الحلقة الثالثة

3.3K 105 0
                                    

«عُـهـود الـحُـب والـورد»
"الحـلـقة الثالثة"  '3'

لم تترك نفسها للصدمة والحزن والضعف والهوان، أفاقت سريعًا وابتسمت بإتساع .. فهل الذي بجوار ربه ضعيف!!
من أين يأتيه الضعف..!

اقتربت منهم ومازالت الإبتسامة لم تُمحى، عقدت ذراعها ورفعت رأسها تقول بقوة نابعة من إيمانها:-
- أكل وشرب ومصروف!! يعني إنتِ مفكرة إن بالطريقة دي مثلًا ممكن تخليني أتراجع يا ماما وأقولك خلاص هخلع اللبس دا من بكرا..
ياريت الدنيا كلها تيجي على الأكل والشرب يا ماما، الكلاب بتاكل يا أمي، والعصافير ربنا بيسخرلها رزقها..
يعني دي أرزاق ربنا مقسمها، أنا أموت من الجوع والعطش ولا أرجع خطوة واحدة في الطريق إللي مشيته يا نجلا هانم.
إنتِ أمي وربنا أمرني ببرِك وطاعتك إلا في حالة واحدة..
المعصية .. وأنا بطريقة اللبس إللي بتأمريني بيها بعصي رب العالمين يا أمي، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
يا ماما يعني علشان أسمع كلامك أعصي ربنا حبيبي.

واستدارت لشقيقتها التي ظلت تستمع بصمت وأردفت:-
- هو إنتِ مين علشان تحكمي ربي يغفر لي ولا لا.!
يعني هو يقول أنه "غفور رحيم " وإنتِ تقولي ربنا مش هيغفر ليا، يعني هو بيقول على إللي بيرجع له إنه بيبدل سيئاته حسنات وإنتِ بتقولي مش هيغفر ليا!
يعني هو بيفرح بتوبة عبده وبيقول "إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم" وإنتِ تقولي مش هيغفر ليا.!
يعني هو كل ليلة يتنزل في السماء الدنيا وينادي "هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له؟" وإنتِ تقولي مش هيغفر ليا.!
يعني هو بينادي"عبدي إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي، عبدي لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي."
ولم العبد بيرجع له بيستقبله بحفاوة..
وإنتِ تقولي مش هيغفر ليّا.!

كانت تتحدث بُحرقة نابعة من أنياط قلبها، ولم تشعر والدتها وشقيقتها إلا ببعض الدموع تُلقيها أعينهم لا يعلمون ما سببها.؟!
تابعت عهود بصدق:-
- أنا عارفة إن مش كنت كويسة، وكنت بنت طايشة وفضلت فترة بشعري وبعد ما قررت ألبس الحجاب مكانش يتسمى أبدًا حجاب، عملت كل الممنوع .. الذنوب كانت دافنة قلبي..

أدمعت أعينها وأكملت:-
- بس هو كان بيحبني، وإبتلاء صغير كشف كل حاجة قدامي، ولسه بعاني وخايفة من ذنوبي ومن الإنتكاس، محتاجة حد يشدد بأزري يقويني وأنا حاسة إن كل حاجة ضدي بقاوم لواحدي... بس عرفت مؤخرًا إن أجري بيكون أعظم من إن يكون كل شيء مُهيأ ليا..
أنا مش هتراجع ولو خطوة واحدة يا أمي وبلغي بابا بالكلام ده .. أنا مش هعصي ربنا علشان أراضيكم.
وبالنسبة للأكل والشرب والمصروف فرزقي على الله، أنا ظني فيه حسن ومتيقنة إن مش هايسبني أبدًا..

وابتسمت ثم زادت:-
- تصبحوا على خير.

دخلت عهود غرفتها ثم تنفست بعمق وهي تُزيل دموعها وهمست بقوة:-
- خلاص مفيش أيّ بُكى وحزن من النهاردة، إنتِ أقوى من كدا، إنتِ مخلوق من صُنع الله تقدري على دا كله..
الله لم يخلقكِ هكذا عبثًا.
هطور من نفسي وأتعلم كل جديد، هفرح نفسي بنفسي ودي تبقى أيه يا ست عهود .. دي عهود الورد.

"عُهود الحُب والورد"Where stories live. Discover now