الفصل العاشر : تهجم.

ابدأ من البداية
                                    

**** مرت الساعات بسرعة حاولت فيها مريم ملازمة عمار و عدم التحرك من جانبه مخافة تقرب عثمان منها ... ستحدث كارثة إن حاول التحرش بها مجددا و رآه زوجها حتما سيقتله فهو منذ أول يوم رآه فيه لم يعجب به و كان واضحا جدا من نظراته ، تنهدت وهي تخرج الى البهو مع زوجة عمها و قالت :
- طنط سمية احنا جينا هنا ليه خلينا نقعد مع عمي و عمار.

طالعتها الأخرى مجيبة بتريث :
- فكرت اننا نقعد نتكلم براحتنا بعيد عن الرجالة و متخفيش عثمان راح على شقته ومش هيرجع.

أجفلت مريم للحظات و رمشت عدة مرات قبل ان تتلعثم :
- ااا ... هخاف مم من عثمان ليه انا ...

قاطعتها سمية وهي تمسك يدها متحدثة بخزي :
- انا عارفة السبب اللي خلاكي تقبلي تتجوزي بالسر و تبعدي عن هنا إبني كان بيدايقك و يتحرش بيكي و انتي كنتي علطول خايفة منه و نفسك متشوفيهوش أبدا ... انا كنت فاهمة اللي بيحصل بس مقدرتش افضح القصة لأن عمك و الناس كلها كانت هتلومك انتي لأنك بنت ، عثمان راجل و محدش هيقوله حاجة مش بعيد يتهموكي بأنك انتي اللي بتحاولي تغريه و سمعتك كانت هتتوسخ خصوصا اني قولتله يتجوزك لو هو معجب بيكي بس مرضيش .... عشان كده ضحيت بيكي و أقنعت عمك يوافق يجوزك كل ده علشان احميكي و احمي إبني الوحيد.

و الحال أن سمية تكذب ، فرغم أن عمها متشدد معها لكنه لم يكن ليسمح بإهدار شرف إبنة أخيه كان سيطرد إبنها الوحيد و يضعه في الشارع أو يجبره على الزواج من مريم و بما أن الاحتمال الثاني غير وارد لأن عثمان يسعى للزواج من إمرأة غنية آثرت هي التضحية بمن ربتها لأجل ولدها .... ولم تخطئ فهي تحب مريم فعلا لكن ليس لدرجة تزويجها بعثمان الذي كان يتحرش بها في الأساس !!

نكست مريم رأسها بأسى و لمحات من الماضي تحوم بذاكرتها فتابعت الأخرى :
- أحمد ندمان على اللي عمله فيكي بقاله اسبوع مبينامش بيقولي جاله أبوكي في المنام و عاتبه لأنه أهملك و مصانش الأمانة ومن ساعتها مش على لسانه غير سيرتك بيقولي انا ظلمتها و طمعت في الفلوس و بعتها خونت أمانة أخويا و مهتمتش ببنته و ربنا مش راضي عليا.

رفعت مريم حاجبيها بذهول :
- بجد ؟ وهو ده سبب مرضه ؟

هزت الأخيرة رأسها ببؤس :
- ايوة و أصر أنه يشوفك و يطمن عليكي .... مريم بصي يمكن انتي دلوقتي تقولي عليا أنانية بس أرجوكي نفذي طلبي لو عمك سألك على حياتك ماشية ازاي مع عمار قوليله انك مبسوطة و جوزك راجل كويس ومش بيزعلك...
الدكتور قال ان الزعل مش كويس ليه ارجوكي متخليهوش يتعب اكتر قوليله انك مرتاحة مع عمار حتى لو كنتي بتكدبي و متقوليش لحد ان عثمان كان بيحاول يتقرب منك وبعدين واضح انك مبسوطة مع جوزك ده م منقص عليكي حاجة جايبلنا هدايا غالية و ملبسك أحسن لبس و الدبلة اللي في ايدك لو احنا اشتغلنا 10 سنين قدام مش هنجيب ثمنها.

تفاجأت من كلامها و حدقت بها في صدمة لم تكن هذه أول مرة تقف زوجة عمها بصف إبنها لكنها أول مرة تراها بهذه الأنانية حتى انها لم تعطها حق التعبير عن مكنونات قلبها و البوح بما يؤلمها ، هل لأنها أم لها الحق بالدفاع عن ولدها الذي داس على شرف إبنة عمه وكان يدخل غرفتها ليلا و يكتم فمها مانعا إياها من الصراخ و طلب النجدة ؟

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن