الفصل العشرين

Beginne am Anfang
                                    

_ليس الصحفي بل اظنه محامي ،هيا استيقظي ، ألا تستمرين بالقول بأنك بريئة وانك لم تفعل ﺃي شيء ،ان كنت حقا تريدين الخروج من هنا ،والتخلص من هذا المكان القذر افيقي وهيا بنا الى مكتب المديرة لا تضيعي فرصتك شمس الاصيل !

لم يكن محمود يكذب عليها ﺇذا ، فهو قد طلب حقا من اخيه استلام قضيتها والدليل على هذا هو حضوره ﺇلى هنا ، والسؤال الذي كان يطرح نفسه بقوة ، هل ستبقى نائمة هنا ﺃم ستنفض غبار المرض والاكتئاب عن كتفيها ،وتركض من اتجاه مكتب المديرة .

فكرت شمس الاصيل كثيرا واكتشفت ، ﺒﺄن هذه هي فرصتها الذهبية وقد اتتها على طبق من ذهب وان اضاعتها ، فستبقى هنا طوال حياتها ،ﺇلى جانب ﺇن كانت تظن انها ستبقى في المستوصف لمدة اطول من هذه فهي مخطئة ،قوانين السجن صارمة وبمجرد ﺃن تشفى جروحها ،سيعيدونها ﺇلى الزنزانة ﺃين ستكمل كلثوم عملها !

غرقت في دوامة من الافكار ،ولم تشعر بنفسها إلا وهي تقف ﺃمام باب مكتب المديرة اكرام ، حيث تقدمت سكينة الى الامام وطرقت الباب عندما سمح لها بالدخول ، فتحته ودلفت ﺇلى الداخل وقالت

_شمس الاصيل تنتظر في الخارج سيدتي !

دفعت المديرة الكرسي ﺇلى الوراء ،ووقفت من مكانها وقالت لسكينة

_ادخليها لو سمحت !

عادت سكينة ادراجها ﺇلى الوراء ،وأشارت لشمس برأسها بالدخول الى المكتب ، تلك الغرفة لم تكن مجرد غرفة عادية فيها مكتب وخزانة ، بل كانت اكثر من ذلك فهناك يجلس ذلك الشخص الذي سيمسك يدها ويقفز بها الى مكان آخر ، ﺇلى حقول الحرية بالتحديد ، اخذت شمس الاصيل نفسا عميقا ثم تقدمت بضع خطوات حتى صارت في الداخل

وهناك وضع طارق فنجان القهوة فوق الطاولة ، ثم وقف من مكانه واستدار الى زجاجية المقلتين حيث مد يده لها وقال

_مرحبا ﺃنا طارق صالحي ، ولقد جئت اليوم من اجل قضيتك !

في تلك الاثناء مدت شمس الاصيل يدها الباردة وصافحته ،ثم رفعت مقلتيها الزجاجتين بشيء من الفتور ،والبطش السحري ، واضعة اياهما بمقلتي المحامي ، اللتان تزعزعتا ما ﺇن التقى السواد ،مع ذلك اللون الزجاجي المأخوذ من زرقة المحيط .

صار طارق يرمقها بنظرات حادة وثاقبة ، ويتفحص ملامحها الهادئة والفاترة ،وللحظة انشغلا بالتحديق الى بعض ونسيا الامر المهم الذي جمعهما هنا ، لتقطع المديرة اكرام ذلك الصمت بقولها

_عن اذنكما !

عادت شمس الاصيل من شرودها في ذلك الوقت ،حيث سحبت يدها الى الوراء ، ولكنها بقيت متسمرة في مكانها اللعنة هل نسيت كيف تمشي ، ﺃم ماذا !اغمضت عينيها وصارت تحاول استعادة رباطة جأشها ،التى بعثرها السيد المحامي يمينا وشمالا ثم فتحت عينيها وقالت بينما تهم بالجلوس

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWo Geschichten leben. Entdecke jetzt