قدر ظالم
* عند سيف *
كان يجلس داخل شركة الراوي بعد أن أصبح يعمل فيها منذ أكثر من يومين وهو يحاول أن يثبت نفسه بكل قوته مع أنه عندما لا يأخذ ذلك المسحوق الابيض الذى أصبح من دونه لا يستطيع مقاومة اى شعور بتعب أو الهذيان الشديد الذى ينتابه منذ أن أصبح مدمن عليه وبشدة، ابعد ذلك التفكير عن رأسه وهو يرقب دخول صديق عمره الوحيد وهو يدخل الشركة يبحث بعيونه عن شئ ما، توقف لحظات أمام أحد الموظفين يسأله عن شئ ما بوجه يبدوا عليه القلق، وبعد الانتهاء تقدم فى جهته حتى لاحظ وجوده حيث توقف وهو يطيل النظر له بنظرات لا يفهمها سيف بحيث كان ينظر له بصمت، وجاء يغادر من أمامه حتى امسك بيده بقوة ساحبا به للخارج بوجه غامض يحمل الجمود توقف خارج الشركه وهو يلقى به للخارج نظراً له بغضب قائلاً :- مش عايز اعرف انت هنا ليه بس مش عايز اشوفك هنا تانى اطلع برا ياسيف
نظر له سيف بصدمه من تعمله الغريب عكس ما كانوا عليه منذ سنين فهم كانوا مثل الأشقاء وأكثر تنفس بقوة وهو يقول:- وانا كمان مش عارف انت بتعمل ايه هنا بس مش همشي يامروان
نظر له مروان بصدمه وهو يقترب منه ممسكاً بملابسه بصرخ فى وجهها وهو يردد:- انت ايه الشركه دى ملك خالى يعنى انت ملكش حاجة هنا امشي بدل ما أضرك ياسيف
نظر له سيف بصدمه والى يديه التى تطبق على ملابسه وهو يقول:- انت بتعمل معايا كدا ليه رد انت مش مروان مستحيل انا معملتش ليك حاجة وحشه انت بقيت كدا ليه . ليـــه؟
كان مروان مغمض العينان وهو يستمع إلى كلامه الذى زاده غضبه أكثر وهو يقول:- علشان انت كذاب سنين بتخدعنى اننا صحاب وانت واحد زباله وابوك بعتك تخدعني وتمثل عليا الحب مش كدا
هز سيف رأسه وهو يطيل النظر له بعلامات مذهوله وهو يقول:- انت بتقول ايه حاسب على كلامك يامروان بابا معملش حاجة انت بتخرف بتقول ايه يامروان
ابتسم مروان بسخرية وهو يقول:- والله عايز تقولي انك متعرفش انى اخوك واني أبقى ابن ريان السياف زيك
نزع سيف يد مروان عنه بصدمه وهو يترجع للخلف بقلب هلع مردداً بصدمه:- ا.ا نت بــ.تقو.ل ايه ا.ازاى ا.انا اخو.ك مروان بــ.لاش هزارك ده
(انت بتقول ايه . ازاى انا اخوك مروان بلاش هزارك ده)
نظر له مروان بسخرية وهو يقترب منه ويقول:- والله بلاش تمثيلك ده ياسيف لو فاكر ان بحركتك ده هتلعب عليا تبقا غلطان وانا مستحيل اقبل انك تكون اخويا
ادمعت عين سيف وهو ينظر إلى كلامه ورفضه له قائلاً بالم:- انا والله معرفش حاجة ليه مش مصدق
قال مروان بصرخ فى وجهه:- علشان مش مصدقك ابعد عني ياسيف
ظل ينظر له سيف بصدمه وهو يهز رأسه بوجع منه مردداً:- علش.ان كدا ؟... يعـ ني انت بعدت ع.نى علش.ان كدا
هز مروان رأسه وهو يقترب منه ويقول بكره:- علشان عرفت انك واحد كذاب ومخادع زى ابوك انا مش عايزك فى حياة ياسيف اطلع منه احسن لك
نظر له سيف بقهر قائلاً:- طيب انا ذنبي ايه ا.انت اذيتني يامروان وانا مش زعلان منك علشان انت كمان مش هتفرق زيك زيهم كل واحد بياذينى بطريقته
غادر سيف تحت أنظار مروان الذى ينظر له بصمت وجمود ودخل قلبه يتمزق من خدعه له، دائماً كان يتمنى أن يكون أخيه ولكنه علم منذ سنوات أنه داخل لعبه من صنع شقيق عمره، هز رأسه من تلك الأفكار وهو يتوجه إلى داخل الشركه من جديد حتى أوقفه أحد الأشخاص وهو يقول:- مروان بيه
استدار مروان وهو يقول:- فى ايه
أشار له أحد الموظفين وهو يقول:- الشاب إلى لسه ماشي حضرتك وقع منه ده
نظر له بتعجب وهو يرفع له أحد الكيس البيض وهو يقول:- ايه ده
هز الموظف رأسه وهو يقول:- معرفش يافندم بس أظاهر مخدرات
توسعت عينان مروان بصدمه وهو يقول:- انت مجنون
قال الموظف بخجل:- انا اسف يافندم
قال مروان وهو يشير له بالابتعاد:- ارجع شغلك
هز رأسه وهو يبتعد بصمت تحت أنظار مروان الذى رفع نظره على هذا المسحوق الابيض بصدمه لا يستطيع تصديقها.
