الفصل الرابع والعشرين والاخير

ابدأ من البداية
                                    

عصابة من النساء بقيادة كلثوم يجتمعن فوق رأس سجينة ، بينما هي جالسة على الارض ومكبلة من يديها ورجليها ، ليس هذا فحسب كان وجهها مليء بالكدمات و الجروح ، ولقد كانت هوية الشخص الذي تسبب لها بكل هذا معروفة ، والمشهد لم ينتهي عند ذلك الحد ، فكلثوم كانت تمسك شعر السجينة

وتقوم بتمرير شفرة حلاقة حادة ،على تراتيل وجه تلك المسكينة ،المشهد كان مؤلما ومروعا والتدخل لم يكن ليحل المشكلة ، لتقرر شمس الاصيل الرجوع ﺇلى قاعة الطعام ،فهي لم تكن تريد التعرض للمشاكل مرة ﺃخرى ،ولكن في طريقها اصدمت بدلو حديدي وهناك قالت

_تبا !

في ذلك الوقت اصدر الدلو الحديدي ضجيجا كبيرا ، سمعه جميع من كان هناك ، فاقتربت فتيحة لترى من يتجسس عليهم وهناك اكتشفت بأنها شمس لتقول

_ ﺇنها المثقفة تتجسس علينا مرة اخرى !

_اقبضوا عليها !

في تلك الاثناء وبمجرد ﺃن ﺃمرت كلثوم السجينات بالقبض على شمس ، خرجت شمس من الحمام بسرعة ،ثم اتجاه قاعة الطعام بسرعة ،وكانت تصرخ في نفس الوقت ،طالبة المساعدة من الباقي ،وصراخها هذا جعل السجينات يخرجن من قاعة الطعام من اتجاه مصدر الصوت ،ومن بينهم الحارسة سكينة التى اقتربت من شمس الاصيل وسألتها

_ ماذا هناك ، لماذا تصرخين شمس ما الذي حصل !

لا تسأليها ما الذي حصل لأنه فعل ماضي ، بل اسأليها ما الذي سيحصل لها ، ﺃمسكت فاتنة الملمح يد سكينة وقالت وهي ترتجف

_ لقد كانت تلك المجنونة كلثوم داخل الحمام ،تقوم بتعذيب سجينة ،وعندنا رأتني طلبت منهن الامساك بي ،ﺇنها تريد قتلي لا محالة !

في ذلك الوقت عقدت سكينة حاجبيها ، وزفرت بحنق ﺇذا كلثوم مجددا ،في الحقيقة صارت الامور لا تطاق وعلى شخص ما ﺃن يتدخل و يضع حدا لهذا الجنون ، فهذه المرأة ﺃصبحت خطيرة للغاية ،وصارت تحاول ايذاء شمس بدون ﺃي سبب كان و بينما كانتا تتحدثا ،تقدمت العصابة من شمس وهناك وضعت سكينة زجاجية المقلتين وراءها ،ووقفت مثل جدار منيع بينهما بدون ﺃن تهتز شعرة منها لتسأل وجه المهرج بسخرية

_ ذاهبة ﺇلى مكان ما كلثوم !

كانت كلثوم تكره سكينة كثيرا ،فهي لم تكن تخشى السجينات ،ﺃو ما الذي يمكن ﺃن يحصل لها ﺇن عبثت معهن ، حيث قالت بنبرة صارمة

_ابتعدي سكينة فهذا الامر بيني وبينها !

ضحكت سكينة بسخرية ، ما هذا الامر الذي بينهما يا ترى ﺃملاك ،ﺃم رجلا كان قد هجر وجه المهرج وتزوج بشمس الاصيل ، في ذلك الوقت رفعت الصافرة وصفرت ، لتنطلق الحارسات بعد ذلك ،من اتجاه عصابة كلثوم في محاولة منهم ﺇرجاعهن ﺇلى الزنزانات .

ولكن الامر لم يكن لينتهي هنا ، فالأمور تفاقمت كثيرا عندما صفعت ﺇحدى السجينات حارسة ،وهنا قامت هذه الاخيرة بضربها بقوة على رأسها اسقطتها ﺃرضا ، ثم انطلقت سافرات الانذار معلنة عن تمرد في السجن ،وفي ذلك الوقت فتحت رشاشات المياه ،وذلك لكي يعيقوا تقدم المتمردات اكثر ،وتحولت قاعة الطعام الى ساحة حرب .

وبينما كان الجميع مشغولا استغلت كلثوم الوضع ،وركضت من اتجاه شمس الاصيل ، التى انطلقت بدورها هي الاخرى راكضة من اتجاه الساحة كي تنجو بنفسها ولكنها عندما وصلت ﺇلى هناك وجدت الباب مغلقا ،فصارت شمس تقوم بضرب الباب الحديدي بكلتا يديها بقوة وتصرخ في الوقت

_ساعدوني ساعدوني !

تأكدت وجه المهرج من ﺃن الجميع مشغول ، ثم حاصرتها كلثوم في الزاوية مثل ﻓﺄرة صغيرة ،ثم اخرجت سكينا حادا واقتربت ﺃكثر منها ، وطعنتها به بدون ﺃن يرف لها جفن ﺃو تأخذها رأفة بشمس الاصيل ، والتي صرخت بقوة بسبب دخول تلك الالة الحادة في بطنها

_ ااااااااااااااااااااا !

وفي تلك اللحظة ،نظرت فاتنة الملمح ﺇلى بطنها وﺇلى تلك الدماء المتسربة من الجرح ،ثم سقطت على ركبتيها وأخيرا على الارضية .

توقف النزال عندما رأت احد السجينات ما حل بشمس ، وصرخت بأعلى صوتها ،وهناك تركت سكينة كل شيء وركضت من اتجاه شمس الاصيل ،التى كانت مرمية على الارضية و مغشيا عليها

_شمس افيقي افتحي عينيك !

عندما وصلت سكينة ﺇلى موقع شمس ،انحنت فوقها و صارت تحاول ايقاف النزيف ،وفي نفس الوقت كانت تحاول جعلها تفتح عينيها ، ولكن لم يكن هناك ﺃي جدوى من ذلك ، وهذا ما جعل سكينة تشعر بالخوف ، من فكرة انهم قد فقدوا شمس الاصيل وﺇلى الابد !

_شمس الاصيل ، شمس استيقظي !

فتحت شمس مقلتيها الزجاجيتين ، لتلمح المحامي واقفا ببذلته السوداء وساعته الغالية التى كانت تزين معصمه ، صار يقترب منها وابتسامة صغيرة تعتلي ملمحه الاسمر ، مد يده لها داعيا ﺇياها ﺇلى آخر رقصة ،وهناك وافقت جلالتها على ذلك ووقفت من مكانها .

وصار الاثنان يتمشيان حتى وصلا وسط الحلبة ، لتنطلق الموسيقى وهناك بدأ الاثنان بالتمايل على انغامها ، ﺃسود المقلتان ﺃسمر ،صاحب خامة صوتية رجولية شبيهة بأغنية شبابية ، صاحب الحضور المفاجئ في الاحلام ، فصيح اللسان ، هو ذلك المحامي المدعو بطارق صالحي !

يتبع ......

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن