البارت الثالث عشر

1.7K 135 1K
                                    


* داخل أحد المصحات لعلاج الادمان *

كان يجلس مالك على كرسيه الخاص متطلعاً إلى هذه الطبيبة التى تقف أمامه وهى تنظر من بعيد إلى حالة سيف، الذى كان يجلس وهو ينظر إلى الفراغ من حوله بشرود تام لدرجة عدم شعوره بوجود شقيقه بجواره وهو ينظر له بحزن يظهر على وجهه وياكل قلبه بالم وعجز عليه حتى قالت تلك السيدة بحزن:- متقلقش يااستاذ مالك سيف أن شاء الله هيكون بخير المصحه هنا هتخلى بالها منه وكل وحد موجود هنا علشان يساعده

قال مالك بقلق وهو يتنهد بتردد:- يعنى هيكون احسن المكان هنا مش خطر عليه
هزت راسها بنفى وهى تنظر له بتعجب:- لا صدقنى كن مطمن عليه المكان هنا امان ليه بس سوال حضرتك مش ابوه ولا عمه ليه خايف عليه كدا
نظر لها بنفى وهو يبتسم بحزن:- مش ابوه بس زي ابوه سيف يستهل أنه يتحب ويتخاف عليه وانا عايز اعمل كل دول

ابتسمت له بتأكيد وهى تعيد النظر على سيف:- هنا هيتخلص من الادمان وكمان هنقدر نعالج حالته النفسيه
قطب جبينه بستفهم قائلاً:- يعنى تعالجي حالته النفسيه
قالت بتأكيد وهى تشير فى جهة سيف:- سيف حالته النفسيه واضح انها مش بخير وانا دكتورة نفسيه مختصة فى الحالات اللي  زي حالته المقصود من كلامى اني هحاول اساعد سيف
ابتسم مالك بفرحة وهو يقول:- شكراً ليكى بس انا كنت حابب اكون معه ازوره دايماً مش عايز اسيبه
هزت راسها بتفهم وهى تقول:- مفيش مانع تقدر تشوفه فى اى وقت انت عايزه فيه بس فى اوقات معينه مش هقدر أوافق انك تشوفه علشان العلاج اتفضل معايا علشان تمضي على الأوراق الازمه
تنهد براحه وهو يهز رأسه وينظر الى سيف الذى كان يجلس بعيداً عنه بكثير مدققاً نظره الى الأشجار من حوله، وبقربه يجلس مروان الذى ادمعت عينه بتردد من امسك يده التى يضعها على قدمه بستسلام تنفس بحذر وهو يمسكها برفق مشدداً من احتضانها بين يديه وهو يقول:- سيف
لم يجيبه سيف أو يهتم بيده التى يحتضنها بتملك تحت أنظار مروان الذى أعاد لفظ اسمه من جديد وبرجاء أكثر وهو يقول:- سيف لو سمحت اتكلم معايا انت مش عايز ليه تتكلم
ظل سيف على صمته حتى قال مروان من جديد:- طيب سيف اعمل ايه علشان تسامحنى
شعر مروان بدموعه تتسقط من عينه بوجع على حالت اخيه بحيث هبط من على المقعد الذى كان يجلس عليه بجوار سيف وهو يجلس بالاسفل على ركبتيه أمامه محتضن يد سيف برجاء واسف وهو يقول:- سيف انا والله مستعد اعمل كل حاجة علشان تسامحنى .. سيف
قبل مروان يده وهو يردد بصوت حزين مقهور من نفسه قائلاً:- انا عايزك فى حياتى عايزك سيف اللى اعرفه كون احسن انا عايز اكون جنبك من تانى علشان خاطرى مترفضش وجودى جنبك انا مستعد ابوس رجلك
جاء مروان ينحني أرضاً حتى يقبل قدم شقيقه حتى منعه يد سيف التى ابعدت جسد مروان للخلف وهو ينهض بجسد يرجف ودموع تهبط بغزارة قائلاً برجاء:- كفايه كفايه يامروان كفايه سيبنى فى حالي كفايـــــه
صرخ سيف وهو يرجع بقدميه للخلف بصوت اوجع قلب مروان الذى اقترب منه وهو يهز رأسه ويقول بخوف عليه:- اهدى انا اسف والله العظيم مش هاذيك متخفش .. سيف

قدر ظالم (قليل من الرحمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن