عندما خرجت من الغرفة وجدته يقف مستندا على الحائط بملل وهو ينظر أمامه بشرود فذهبت باتجاهه ببطئ ووقفت أمامه تنتظر منه أي ردة فعل ولكنه لم يبد أي ردة فعل وظل ينظر لها بشرود وجمود.

"هل الانتظار جعلك محنط؟" سألته بسخرية وهي تمثل الدهشة.

لم يرد عليها ولكنه أمسك بيدها وهو يشبكها بيده"هيا الجميع ينتظر بالأسفل لا وقت لي بمناقشتك"قالها ببرود وهو يسحبها للأسفل.

نزلت وراءه بضجر وهي تحاول رسم ابتسامة راضية على وجهها لعدم الشك.

ما ان وصلت لغرفة الطعام وجدت جميع الأسرة بها يجلسون على الطاولة الممتلئة بالطعام بانتظار وصمت وما ان وجدوها تدخل، الابتسامة علت وجههم ورحبوا بها لتجلس بجانب سيبيان وتبدأ بالأكل بصمت مثل الآخرين.

ما ان امتلئت معدتها باللحم المشوي والحساء اللذيذ مع الأرز مسحت فمها بالمنديل و استأذنت للذهاب إلى الحديقة قليلا.

ذهبت إلى الحديقة الواسعة المليئة بالورود والنباتات المتنوعة لتجلس على العشب ولكنها تذكرت شئ ونهضت مكانها سريعا متوجهة نحو غرفتها.

أخذت تبحث عن شئ ما كالمجنونة لمدة وما ان وقع عينيها عليه لمعت عينيها بشدة، انه كتاب عقائد العرافين التي أخذته من المكتبة، ثم نزلت مرة أخرى للحديقة وجلست على العشب لتأخذ نفسا عميقا قبل فتح الكتاب.

كان ذلك الكتاب مهترئ وقديم بعض الشئ وغلافه باللون البني وصفحاته باللون الأصفر من عتقه، ما إن فتحته أخذت تقرأ مقدمته التي جذبت انتباهها بعض الشئ فكانت كالآتي.

"عزيزي القارئ قبل ان تبدأ بقراءة الكتاب عليك ان تعلم أن كل كلمة تقرأها فهي حقيقة وليست عقيدة فقط لأن العرافين لا يقولون الخرافات يا عزيزي، وأتمنى لك قراءة ممتعة"

كانت تشعر بالفضول أكثر مع كل كلمة تقرأها لأنها تصدق أي خرافة يقولها أحد العرافين فهي تحب تلك الحقائق و الأشياء.

كان يتحدث الكتاب عن ما يتنبأ به العرافين فكل عراف يتنبأ بشئ كان يكتبه في ذلك الكتاب فكان أحد العرافين حكى أن الآلهة نفت بعض الملائكة للأرض بسبب عصيانهم لأمور القدر وسلبت منهم قوتهم ولكنهم يتجسدون في البشر منذ ولادتهم منهم من يريد اعمار الأرض ومنهم من ينتظر لأخذ قوته بعد مدة انتهاء الحكم عليه والإطاحة بالعالم وإفساده ولكن هناك ملاك سقط من السماء سيوقف الحروب و يحل السلام على الممالك.

لقد قرأت الكثير من تلك العقائد و التنبؤات ولم يشد انتباهها غير تنبؤ ذلك العراف الذي يدعى سانتاياغو إيفرت الذي تنبأ بتلك الملائكة الساقطة، ترى هل هذا هراء أم أنه حقيقة.

الملاك الساقط || fallen angelWhere stories live. Discover now