الفصل الخامس و السادس

Start from the beginning
                                    

- مش خناقة يا عمي ... احم سوء تفاهم بسيط بسبب الشغل و عمار اتنرفز و طلب نفسخ هو ده اللي حصل.

رفع رأفت حاجبه بإستنكار :
- بسبب الشغل عمار لغى العقد بينكو و هيضطر يدفع الشرط الجزائي الضخم و كل ده عشان سوء تفاهم بسيط ؟ انت بتكدب على مين يابني.

أخفض رأسه يتمتم بمراوغة لتجنب الرد :
- انا هحاول اصلح اللي حصل مع عمار ولو مرضيش يبقى عملت اللي عليا ... عن اذن حضرتك.

نهض يغادر الغرفة بينما تنهد رأفت بعصبية و طلب رقم إبنه للمرة المائة ربما لكنه كعادته يتجاهل حتى ينقطع رنين الاتصال.

_______________________

في الشقة الأخرى.

وقفت أمام المرآة تدهن شعرها بزيت عطري برائحة الياسمين المفضلة لقلبها وهي تبتسم متذكرة اللحظات الساحرة التي تعيشها مع زوجها منذ أيام و المختلفة تماما عن كل الأيام التي جمعتهما حيث لا يقتصر حضوره على رغبته بعلاقة معها فقط ، بل أصبح يجالسها و يحدثها بأمور مختلفة بعيدا عن ما كانت تراه منه سابقا.

و رغم تعجبها من تغيره المفاجئ و أسلوبه الغامض و إرتيابها من حديث هالة إلا أن مريم اختارت الإستمتاع بهذا الأسبوع الذي سيقضيه معها دون سماحها لشيء بتنغيص حياتها.

فجأة توقف صوت المياه في الداخل فأدركت أنه أنهى حمامه أخيرا ، إبتسمت مريم بخجل وهي تتذكر قبل دقائق عندما دخل عليها وهي تستحم كانت قد انتهت و لفت المنشفة حول جسدها و عندما رأى شعرها المبلل الذي تخلى عن تمويجاته بسبب المياه جن جنونه و سألها بغضب عما حدث لتضحك وهي تخبره أن خصلاتها ستأخذ شكل الملتوي بعد جفافها قليلا ، إن زوجها مولع بخصلاتها حقا !!

بعد قليل خرج عمار وهو يضع منشفة حول خصره و أخرى صغيرة يجفف بها شعره ، تأملته مريم خفية بعد إنتهائها من الزيت العطري و تزيين عينيها بكحل ثقيل اعتقدت انه لا يلاحظها لكن ابتسم عمار بهدوء وهو يشرع في إرتداء ملابسه :
- شكلي وانا طالع من الحمام حلو للدرجة ديه ؟

اندهشت منه و تلعثمت :
- ها ازاي.

انفلتت ضحكة منه لم يستطع كتمها ثم استدار اليها يحدثها بعبث :
- عماله تبصيلي بطرف عينيكي من لما دخلت الأوضة فبسأل نفسي يا ترى انا عاجبك للدرجة ديه.

توردت وجنتيها بحرج اكثر منه خجلا لمبالغتها بالتأمل فيه لكن ماذا تفعل فهي لا تمانع ابدا من قضاء بقية حياتها تنظر له ، تنحنحت و تشدقت بتقطع :
- انا ..... العشا جهز هروح احطه عشان ناكل سوا.

هرعت للخارج مسرعة في حين اتجه عمار الى المنضدة الصغيرة و حمل هاتفه يناظر بزهو عدد المكالمات الفائتة من والده يبدو أن السيد رأفت مصمم هذه المرة و ربما يكون يشتعل الآن من غضبه حسنا فليعلم أن لا أحد يستطيع العثور على عمار البحيري إن لم يرد هو بنفسه ذلك حتى لو أرسلوا خلفه سبعين حارسا و اتصلوا آلاف المرات.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now