غرام الصعيدى

11

مايان بخوف مما ستقوله هل سيوافق بالامر الواقع وسيكمل معها اما سيتركها الى الحياه ورياحها تقذفها كما تشاء وف النهايه سيأخذ الله امانته.
.
ريان بخوف اكبر فقد ظلت صامته لوقت طويل وهو لا يعلم مايدور ف بالها:جولى يا حبيبى اوعدك انى محسبكيشى واصل لحالك وهفضل معاكى خطوه خطوه لحد اما تجومى بالسلامه.
.
مايان ببكاء اكثر فهو لا يعلم ان كلامه وطريقته الحنونه تلك هى التى تفعل بها كل هذا:انا....انا م..مش هعرف اخلف وانا عندى المرض دا علشان لو حملت وولدت وانا عندى الكانسر انا ممكن اموت وغير كدا الكانسر عندى خبيث وانا اكتشفته متأخر شويه يعنى انا ف المرحله اللى قبل الاخيره منه انا بموت يا ريان والله اعلم انا هكمل ولا هستسلم.
.
ريان بإصرار:لا انت هتجومى لازم تجومى ولو ع الولاد فانا مش عايز ولاد غير اما تجومة بالسلامه وبعد اكده هنجيب عيال كتير جوى وهنجعد نلعب امعاهم انا وانت ف بيتنا.
.
مايان بدموع:كدا كدا يا حبيبى بس انا عايزه دكتور منصور يجى يفهمك ع كل حاجه ممكن.
.
ريان وهو يعتدل ويقف امامها ثم يمسكها من كتفها ويرفعها لتقف هى الاخرى:لو دا هيريحك فانا موافج طبعا.
.
مسحت مايان دموعها واخذها ريان الى الحمام الملحق بالمكتب واغسل وجهها بالماء واخذ المنشفه لكى يجفف وجهها وخرج الى مكتبها مره اخرى فأخذت مايان الهاتف واتصلت ع د/منصور لكى يأتى لها ويشرح حالتها لريان.
.
ريان بغيظ بعد انتهائها للمكالمه:هو دكتور منصور دا عنديه كام سنه.
.
مايان بإستغراب:اشمعنا بتسأل.
.
ريان وهو يجز ع اسنانه:هو كدا انا عايز اعرف فيها حاجه دى.
.
مايان بخوف:لا عادى يا حبيبى هو يعتبر اكبر من بابا كدا بشويه انا مش عارفه سنه بالضبط يعنى...اى يا ريان بتبصلى كدا ليه.
.
كاد ريان ان يتحدث ولكن قطع حديثه طرق ع الباب واذنت مايان للطارق بالدخول فكان الدكتور منصور.
.
منصور بتنهيده قويه:عايز حضرتك تهدى قبل اما اتكلم ف اى حاجه علشان اللى جاى مش صعب عليها لا دا عليها وع كل اللى حواليها.
.
ريان بخوف يتأكلها ولكنه حاول الثبات حتى لا يهزها:اتفضل يا دكتور اتكلم انا جاهز اسمع اى حاجه.
.
منصور وهو ينظر بحب ليديه المشتبكه بيدى مايان مما اكد له انه يستحق وعن جداره ان يبقا بجانبها وعلم انه هو الذى سيكون السبب الرئيسى فى شفائها ثم وجه نظره الى ريان وبدأ يشرح له حالة مايان:مايان عندها سرطان ف الدماغ يعنى ورم والورم ممكن نستأصله بس لازم جسمها يكون جاهز لكدا ويكون عندها اراده وعزيمه ومش تكون مستسلمه ابدا وف حاجه تشدها للدنيا دى وانا اعتقد انك هتكون الحبل اللى هى هتمسك فيه.....مايان لازم قبل اما تعمل العمليه تاخد دوره مكثفه من الكيماوى علشان نقدر ع الاقل نقلل من تأثير المرض دا او حتى نمنعه من انه يكبر اكتر من كدا انا عارف انها هتكون صعبه عليها بس هى قدها لانها هتكون قويه مش كدا يا مايان.
.
اومأت له مايان التى بدأت دموعها تنساب:كمل يا دكتور.
.
منصور وهو يتابع بحزن:مايان المرض عندها ف مرحله متأخره نوعا ما يعنى الحمد لله اننا اكتشفنا المرض دا قبل اما توصل للمرحله الاخيره العمليه مش هنقدر نعملها ف مصر هتكون احسن لو روحت امريكا وانا هكون معاها خطوه خطوه وعارف دكتور كويس اوى هنا ونسبه شفائها خمسين ف الميه مش تخاف لان ف حالات زيها الحمد لله ربنا نجاهم.
.
ريان وهو يستمع إلى تلك الكلمات دون اى ردة فعل فهو لا يعلم ماذا يفعل هل يحتضنها ويبث كل خوفه عليها ف ذلك الحضن ام يتماسك ويشعرها بالقوه التى تحتاجها ولكن ف تلك الحاله سيكون هو الخسران فخوفه عليها يتأكله من داخله رويدا رويدا:طيب بالنسبه ل....
.
قاطعه منصور وقد علم ما ينوى ان يسأل عليه:اسف ع المقاطعه بس انا عارف انت هتسأل ف اى بالنسبه لموضوع الحمل انت تقدر انت ومايان تمارسوا حياتكوا عادى زى اى اثنين متجوزين بس ياريت تاخدو بالكوا من حكايه انها تكون حامل دى مش ينفع مايان تحمل وهى ف وضع زى دا لاننا مش عارفين البيبى او هى هيكونوا حالتهم اى لو هى عملت العمليه وهى حامل وممكن لو ولدت قبل اما تعمل العمليه يكون خطر عليها هى واحتمال كبير لقدر الله تموت....انا اسف ع التدخل بس انصحك يا مايان انك تاخدى حبوب علشان مش يحصل اى غلط وتكون حياتك ف خطر.
.
وضع ريان يده ع كتفها وقربها منها حتى اصبح وجهها ف صدره:انا مش هجازف بحياتها ابدا المهم انها ترجعلى وانا مش عايز اكتر من اكده انا عايزها جنبى بس.
.
ثم اخذ نفس عميق وقال:هى الدوره التكثيفيه للعلاج دى هتاخد جد اى.
.
منصور بشرح:على حسب استجابت جسمها للعلاج وكل شهر هتضطر تيجى مصر علشان تعمل تحاليل هنا ونشوف هل جسمها دلوقتى قابل انها تعمل العمليه ولا لاء ويتابعوا معاها.
.
اومأ له ريان واخذ المكان يدور به وكل كلمه تتردد ف اذنه:ان شاء الله مايان هتكون جويه وهتجدر تتعالج وترجعلى.
.
وقف منصور من مكانه واستأذن بالانصراف لكى يترك لهم مساحه من الخصوصيه.
.
مايان بحزن:شوفت يا ريان قولتلك انى مش هعرف احمل و..
.
قاطعها مايان بحده:ووواه يا مايان مش احنا اتكلمنا عاد ف الموضوع ده انا يا حبيبى جسما عظما ماعايزشى غيرك انت تكونى جنبى.
.
مايان ببكاء:طيب الكل هيقول اى دلوقتى انا مش هستحمل كلام من حد يا ريان.
.
ريان بإصرار:ومين جال اننا هنجول لحد واصل ع الموضوع ده.
.
مايان بدهشه:يعنى اى انا مش هقدر اخبى حاجه زى دى عن اهلك او عن همس وشمس وخصوصا همس هى دايما اللى معايا.
.
ريان بشرح: يا حبيبتى احنا هنجلجهم وبعدين انا عايز الموضوع ده بينى انا وانت وبس ماشى يا مايان لحديت اما تجومى بالسلامه وبعد اكده هنجولهم احنا مش عاوزين نزعل حد امعانا.
.
مايان بتفهم:معاك حق على اللى بتقوله يا ريان.
.
ريان وهو يحاول ان يخرجها من جو الحزن:جوليلى انت عايزانى اعمل فرحنا فين وانا هعملك اللى نفسك فيه جولى وانا هحججلك اللى انت عايزاه انا رايد مطرح حلو جوى وعاجبنى بس جولت اجولك الاول.
.
مايان بسرعه:لا انا ف مكان ف دماغى.
.
ريان بابتسامه سعيده:جولى المطرح اللى ف دماغك وانا هعملك اجمل فرح فيكى يا بلد.
.
مايان بفرحه:عايزه الفرح يكون ع قدنا.
.
ربان بصدمه:مفهمشى انت تجصدى اى.
.
مايان وهى تمسك يده وتقول بخجل:يعنى عايزه الفرح يكون ف سوهاج وزى عادتكوا وتقالدكوا بالضبط يعنى الستات ف القصر والرجاله برا القصر والاغانى تكون صعيديه ومش يكون فيها ناس كتير وعايزه يعنى بعد كدا البس فستان تانى ف اوضتنا زى الممثلين علشان مش ينفع البس فستان كدا او ابين شعرى من بعد اما اتحجبت صح.
.
ريان بفرحه داخليه:صوح يا زلابيه صوح انا هعملك كل اللى انت عايزاه وهعمل الفرح ف سوهاج وهجبلك احلى فستان انت عايزاه وهجبلك برديكى الفستان اللى زى بتاع الممثلين بس هتلبسيه جدامى انا وبس وانا بجولك اها يا مايان شعرك معيبانشى وانت وسط الحريم ماااشى.
.
مايان بابتسامه بثت له مدى عشقها وحبها له:حاضر اللى تؤمر بيه.
.
احتضنها ريان بحب وقال لها:خلاص كلها يومين وتبجى بتاعتى يا زلابيه.
.
★*★*★*★
.
كانت حور تجلس ف غرفتها ووالدتها عزه تجلس بجوارها.
.
عزه بخبث:العز دا كله ممكن يكون ليكى يا هبله لو انت اتنحنحتى شويه كدا عليه واتدلعتى حبتين وحتى لو اتجوز مفيهاش مشكله تكونى زوجه ثانيه او...
.
صمتت قليلا فقطعت حور ذلك الصمت وابتسامه تملأ ثغرها:او اى يا مامتى.
.
عزه بخبث اكبر:او تتسببى ف طلاقها وتكرهى العيله فيها وخصوصا الحاج فتحى ومراته ايمان علشان يطهقوا عيشتها هنا وانا هقول لابوكى نقعد معاهم شويه ف سوهاج علشان نفسنا نغير جو ف بيئه ريفيه اى رأيك.
.
حور بفرحه:طبعا موافقه وهو انا اطول اتجوز مليونير انا مش هضيع فرصه اختى رهف الهبله اللى كانت بتقول دا زى اخويا وكلام عبيط كدا حتى لو اكبر منى بكتير بردو لازم اتجوزه علشان فلوسه وبعدين بصراحه هو لوحده كدا يتحب وانا معجبه بيه.
.
عزه بتفكير:امممم بصى مش تعملى دلوقتى حاجه استنى بعد الفرح وابدأى نفزى يعنى بصى اتلككى ليها ع اقل حاجه وعلقى ع اللى بتعمله مهما كان عادى فاهمانى.
.
حور بطاعه:طبعا فهماكى يا ست الكل.
.
★*★*★*★
.
كانت رهف تعبث ف هاتفها وتنظر الى احد الصور وابتسامه تملأ وجهها:يخربيت قمرك والله العظيم انت واحد قمر وعسل ويانى لما تبصلى بكون ميييتتته سعات بحس انك معجب بيا وسعات بحس انى كرسى جنبك زى اى كيس جوافه لا جوافه لا.... اقصد زى اى كيس مانحه مرمى ف الفيريزر ومحدش بيبصله.
.
ثم نظرت الى نفسها ف المرآه:اى التشبيه القذر دا دا مايان عادتنى خالص اللعنه اتحولت عليا يا الله....اى يا رهف دا ركزى ف صورة الواد عدى كدا وشوفى جماله كمان وكمان.
.
ثم نظرت الى الصوره وقالت:يا ترى نهايه الحدوته اى يابن عزت انت.
.
★*★*★*★*★
.
بعد مرور يومان وحان وقعت الزفاف وقد عادت جميع العائله الى قصر القناوى ف سوهاج ودبحت الزبائج واعدت الولائم وكان الاحتفال خارجا قاصرا ع الرجال الذين بدأوا بوصول العريس ع خيله الاسود والرقص وهو فوق ظهر حصانه الذى يستجيب معه بكل سهوله ويسر والاغانى الصعيديه تصدع ف كل مكان.
.
اما ف الداخل فكانت مايان ترتدى فستان ابيض ولا يظهر من شعرها اى خصله بأمر من ريان حتى وان كانت وسط نساء فقط واخذت الاغانى تتعالى والنساء يحتفلون ويتمايلون ع الاغانى ورهف تنشد ورائهم الاغانى.
.
تم الانتهاء من الاحتفال بعد وقت طويل وودع الجميع العريسين وباركوا لهم وهناك ايضا من كان يدعى ليهم وهناك من كان ينتظر الفرصه الحاسمه لكى يبدأ بتنفيذ ما يجول ف خاطره.
.
بعد ذهاب الجميع احتضنت مايان الجميع ثم استأذنت بالصعود الى غرفتها فهى تريد ان تسرع قبل ريان ودخل ريان فلم يجدها.
.
ريان بتحمحم:هى فين العروسه ياما.
.
ايمان بابتسامه خفيه:طلعت فوج يا ولدى جالت انها تعبانه حصلها يا حبيبى وهتلاجى العشا فوج ف اوضتك.
.
الحاج فتحى بخبث:عشا اى بس يا حاجه هو فاضى للوكل دلوك.
.
نظر ريان اليهم بصدمه ثم نظر الى اهل مايان الذى يكتمون الضحكات وقال بخجل:منورين الجصر والله بعد ازنكم انى.
.
ثم صعد الى الاعلى وهو يتمتم ببعض الكلمات ولكنها توقف عن الكلام حينما استعد لدخول الغرفه ولكن الباب اعاقه فلم يفتح.
.
ريان بصدمه:مايان افتحى الباب ربنا يهديكى.
.
مايان بخبث:وانا افتح ليه ها قولى سبب مقنع افتح علشانه الباب يا استاذ انا وانت عملنا خصومه امبارح عايز منى اى بقا.
.
ريان وكان سينفجر من الغيظ:لا اله الا الله انا مش عارف اى خصومه اللى جات ف دماغك دلوك انا  والله عارف انك بتتحججى بس جولت معلش اعدى بس خلاص انت دلوقتى بتاعتى افتحى بجا الباب لو حد طلع وشافنا اكده هيجولوا اى.
.
مايان بضحكه انتصار:وهو مين اللى هيطلع الجناح الغربى يا ريان ومفيش فيه اوضه غير بتاعتنا العب غيرها ماشى واخر مره مش فاتحه ف اوض كتير ف القصر روح نام ف اى واح.....
.
ولكن قطع جملتها عندما التفتت الى صوته من خلفها:صوح ف اوض كتير ف الجصر بس انى مهنامشى غير ف دى اى رأيكى بجا.
.
مايان بخضه وصدمه ف ذات الوقت:انت ازاى دخلت وبعدين ف بنى ادم يخض بنت قمر وعسل زى كدا اى متعاملتش مع بنت قبل كدا.
.
ريان وهو ينظر الى فستانها الذى ترتديه فقد ابدلت فستانها بالفستان الذى كانت تحلم بيه فكان اشبه بفساتين الممثلات وزادته هى جمالا فقد كان قصير وله زيل طويل من الخلف ولا يوجد به اى حمالات كما كانت تحلم تماما ابيض ناصع يبرز جمالها وتركت شعرها منسدلا ع ظهرها.
.