حِيَثُ مَضْجَعُ فَؤادِيَ

31 3 4
                                    

يبدو لنا ان الانفصال يكمن عند ترك الشخص لمن عاشره حباً و صبراً حينما يصعب على العقل فكرة وجوده المؤذي للفؤاد يبقى بعيداً عن ما ألم الفؤاد هجراً و قهراً ضنهُ بأن الحبيب يموت هجراً و يرد الصاع له لكن ماذا عن انفصال الروح عن الجسد هل سأمت الروح من هز...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

يبدو لنا ان الانفصال يكمن عند ترك الشخص لمن عاشره حباً و صبراً حينما يصعب على العقل فكرة وجوده المؤذي للفؤاد يبقى بعيداً عن ما ألم الفؤاد هجراً و قهراً ضنهُ بأن الحبيب يموت هجراً و يرد الصاع له لكن ماذا عن انفصال الروح عن الجسد هل سأمت الروح من هزيل الجسد ام من ما قاساه الجسد لتفيض الروح هاجرتاً ذلك الجسد المنهك ان الامر يشبه أليس كذلك؟ ألهذا يبدو الانفصال شبيه الموت ؟

كل الانفصالات قاسية لكن أكثرها ألماً تلك التي لن يتسنى لك حتى الشعور به انفصال الروح عن الجسد تغادر الروح من دون سابق انذار لا تترك للجسد فرصة فقد تتركه هامداً بلا شعور تترك الانفصالات الأخرى لنا العديد من الخيارات ربما العودة , الاستمرار, التخطي تلك الخيارات كل منها صعب او حتى يمكن تجربتها جميعاً لكن تبقى خيارات ماذا عن أضافة خيار جديدة لتلك القائمة المريضة بالحزن خيار يروي الفؤاد اكثر من الهجر "الانتقام " للحياة قواعدها و عدلها و الصاع يرد و ان بعد قرن لكن هل حقاً الانفصال مؤذي او مؤلم ؟ خاصةً انفصال الروح عن الجسد ما الموت الا راحة من بعد شقى العمر لكن تلك الراحة صعبة و انت تترك قلبك مع حبيب ذلك العمر من تهوى لقاه 

يتقلب بني العينين  قهوائي الشعر على فراشه منتظرناً استيقاظه من الحلم حتى بعد مرور ساعات لم يتقبل تلك الفكرة الخطيرة عليه  لا تزال تلك الورقة السوداء بين احضانه كأنه يلتمس دفئها منها يتفقدها  بين حين و اخر يلتمس منها عذراً لنفسه الحقيرة التي تركتها خلفه ساعات حتى ادرك ان مغادرته كانت احدى أسباب موتها الذي ادركه بعد ثمان ساعات نهض مثقلاً من سريره اتجه الى خزانة ملابسه التي لطالما أمتلأت ألواناً كرهها لأول مرة ألقى لها نظرة حدث نفسه بها 

"هل كنت سعيد بهذه الألوان يكفي ان وقت السواد حان المنطقة الرمادية ترحب بي الأن كيف للحياة ان تبهت هكذا تبدو لي الألوان غريبة قبيحة ذلك السواد جذاب بجنون "

رمى نفسه في تلك البدلة السوداء التي قد لاقت لهزيل جسده ملامحه الذابلة لونه الأصفر نَفسه الذي يكاد ينقطع  يقف عند قبر "فيولا " بتلك البذلة السوداء الباقة البنفسجية التي ارخاها على قبرها ليجلس هو الاخر قربه محدثاً 

" يحوم طيفكِ في صدري يأبي فراقي صدى ضحكتكِ يرمي في صدري سعادة الكون و صدى صرخاتكِ يرمي فيّ بؤس قرون يضيق صدري و نفسي ليته انقطع قبل ان يسمع صوت صرخاتكِ "

أرتمى على قبرها بكاءً يفيض القبر بدمعه  ربما دموع الندم او الفراق ؟

مضت ساعتان من الزمن حتى قرر ترك القبر بصعوبة غادر بخطوات مثقلة عند وصوله لمنزله قابله اخيه بسؤاله عن مكان وجهته التي عاد منها للتو 

"حيث مضجع فؤادي ,حيث تنبت الزهور بين العظام ,حيث المكان الأكثر هدوء في الكون, حيث يترك الجسد بكل قسوة تحتضنه التراب, حيث ترتل الوداعات  للمرة الأخيرة, حيث السؤال يرتد لك لعجز المجيب على الجواب "

وجهة نظر  "مينهيوك" :

فقد اخي رشده منذ قراءة تلك الورقة السوداء لم استطيع معرفة الامر لأنه لم يتوقف عن الأنين و احتضانها لم اشاهد اخي منهاراً هكذا حتى في جنازة والداي كان يقف بشموخ يخفي دموعه لكن الأن لم يتوقف عن الغرق في الدموع تلك العاصفة التي حملتها الرسالة السوداء  بعثرته بجنون و اجابته الأن تشير الى المقبرة هو بالتأكيد تلقى خبر موت لكن من مات ؟ هو بالتأكيد شخص عزيز عليه شخص ربما انا لا اعرفه لأنه لم يحدثني عن موته بادرت بسؤاله لأنه لن يتحدث اغرقت مدامعه اكثر بينما ارتجفت شفاهه  

" غادرتني من كانت اسبابي و انفاسي ,غادرت من كنت اخشى خوض معها حديثاً خوفاً من كلمة متهورة تنطقها شفاهي تؤلمها , غادرت من كانت نبتت داخلي و ازهرت بنفسجها  بأفراط لكن الأن الاشواك التي كنت لا انتبه لوجودها قطعت داخلي غادرت تاركتاً اشواكها  ضحكاتها وصرخاتها في داخلي "

همم "مينهيوك " تفهماً هو ادرك من تكون و من غيرها التي تقدر على تهشيم فؤاد "كيهيون" بهذه الطريقة لكن لفت اهتمامه و فضوله شيء غريب ماذا يعني بصرخاتها 

"اخي ما مقصدك ب صرخاتها ؟"

" هل يمكننك المغادرة لا اشعر اني بخير "

راود "مينهيوك" الشك اكثر لكن ترك له مساحته مغادر الغرفة بينما تحرك اخاه "كيهيون" نحو مكتبه ليجلس بتعب مثقل الصدر ألتقط  قلم الحبر خاصته و الورقة السوداء ليترك توقيعه في نهاية الورقة موافق على مساعدة "فيولا "طوى تلك الورقة السوداء و خرج من منزلهِ ليضع الظرف في صندوق البريد 

صباح اليوم التالي 

لقد استيقظت للتو لكن اشعر بألم بكامل جسدي على ما يبدو اني غفيت على مكتبي نهضت بسرعة عند تذكري الرسالة هرعت الى صندوق البريد لقد وجدت ظرف جديد بالفعل هرعت مجدداً الى مكتبي سحبت انفاسي استعداداً للرسالة افصح الظرف الأسود عن محتواه الذي هو رسالة من عزيزتي "فيولا ":

 " الى صديقي العزيز ,فرصتي الأخيرة , عزيز قلبي , رفيق دراستي أتمنى لك عمراً طويلاً سعيداً من رفيقة دراستك "فيولا " التي كان لها الشرف بفرصة مراسلتك التي لم تحصل عليها  حتى و هي  على قيد الحياة  ارتجي منك مساعدتي في كشف حقيقة موتي  و لأنك الشاهد الوحيد على مقتلي لا ألومك لمغادرتك لك كل الحق بمغادرتك لكن على الأقل أتمنى منك التعاون معي لكشف الحقيقة  كنت اشاهدك و انت تنظر لي بحيرة بخوف تود الاقتراب لكن يمنعك ذلك الضخم المختل الذي يحاصرني اياك و الشعور بالندم على الأقل احدنا عاش و سيكشف الحقيقة بعد مغادرتك بنصف ساعة و من فرط الضرب و التعنيف الذي تعرضت له غادرتني الروح  من دون النظر لك لم تهجرني فقط هجرتك انت الأخر اسفة لتركك بمفردك  ارتجي منك كشف الحقيقة للجميع   من صديقتك العزيزة "فيولا " الى قلبك الجميل النابض "  

رِسَالةَ مِنَ  ذَاكِرَةْ جُثَةَWhere stories live. Discover now