الفصل الحادي عشر : هوس قاتل.

Start from the beginning
                                    

** بينما كان عثمان متجها إلى شقته شعر و كأن هناك من يلحقه إلتفت خلفه بتوجس لكنه لم يجد شيئا مريبا الجميع يتمشى و كل شخص يذهب لأشغاله كالعادة في هذا الوقت من الصباح ، هز كتفاه بغرابة و أكمل المشي مفكرا في مريم ، تلك الفتاة الذليلة التي يجد متعة كبيرة في إخافتها و تلمس جسدها بطريقة فظة بغية إثارة الإشمئزاز من نفسها.

لا يزال يتذكر حتى الآن كيف كانت تتصبب عرقا عندما يتحرش بها و يحذرها من البوح بشيء و إلا سيضربها و يجعل والده يطردها و الغبية كانت تصدقه و تترجاه لكي لا يفعل بها هذا.
تزوجت من ذلك الشاب الغني معتقدة أنها ستتخلص من تحرشاته لكنها وقعت في مأزق أكبر فالمسكينة رغم الوضع المادي الممتاز الخاص بزوجها من حيث غلاء ما ترتديه و ما تضعه في يدها إلا أن عمار يرميها في منطقة نائية و يزورها كلما إحتاج جسده التمتع بها و هذا هو مقامها في الأساس.

ابتسم بإستحقار و إتجه الى الزقاق المظلم قليلا و الذي تقبع شقته خلفه تماما و أثناء سيره عاوده نفس الإحساس فتوقف هذه المرة محاولا عدم إظهار خوفه و الهجوم على من يلحق به لكن قبل ان يفعل شيئا فوجئ بضربة عنيفة على ظهره كأن أحدا ركله فسقط على الأرض المليئة بالأتربة و الأشواك و الحجر.

صرخ عثمان بألم و الرعب يتملكه و قبل الدفاع عن نفسه شعر بخيط رفيع يلتف حول عنقه و يخنقه بعنف فجحظت عيناه و إحتقن وجهه.
حاول تحرير نفسه إلا أن ركبة الآخر ضغطت على مؤخرة رقبته بشدة تمنعه من المقاومة ، أحس بإنقطاع أنفاسه فأدرك أنه سيموت الآن لا محالة لكن فجأة تخلص من الخيط الملتف حوله عندما حرره المهاجم و ألقاه على الأرضية مجددا.

شهق و بدأ يسعل بقوة ساحبا أكبر قدر من الهواء حتى إنتظمت أنفاسه و قبل إستيعابه للهجوم أمسكه الآخر من رأسه و دفعه على إحدى الصخور المرمية ليتأوه عثمان بضعف و يفقد وعيه سريعا ....

****
بعد  ساعة إلا ربع دخلت مريم الى غرفتها مبتسمة :
- طولت في المكالمة اوي يا عمار.

نظر لها مغمغما بصلابة :
- المكالمة بتخص السفرية اللي كان لازم اعملها صحيح انا مسافرتش بس الصفقة كلها واقفة عليا ... قوليلي ودعتي أهلك خلاص نقدر نمشي ؟

اومأت بإيجاب و بعد دقائق كانت تركب السيارة بجانبه إنطلق بها و كعادته كان صامتا طوال الطريق و لكن لا تدري مريم لماذا تشعر بالإرتياب منه عيناه حمراوتان كمدمن يحتاج لجرعته و يبتسم من حين لآخر يا إلهي مالذي يحدث له !!

زاد من سرعة السيارة فجأة و أصبح يقود بشكل أخافها فتلعثمت بفزع :
- ااا انت زودت السرعة ليه بالراحة لو سمحت.

لم يلقي لها عمار بالا و تابع القيادة حتى سمعها تشهق بكتوم جز على أسنانه و بعد نصف دقيقة كانت تصرخ بأعلى صوتها عندما ضغط على الفرامل و توقف على حين غرة فإرتدت للأمام و إصطدم رأسها بتابلوه السيارة ، توقف أخيرا و إلتفت إليها يسألها :
- انتي كويسة !

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now