكأن الجسد اللي جانبه دون روح
متأكد بإن مو بس مزون هاللحظه بدون روح حتى هو أصبح بدون روح
أيقن بإن ثنيان ماكان مجنون لحاله حتى هو صار مجنون اليوم
مجنون لأنه يرمي نفسه للتهلكه وبرجلينه وبتصرفاته
ساق الطريق كله ما يدري كم من الوقت ولا عده بس يدري بإن المسافه شاقه عليه وعليها
'
كانت تدق وتتصل وما تلاقي رد
تأفتت وهي تناظر تويترها وكلام القراء عن اختفاء ثنيان من تدشين الديوان وفجأه من بعد خبر الخطوبه
اخذت جوالها وهي ترسل رساله نصيبه له محتواها كان ؛
سالفة الخطبه مني أعترف بس كانت فكره عشان الديوان والدار يلاقي اصداء كبيره، ثنيان ادري انك مغروم في انسانه ومالعبتها عشان شي ثاني كل هاللي صار عشان بس يرتفع الطلب
ترددت وهي تهز رجولها وارسلت الرساله وقفلت جوالها وهي تتنهد
'
اما عند الشاعر اللي له يومين جالس بصالة بيتهم يصحى وينام على بكاء عائشه وخوف عادل واستفهاماتهم اللي يطرحونها عليه
اخذ نفس وهو يحاول يتصل على مزون تحت أنظارهم المتعبه
هز راسه بالنفي وضربت فخذينها عائشه:ياويلي على بنتي
عادل:يمكن راحت معاه برضاها ! ابتسام تقول جاتهم لابسه وكاشخه وخرجت مع كاظم
عائشه ناظرته:واحنا وينا ؟ مو اهلها تروح بيوم وليله ؟
ثنيان:مزون ماراحت برضاها مزون مجبوره تروح مع الكلب
عادل:انت اهدأ مو ناقصين جنونك
سكتت عائشه من ناظرت وجهه ثنيان اللي تغيرت ملامحه
رفع راسه عادل وهمس:مو قصدي ياولدي قصدي اركد شوي
وقف ثنيان وناظرهم:جالس وسهران ادور على اختي يومين ماذقت النوم وبالنهايه ! مو ناقصين جنونك
عادل:ياثنيان ياولدي اقعد
ثنيان:ماني قاعد
مشى خارج ووقفت عائشه:ثنيان ؟
مارد وفتح باب بيتهم وركب سيارته وسكت ثواني يناظر نفسه بالمرايه
ليش تحسس من كلمة جنون ! ليش حس ان هالمره مقصوده ؟
يمكن لأن الكل يعترف بإنه مجنون وهو سَمى ديوانه بالمجنون ؟
ليش صار حساس من هالكلمه طيب ؟
شغل سيارته وهو ماشي بالطريق ساكن واخذ جواله وهو يسوق
وناظر رسالة نورا وقراها ، هدأ السرعه وكتب لها كلمه وحده بس بدون إهتمام لتوترها منه وإحراجها الواضح بكلامها
:انفيه
ما كان يبي غير تنفي الخبر بس لأنه يدري بإن رجواه بمكان بعيد او قريب عنه جاهل تماماً ! قاعده تقرأ أخباره
تسائل اثناء سواقته عن وضعها الآن ، هو ما اشتاق ! هو بيموت من شوقه ويحس بإنه يلقط أخر انفاسه بدونها والله
بفراقها تغيرت حياته وصارت فيها احداث كثيره ، تغير وانحدر لأسفل السافلين
الدنيا مارحمته بفراق رجواه ماكان كافي يعيش فراقها وبس ! زادت عليه الدنيا حِمل أثقل ما يتحمله بشر
معقوله بيروح العُمر وهو ما التقى فيها ؟ مستحيييل يعيش أكثر من سنه بدونها وبيركض يدورها ، بس ليش مو الحين يروح؟
ليش الكبرياء اللي فيه ما يخليه يرجع يلاحقها من جديد ؟ ليش كل ما أتعبه الشوق تذكر هروبها منه مره ومرتين !
ليش مو هي تجيني ! ليش مو هي تدورني وترضيني ؟ ليه أنا أزرع ولا الاقي لحصادي شي ؟
معقوله نستني ؟ وباعتني ؟
وشرت غيري ؟؟ أخر تساؤله أيقظ جنونه اللي جعله يتعرق بشده وهو يسوق ويتخيل لو رجوى فعلاً أصبحت لغيره ؟
مارس نوبة جنونه بسيارته كالعاده وأستغرق وقت طويل في حرب متعرق الجبين وقاضب كفيه بشده ، عاض على أسنانه ، يشبه وجهه خوف الموت وغضب الوالدين ، كان عباره عن كتله كبيره من الجنون بداخل شخص واحد فقط
'
رجوى
دخلت شقتها وهي حاضنه النور المضيء لدنياها الباهته
ابتسمت بتعب شديد وانحنت على السرير توضعه نايم بعمق
فصخت عبايتها وهي لازالت تتألم وتحتاج مين يعاونها بس وحيده دون أحد
دخلت الحمام وغسلت وجهها وطلعت على رنين جوالها وعقدت حاجبينها من ناظرت رقمه
بلعت ريقها بخوف وربكه من فتره طويله وعدت أشهر ماقرت هالأسم بجوالها
ارتبكت وهي تلف للنور وتتسائل معقوله عرف ؟ معقوله جاي ؟
رجف فكها وكأنها ماهي مستعده أبد لمواجهته
رجعت تتذكر الماضي وكل شي عاشته معاه ووجوده بحياتها
خافت من تكرر الرنين وهي تاخذ نفس وتبتعد عن جوالها بخوف وارتباك
وقف اتصالات وانرسلت رساله واخذته بيد ترجف وقرتها
" أنا في جِده ومعاي مزون بس أحتاج أشوفك يارجوى "
عقدت حاجبينها بصدمه من قرت إسم مزون ، مزون أخت ثنيان؟
ليش مع كاظم وبجِده ؟ وليش يحتاجها ووش صاير كل هالفتره؟
معقوله ثنيان صاير له شي ؟
بلعت ريقها بخوف وهي ترسل العنوان بتوتر وترسل بعدها:ثنيان فيه شي؟
رد كاظم بلا وسكت وهو يشغل العنوان ويمشي لاتجاهه ويناظر اللي بجانبه غافيه على الشباك
وقفت رجوى وهي تهز رجلها بتوتر وتناظر شباكها وتفكر وتحلل بعقلها كل شي
لفت بعد دقايق من أندق الباب وبلعت ريقها وهي تسمع طرق الباب
لبست عبايتها واتجهت للباب بخوف وفتحته وناظرتهم
واقف بجانب مزون اللي من شافت شخص أخر غير كاظم انفجرت بالبكاء وحضنتها
رجعت لورا رجوى بخوف من نياح مزون ونحيبها وناظرت وجه كاظم اللي تغير تماماً وأسوّدت ملامحه وهو يناظرهم
رجفت بخوف وبهمس نطقت:ثنيان فيه شي ؟
كاظم تقدم وقفل الباب وهز راسه بالنفي
رجوى هزت مزون وبعدت عنها:شصاييير ؟
مزون وهي تبكي ومنفجره تماماً من المشهد اللي تكرر ببالها أصعب مشهد ممكن تعيشه فتاه ، شراهة الرجل وإغتصابه لها حتى لو كان زوجها
كاظم بلع ريقه:مزون زوجتي
رجوى عقدت حاجبينها بصدمه والتفتت مزون بشراسه وصرخت بوجهه:ماني زوجتك وبرجع لأهلي غصب عنك
كاظم ناظرها بعصبيه:لا تجنيني واهدي
رجوى وهي تناظرهم بإستغراب وخوف:ماني فاهمه ، شفيكم؟
مزون ناظرتها:هذا اللي قدامك شرّاني مو زوجي يعقب
رجوى ناظرت كاظم اللي سحب ذراع مزون وهمس:اهدي قلت لك
مزون دفته بقوه وهي تصرخ بعدوانيه:ابعد عني بكلم ثنيان واخليه يجي يهد فيك الدنيا
شدها بقوه وصرخ بوجهها تحت خوف رجوى المصدومه:اقسم بالله اللي خلق فيني القوه لاكسر راسك لو تسوينها ، تقهمييين ؟
بلعت ريقها وسط رجفتها وخوفها وبكائها وتنفسها المتصاعد بقوه
جمدت ملامح مزون وهي تناظر بوجهه كاظم اللي عقد حاجبينه بعد ما بكى بصوت عالي طفل من الغرفه
التفتوا لرجوى اللي تناظرهم وملامحها هاديه وتترقب اشكالهم اللي تغيرت تماماً
كاظم اللي تناسى فكرة إن رجوى كانت حامل همس بصدمه:ولدتي؟
مزون مشت وطلت وناظرت الطفل اللي يتوسط السرير ووقف خلفها كاظم بصدمه يناظره يبكي
بلعت ريقها رجوى وهي تناظرهم واقفين قدام النور ولدها
ناظرت مزون الطفل بصدمه ولد ثنيان ! ولد اخوها اللي ماعندهم علم عنه أبداً !
'
ثنيان
اللي أثناء تفكيره العميق التفت للجوال اللي يدق واخذه بسرعه على أمل انها مزون ورد بسرعه:مزون ؟
سكت من سمع صوت رجالي يتكلم بهدوء وأسلوب جذاب:شاعرنا ثنيان؟
ثنيان:هلا
:معاك القناه الاسـ
قطع الخط ثنيان بإنزعاج وجلس وهو يتأفف
غمض عيونه وفتحها وهو يفكر ورفع راسه واخذ جواله ورجع دق على نفس الرقم ووقف وهو ياخذ نفس:اعذرني انقطع الخط
:مو مشكله اخ ثنيان بس كنت بقولك اننا حابين نسوي معاك مقابله تلفزيونه مع المذيعه المعروفه ندى وبتكون بث مباشر
ثنيان سكت وهو يفكر وكمل الرجل:يناسبك تشرفنا العصر بالقناه ؟
ثنيان هز راسه:تمام بس احتاج العنوان
:اكيد بيوصلك الآن شكراً استاذ ثنيان
قفل منه وهو يخرج من البيت ويتجه لبيت اهله
اخذ نفس ونزل ودخل البيت وطلت عائشه وناظرته:ثنيان ؟
مشى وناظرها لحالها وهمس:لحالك ؟
عائشه وقفت:ما اتصلت عليك مزون ولا حتى كاظم ؟
هز راسه بالنفي:بس بالله وين بياخذ اختي مني مردها بترجع لاهلها وغصب عن اكبر رجال الدنيا كلها ، مزون اختي وبتكون ببيت اهلها معززه مكرمه
عائشه مسكت كتفه وهمست:وش اشقانا ياثنيان ؟
ثنيان هز كتوفه وهو يناظرها وكملت عائشه:كنت بخير ومبسوطين
ثنيان:بس انا عمري ماكنت مبسوط يايمه
ناظرته عائشه والحزن اللي بعيونه وعقدت حاجبينه
ثنيان:عمري ما جربت اكون مبسوط وعمري ماذقت السعاده ، كنت حتى مع اللي سرقها قلبي مشغول بالي وخايف من بكره ! وجاني بكره اللي اخاف منه وهذا هو حالي
عائشه:مدري وش يصحح اغلاطي ياثنيان بس اعترف اني اخطيت كنت اختار عنكم اللي ابيه انا
بلع ريقه ثنيان وصد بأنظاره وكملت عائشه:كنت انا اخيط وانتوا تلبسون بس ما يكون اللبس مريح لكم ، كان مريح لعائشه بس
تنهدت وجلست على الكنب ولمت كفوفها بحزن وهمست:
وهذا حالكم وحالي
ثنيان جلس جنبها ومسك كفينها وهزهم:بتزين بتزين ان شاء الله
عائشه ناظرته:انت اللي وجهك يملاه الحزن بتعطيني أمل ؟
ثنيان:حتى الحزين لا كَذب يبيك تكونين متفائله على الأقل
عائشه تنهدت وسكتت وكمل ثنيان:تبين تشوفين ولدك بالتلفزيون ؟
عقدت حاجبينها والتفتت له وابتسم ثنيان:بتشوفيني بالتلفزيون ان شاء الله
عائشه:وش يوديك التلفزيون ؟
ثنيان:بيستضيفون الشاعر ولدك
عائشه التفتت بكامل جسمها وهمست:شاعر ؟
ثنيان طلع جواله من جيبه ووراها صورته بجانب ديوانه الشعري بتدشين الكتاب بمعرض دار عَجب
ناظرته وعقدت حاجبينها:متى صرت شاعر ؟
ضحك ثنيان من جهلها للموضوع وهمس:يايمه الناس صاروا يشوفوني بالشارع ويسلمون علي ! وانتي اللي ببيتي ماتعرفين؟
عائشه:اسألك بالله صرت شاعر ياثنيان ؟
هز راسه ثنيان:وبقوم اروح قناه معروفه بيسوون معاي لقاء وبتشوفيني بالتلفزيون
ناظرته بصدمه وبشبه ضحكه:بالتلفزيون ياثنيان ؟
ومن بعد سؤالها اللي شاف بعيونه ثنيان بشاشة وجهها هز راسه بإستبشار من فرحتها اللحظيه بسبب وجود ولدها قدام الملأ
وقف وهو يدخل الغرفه اللي ضاقت عليه وتختفي إبتسامته
ضاق صدره وكأن صدره دخل براس إبره !
وكأن صدره أظلمت عليه الشموس بمظلات سودا
تعقدت حواجبه وهو يتلفت بالغرفه وكأنه مضيع الوجهه
وكأن أنظاره أول مره تشوف هالغرفه بعد كانت وجهته الوحيده ومسكته ومنامه وقيامه بهالمكان !
اختلف عليه المكان والحيطان والسقف ، دولابه وحتى ملابسه اللي داخلها كل شي مختلف عليه
يحس ان ملمس الغرفه باهت بعد ما كان زاهي !
يحس ان الالوان رماديه بعد ماكانت مصفره ومحمره ومخضره من تلوّنها بالمكان وعالحيطان
ممكن شخص واحد يخلي المكان اللي كنت تحبه معاه ! بدونه هشّ وصعب المعيش فيه ومخيف
مثل ما يحس ثنيان الغرفه بدون رجواه
فتح دولابه وهو ياخذ نفس ويسحب ثوبه وشماغه وياخذ عطره وساعته ويفتح الدرج ويناظر ماكينة حلاقته
ظل يناظرها بهدوء ورفع راسه للحيته اللي كثيفه ومسوّده
قفل الدرج بإنزعاج بدون لا ياخذها ودخل الحمام لبس وتعطر ولبس شماغه وغادر الغرفه
تقدم خطوات بيغادر بس وقف بصدمه وهو يلتفت للباب اللي قفله !
قفله بدون نوبة جنون ! بدون تخيلات وأوهام ؟
هذا وش يعني ؟ تشافى غياب رجواه من صدره ؟ والا اعتاد الفراق ؟
بلع ريقه بخوف من المشاعر اللي لأول مره ماتزوره
وخرج من البيت وهو عاقد حواجبه ويفكر طول طريقه بفكره وحده
ليه هالمره مازاره جنونه ؟ وش داواه ؟
واول ما وصل وناظر المبنى الكبير وسط الشارع العريض اللي تعج فيه الشركات والمباني
تلفت وهو يناظر الارتفاع الشاهق بالمباني والسيارات
مشى ودخل المبنى واستقبلته بنت وبيدها أوراقها:أهلاً استاذ ثنيان تفضل معاي
مشى معاها وهو يناظر ترحيب اللي حوالينه ونظراتهم وابتساماتهم
ركب المصعد معاها وهي خلفه إحتراماً للشخص الناجح اللي معاها
عقد حاجبينه وهو شبه مبتسم من الوضع المهيب والغريب له
خرج وهو يمشي بأسياب طويله وحوالينه المكاتب والموظفين
خرج من مكتبه رجل ببدلته الرسميه وصافح ثنيان:أهلاً وسهلاً كيف الحال شاعرنا ؟
ثنيان:الحمدلله
ابتسم له:شرفتنا ونورتنا تفضل معاي قاعة الضيوف عشان تجمع ادارة الإنتاج والمذيعه ونتكلم بكل التفاصيل
هز راسه ثنيان وهو يمشي معاه ودخل القاعه اللي فيها ٦ أشخاص
منهم نساء ومنهم ذكور جلس بالمنتصف وأبتسم لهم
تكلم اللي بجانبه يشرح له على ضوابط اللقاء والاسئله اللي بتطرح وإمكانية فتح اتصالات للمستمعين
هز راسه ثنيان:ماعندي مشكله ويناسبني اي وقت
التفت لهم وناظرهم:حلو اتركك مع مذيعتنا تتعرفون عشان ما تكون جديده عليك وقت اللقاه
وقف ثنيان من غادروا وناظر اللي تتقدم له:المذيعه ندى معاك شرفتنا استاذ ثنيان شاعر مبدع وديوانك من الدواوين اللي كان لها نصيب بثنائي ، كلام جميل ومنمق
ثنيان هز راسه:مشكوره
ندى ابتسمت:ان شاء الله بكره تزورنا ويكون اللقاء سلس ولطيف
هز راسه ثنيان وغادرت القاعه ندى تاركته لحاله
تقدم للبلور الزجاجي وهو يطل على الارتفاع والمباني ويفكر
لوهله ابتسم على عمق تفكيره وسؤال اللي انطرح بعد مغادرته للغرفه وللبيت « وش داواني ؟ »
وعرف الجواب وهو بهالمكان والثناء والاحترام والنجاح
عرف ان دواء الشخص نجاحه وما يخلي الشخص يوقف على رجليه وينشغل بتفكيره عن أمور سوداء ! غير النجاح
أبتسم بضحكه وهو يناظر المنظر وفكرة الانتصار على الجنون وأخيراً وبمكان كان يوتره وكان يخيفه ، بطريق ما توقع بيوم بيكون دواء وشفاء له
طريق الموهبه والشعر ، طريق النجاح بالأصح
'
غادرت الحمام رجوى وهي تتقدم لمزون اللي تداعب الطفل اللي بحضنها اللي صلة قرابته لها بإنها تكون عمته
ابتسمت مزون وهي تناظر ملامحه ورفعت راسها لرجوى:يشبه ثنيان
صدت رجوى عنها وهي تسوي رضاعته وحليبه وهاديه
مزون ناظرتها متجاهلتها وهمست:ما بتبلغين ثنيان ؟
تنهدت رجوى ومشت وهي تاخذ من حضنها نور:ما يهمه
مزون اعتدلت وناظرتها ترضعه:كيف ما يهمه يارجوى ؟ هذا ولده
رجوى رفعت راسها لها:وبسّام كان ولده بس ماذاق طعم الأبوبه مع اخوك ومابي ولدي يعيش نفس العيشه بوجود أب فاضي عاطفياً
مزون رفعت حاجبينها:الحين ثنيان يارجوى صار فاضي عاطفياً ؟ ثنيان اللي الدنيا كلها درت بجنونه ولا وقف وأفصح بديوان كامل لك وتقولين عنه فاضي عاطفياً ؟
ضحكت مزون:بذمتك اجل من مليان وشبعان عاطفياً ؟
رجوى بلعت ريقها:اي فاضي وبعمره ماراح يكون أب لنور ولا لبسّام ولا بيكون لي شي
مزون سكتت من حست بصوت رجوى يختلف ويختنق
بلعت ريقها رجوى وهي تناظر ملامح نور وتهمس:مستحيل النور اعيشه بظلمه وهو بحذ ذاته نور
مزون التفتت من اندق الباب والتفتت لرجوى:اكيد كاظم تكفين رجوى تكفين خلصيني منه هالمجنون
تافتت رجوى وهي تحط نور عالسرير وتهمس:ما بنفتك من المجانين احنا !
مشت ومزون خلفها وفتحت الباب وناظرت كاظم بحده:شتبي كاظم شتبي؟
كاظم بربكه:بتكلم مع مزون
رجوى ناظرته بصدمه:لا رسمي تجننت نفس صاحبك ! ، بعد اللي سويته فيها تبي تتكلم معاك ؟ انت بوعيك ياكاظم ؟
كاظم:رجوى ! انا جيتك عشان تكونين عون لي
رجوى:اقسم بالله عيب عيب عليك بعد ما كنت اخلي ثنيان يستقوي ويتعلم العقل منك والحين انهبلت نفسه
كاظم:اذا كان ثنيان مجنون فيك وسوا كل هذا عشانك ؟ فأنا بعد مجنون اللي وراك هذي
مزون رفعت انظارها وبلعت ريقها وناظرته وكمل كاظم بحرقه
:ياخي احد يفهمني ياخي احد يستوعب ان ايادي اللي حواليني تتفلت مني يديني وانا واقف ! يمين بالله مافك ايده من يدي ثنيان وبس اقسم بالله كسر ذراعي من اوله ، ومزون مستحيل افلتها حتى لو هي تبي تفلتني
رجوى ناظرته بصدمه:وانت تبي تتمسك بشخص بهالطريقه ؟ بهالجنون ؟ شفتي انحشت منه ثلاث مرات بسبب جنونه ، اذا تبي تتمسك بشخص لا تفلته من الاساس وانت فلت مزون يوم تزوجت ومين ؟ طليقته ؟ انت ماصرت صاحبه بس انت صرت تشبه ثـ
سكتت وتلعثمت وكاظم ضحك:انتي بعد كل هالشهور منتي قادره تقولين اسمه حتى ؟ وثنيان مافلت يدك انتي فلتيه بنص الطريق
مزون رجعت لورا من تقدمت رجوى له وناظرته بصدمه
:انا فلته ؟ من اللي ساعدني اهرب من جنونه وقالي احتمي فيني ؟ مو انت ياكاظم ؟ مو انت اللي كنت شاهد على جنونه ؟
كاظم:وليه ماخليتي مزون تدق عليه دامك تبين مزون بخير ؟
رجوى سكتت وكمل كاظم:لانك ماتبين تشوفين ثنيان وانا عشان كذا جيتك لان المكان اللي مستحيل يجيه ثنيان ويعرف فيه هو مكانك ، هِنا ، بجِده
مزون بلعت ريقها وناظرت رجوى اللي تناظر كاظم اللي خرج تاركهم
قفلت الباب والتفتت لها مزون:ما بتكلمين ثنيان يجيني ؟
رجوى ناظرتها:مابي اشوفه
مزون ناظرتها بصدمه:رجوى انا ماصدقت الاقيك واحتمي فيك ! دقي على اهلي صار لي ليلتين بعيده عنهم
رجوى مشت وهي متجاهلتها:ماراح اسمح بعد كل هالمده يجيني
مزون:بس هو ثنيان مو جاي لك ، بيجي عشاني
رجوى ضحكت بسخريه وناظرتها:ادري بس حتى لك مابيه يجي
مزون:وبظل هنا لمتى ؟
رجوى رفعت كتوفها وبلعت ريقها:مالي شغل بمشاكلكم طول هالشهور ابي بس ابتعد ما بسمح لاحد بعد ماولدت يسبب لي مشاكل
التفتت وهمست وهي تبلع ريقها بربكه وتوتر:ويجيب لي مجانين
مشت مزون عنها للحمام وقفلت الباب ورجوى شدت من قبضتها بتوتر وجلست على السرير غمضت عيونها بإرهاق من تمثيل الكبرياء كل هذا خوفاً من لقاء ثنيان بعد كل هالمده
كاظم عرف يلعبها صح واختار رجوى اللي مستحيل تتصل لثنيان وتساعد مزون ومستحيل تقدر تطلبه بعد كل هالشهور يجي عندها
'
ثنيان
دخل الاستوديو وهو لابس ثوبه ومستعد لأول لقاء مباشر له
جلس بمقعده وركبوا له المايك واخذ نفس وهو يناظر الاضاءه والكاميرات والمباشرين على الحلقه عشان تكون بأفضل وضع
شاف نورا اللي دخلت الاستوديو ورفعت كفها سلام له من بعيد
ناظرها ثواني وصد عنها وهو يشد على قبضة يده بتوتر ويحاول ياخذ نفس
يحاول ينسى جنونه هاللحظه ويعيش نجاحه بشكل مريح وممتاز
بدأ اللقاء بكلمه من المذيعه تثني وترحب بالشاعر المهووس اللي أمامها
أبتسم ثنيان:الله يحييك
ندى:أول ظهور لك إعلامياً صحيح ؟
هز راسه ثنيان وهو مبتسم
ندى:أول شي حدثني شاعرنا عن الموهبه اللي تفجرت بفتره بسيطه بعد ماكنت تماماً بوظيفه ومكان آخر !
اخذ نفس ثنيان وتكلم بهدوء:الشعر موجود معاي من عمر طويل بس ماكان في احد عنده علم بفصاحتي الشعريه
سكت ثواني وبلع ريقه وكمل:والظروف سمحت بإني اتوجه لمكان مريح
ندى:سرعة إنتشار خبر ظهور الشاعر ثنيان بن عادل صدفه والا تعتبره نجاح وتفوق منك ؟
ثنيان:الساحه تعج بالشعّار ، اعتبره رزق
ابتسمت ندى من فصاحة جوابه وأكلمت الحوار معاه
'
بهالاثناء ..
فزت من السرير تحت أنظار مزون المستغربه
وفتحت التلفزيون بسرعه وجوالها بيدها بعد ماقرت كلام الناس للحلقه وصورهم لثنيان بن عادل الشاعر الجديد عالساحه
رجعت بخوف لورا من شافت صورته أمامها بحجم كبير وصوت واضح
عقدت حاجبينها مزون ووقفت:ثنيان ؟
وقفت جنب رجوى الصامته والخايفه واللي ترتعش من شوفته
فتحته على سؤال المذيعه لثنيان:مجنون رجواه ؟
ابتسم ثنيان وهز راسه
ندى:رجواه تقصد فيها صفة الرجاء ؟ والا الرجاوي ؟ والا رجوى ؟
ثنيان اقشعر جسمه من نطقها للأسم تحت أنظار نورا له بالاستوديو
حاول ياخذ نفس وعمّ الصمت بالمكان لحظة إرتباكه
تعرق جبينه وشد من قبضة يدينه وعلى اسنانه وهو ساكت
ندى ابتسمت:حاب تخلي اجابتك سريه لك ؟
عقدت حاجبينها رجوى وهي تناظر ملامحه وجنونه وتعرق جبينها شدت على الريموت بيدها وتقدمت تحت انظار مزون
ووقفت تماماً امام الشاعر المرتبك قدام الملأ والشاشه
ورفعت كفها باصابع ترتجف وحطت كفها على جبينه المتعرق
رجفت من حست بكفها حطت على التلفزيون ولمست جبينه
ماكان بخاطرها تمسح تعرقه وتسكّت ارتباكه بس ! كان بخاطرها تضمه وتضم صوته وتضم ارتباكه وتضم خوفه وتضم نجاحه
بس نطق وهي بالقرب هذا منه وهمس:اقصد رجوى
عقدت حاجبينها نورا من نطقه لإسم رجوى دون نوبة جنون كالعاده
غمضت عيونها اللي خلف الشاشه من نطق إسمها بصوته
صوته اللي صار من اعذب الاصوات للناس ولمتذوقين الشعر
صوته اللي كان يهمس لاذنها ويسقيها من ريح الحب ، كانت اذنها تتعطش صوته وتتلهف لريحة انفاسه بالحب
شدت على عيونها وهي مغمضه وتكرر صوته اللي سمعت منه اعذب الكلمات صوته اللي اشتاقت له يناديها ؛ رجواي ، رجوى ، مناتي ، وأحبك !
شالت يدها وحطت كفها على صدرها وهي تحضن ذراعها وتناظره
ندى ابتسمت:تقدر تخبرنا عن رجوى ؟ صاحبة إسم الديوان ؟ وليش سميته بمجنون رجواه ؟
اخذ تنهيده مسموعه ثنيان وضحكت ندى:شكل رجوى مصدر إلهامك
ثنيان بهدوء تكلم:رجوى داي ودواي ، كانت المُسكن والصداع ، بس ماراح يفهمني إلا واحدٍ مفارق، من فيَكم مفارق؟ يرفع يديّنه
التفت للاستوديو وناظرهم وسكتت ندى وهي تناظره
التفت لها ورفع كتفينه:بس المفارق بيحس
ندى:وديوانك ما كان سبب لقطع الفراق ؟
ثنيان ابتسم ثواني وهز راسه بالنفي : بس ادري بها تقرأ ديواني وتترقب أخباري
التفت للكاميرا وهمس:وتشوفني
رجوى بلعت ريقها ورجعت لورا من حط نظره على الكاميرا وكأنه فعلاً يدري بوجودها امام التلفزيون الآن
ندى:دامها تسمعك اكيد تبي توصل لها شي
ثنيان طال نفسه عشان يقول الكلام اللي من زمن يبي يقوله لها بس هالمره خلف شاشه وبعيد عنها هي بمدينه وهو بمدينه حتى الشوارع مستحيل تلاقى ومع ذلك قال بكل هدوء
:شرعي باب المعاتب بدون مقدمات
‏واطلقي ماكان في صدرك اطلاق سجناء
‏حاصريني بالتشره من الاربع جهات
‏انتي المشروه منك مثل رد الثناء
‏اعتذر لك عن غيابٍ بدون مبررات
‏لو ما قلبي بـ خالي ولاّ الصدر دهناء
‏صح ما ودي بهجرك لو يطول السكات
‏بس ما ودي بوصلك وانا مانيب انا

أنا مثل الهوى مثل العمر مره أنا مثل السنين الرايحه ما أعودDonde viven las historias. Descúbrelo ahora