الفصل الاول🤍

2.7K 82 9
                                    

بسم لله الرحمن الرحيم.....
اللهمـ صلي وسلمـ وبارك على سيدنا النبي💛
_________________________________________

كانت تتحرك كالفراشه بين الخُضرة  ،  وتفرد ذراعيها وصوت ضحكاتها يملئ المكان
جلست على الارض العُشبيه، تتأمل الورود وهى تتراقص امامها يميناً ويساراً بفعل نسمات الهواء البارده...
التى تضرب وجنتيها بخفه، تُشعرها بالانتعاش
وصوت الطيور من حوالها يشعرها بالامان، كانت تشعر كأنها فى الجنه، تنهدت براحه
وظلت عينيها تجوب المكان بسعاده وحالميه.
وفجأه فزعت الطيور... واخذت تتحرك بعشوائيه  ،  اسودت السماء من حوالها  ،  وصوت طير يصرخ بصوت مخيف.
رفعت رأسها للاعلى وجدت طائر ضخم بشكل مخيف  ،  يفرد جناحيه العظيمان بلونهما الاحمر النارى  ،  يشكل سحابه كبيره غطت السماء  ،  وعنيه الحاده يصوبها عليها  ،  يحددي هدفه.
ضم جناحيه لجسده وهبط بشكل عمودى  ،  ووقف امامها بشموخ وحجمه الكبير.
دق الرعب فى قلبها  ،  وارتعشت قدميها  ، اصبحت كالهلام.
بدت بالعوده للخلف وهى تنظر للطائر برعب  ،  وهو يركز بصره عليها ويتقدم خطوه مع كل خطوه تخطوها هى.
بدأت تتحرك بسرعه وهى تنظر خلفها  ،  وجدته يلاحقها دون ان يطير  ،  فجاءه وجدته يطير ويقف امامها ودخان اسود لاحقها والتف حوالها  ،  اخفاها عن الاعين  ،  بدأت تضح الرؤيه  ،  جسم ضحم يقف امامها ذو لون احمر قانى  ،  وقرنان عظيمان يخرجان من جبينه وانيابه الكبيره يسيل منها الدماء  ،  وينظر لها بعنيه الواحده ف منتصف وجهه  ،  فكان منظره مُرعب للعين ،  وينتهى جسده بجسد حيه بدلاً من قدميه.
صرخت هى برعب من مظهره المُخيف  ،  وعادت للخلف برعب  ،  فمد ذيله ولفه حول جسدها  ،  وبدأ فى عصر جسدها بقوه  ،  وهى تختنق  ،  احمر وجهها وبرزت عينيها  ،  وبدات تستسلم للظلام الذى احطاها.
استقيظت تلك الفتاه ذات العيون السوداء كسواد الليل  ،  والبشره الحنطيه  ،  فكانت تمتلك جمال خاص بها  ، فزعه وهى تحاوط رقبتها برعب  ،  واخذت تشهق بعنف وهى تتمتم "استغفر الله العظيم"  .
مدت يدها المُرتعشه بجوارها  ،  لتُمسك كوب الماء لترتشف منه القليل علها تهدأ.
نظرت للساعه وجدتها تجاوزت السادسه صباحاً  ،  تحركت بتكاسُل للخارج  ،  وبدأت فى تجهيز الفطار لها ولاخيها.
وبعد نصف ساعه كانت تتحرك خارج المطبخ الى غرفه اخيها لتوقظه  ،  فتحت الباب بهدوء وتحركت للداخل  ، 
وقفت جوار سريره ومدت يدها لكتفه  ،  واخذت تهزه برفق 
:-ياسين!!.... ياسين اصحى يالا الساعه بقت سته ونص
تململ ياسين فى نومه بضيق وهتف بنُعاس شديد:-
سيبنى شويه كمان يا ياقوت..... انا سهران طول الليل بخلص ورق المشروع
لكزته فى كتفه برفق واردفت بغيظ:-
هوا انا بصحى عيل صُغير.... قوم يابنى هتتأخر على شغلك والمشروع هيضيع
انتفض من مكانه واخذ يفرك جبته ويهتف بنُعاس:-
اه المشرع... صح... انهارده معاد تسليمه
_ طب يلا فوق وخد دُش وتعالا علشان نفطر.... وصباح الخير على عيونك يااحلى اخ
_ صباح العسل ياحبيبه اخوكى.... يلا انا عشر دقايق ومش هتأخر
تحرك ياسين للحمام  ،  اما ياقوت اتجهت لغرفتها وارتدت ملابسها واستعدت لعملها  ،  وتحركت للخارج وجلست على طاوله الطعام  وجلس اخيها لجوارها وبدأو فى تناول الطعام
_ ياسين؟!!! 
رفع ياسين رأسه بهدوء:- ايوه ياحبيبتى
_ احنا هنروح لدهب امتا؟! 
تنهد بحزن على حال اخته:- هنروحلها انهارده ياحبيبتى... الدكتور كلمنى وسمحلنا بزيارتها
هتفت بنره حزينه ودموعها تكونت:- انا خايفه عليها اوى يا ياسين... من وقت الى حصل وهى على الحال ده
ورافضه تشوفنا
ربت ياسين على شعرها بهدوء:- معلشى ياحبيبتى اعذريها.... هى فاكره اننا السبب فى الى حصلها.... متعرفشى اننا كنا بنحميها من أذى هيصيبها العمر كله
اديها وقتها لحد اما نعدى الازمه دى على خير ونرجع زى زمان
هتفت برجاء:- ياريت يا ياسين..... ان شاء الله خير
_ ان شاء الله ياحبيبتى.... يلا  علشان نلحق نروح الشركه
هزت رأسها ايجابا  ،  لملمت الصحون وانتهت منهم  ،  وبعد قليل كانوا فى السياره متجهين الى الشركه التى يعملون بها سويا
******************
كانت فى غرفتها وحيده  ،  تجلس على سريرها وهى تضم ركبتيها لصدرها  ،  وتستند برأسها عليهم  ،  وتنظر امامها بجمود  ،  ودموعها تهبط بغزاره  ،  واسندل شعرها امامها.
كانت تتحرك لامام والخلف بهستريا وهى تردد جمله واحده
:- متسبنيش وتمشى.... انا جايه معاك
متسبنيش وتمشى.... انا جايه معاك
_ واهى على الحال ده من وقت ماجت المستشفى هنا من شهر
كل يوم قاعده نفس القاعده وبتردد نفس الكلام. قالتها الممرضه التى دخلت الغرفه مع صديقتها حامله الطعام
هتفت صديقتها بفضول:- هوا اى الى حصل معاها!!
_ كانت متجوز ولسه عروسه جديده وجوزها ياعينى عمل حادثه وكانت بتحبه اووى...
والصدمه كانت كبيره عليها فاجابوها هنا يعالجوها.... لانها حاولت الانتحار اكتر من مره.
تنهدوا بحزن على حال تلك المسكينه  ،  وضعوا الطعام بجوارها  ،  واغلقوا الباب خلفهم  ،  وتركوا تلك المسكينه تهذى بلا هواده.
***************
فى الشركه التى يعمل بيها ياسين وياقوت.
ترجلوا من سيارتهم وتحركوا للداخل
_ انا هروح مكتبى اراجع المشروع.... وهبعتلك مجموعه اوراق تترجميهم وتسلميهم ليا.... هتف بها ياسين وهو يتجه للمصعد
اما ياقوت تحركت لمكتبها  ،  رحب بها اصدقائها  ،  وجلست تراجع بعض الاوراق بهدوء وتركيز شديد
_ صباح النور على اجمل قمر هنا فى القسم
خلعت نظراتها التى ترديها  ،  ونظرت للواقف امامها ونظرات الخبث واضحه فى عينيه وهتف بغضب
:- اتفضل ارجع على مكتبك يا استاذ وليد علشان متزعلشى منى
مد يده وامسك خصله من شعرها يلفها على اصبعه:-
مالكِ بس ياجميل... دا انا عاوز انول الرضا.... قولى انتى ايوه
اتسمعون ذلك الصوت.... نعم... صوت عظام وليد وهى تتكسر... فقد امسكت ياقوت يده التى تُمسك بشعرها وقامت بكسرها وهى تهتف بشر:- دى علشان تتطاولت وفكرت تفكير وسخ زيك فيا.... صدقنى ياوليد لو فكرت تقرب منى هتكون نهايتك.... انا اكتفيت بكسر ايدك... المره الجايه هخلص عليك
كان وليد ينظر لها بصدمه من عملتها ويمسك يده المكسوره وهو يأن بألم.... لم يقوى على الرد عليها.. وتحرك للخارج وهو يسب ويلعن... ويتوعد لها بالانتقام
زفرت هى بضيق وعادت لعملها مره اخرى.... قاطعها صوت سكرتيره اخيها وهى تعطيها الاوراق
:- بشمهندس ياسين بيقول لحضرتك دى الاوراق الى هتترجم... وعاوزهم انهارده
هزت ياقوت رأسها فى هدوء وهى تمد يدها لتأخذ الاوراق
***************
بعد عدة ساعات كان ياسين وياقوت فى السياره متجهين الى المشفى التى تقطُن بها اختهم.
كانت تتحرك سياره متجهه الى المشفى  ،  كانت تسير على هداوه  ، نظرا لظروف الطقس  ،
_ياسين هوا فاضل قد ونوصل؟!... احنا كده اتأخرنا على دهب.
التفت لها ياسين بهدوء:-
هانت اهى ياحبيبتى.... بس علشان الجو زى ما انتى شايفه الجو وحش ازاى
تنهدت الفتاه بحزن:-
وحشتنى دهب اوى... صعبانه عليا اوى
_ الحمد لله يا ياقوت.... احمدى ربنا ان اختك لسه معانا وربنا حماها ونجاها
_ الحمد لله... الحمد لله
اكمل ياسين طريقه  ،  لاحظوا وقوف رجل عجوز على احد جانبى الطريق  ،  متكأ على عصاه  ،  مشيرا لهم بالوقوف
_وقف العربيه يا ياسين  ، الراجل العجوز ده بيشاورلنا اكيد محتاج توصيله
_ طب اى الى جابوا فى الحته دى وفى الجو ده؟!  اردف بها ياسين باستغراب
_ معرفشى ياسين.... تعالا ناخدوا معانا فى الطريق... حرام يفضل واقف فى الجو ده
_ تنهد ياسين بهدوء واوقف السياره بجوار العجوز  ،  وهبط منا واسنده:- تعالا ياوالدى نوصلك فى طريقنا الجو مش كويس
اكتف العجوز بهز رأسه بهدوء  ،  استند على ياسين وجلس فى السياره  ،  وعاد ياسين وجلس مكانه وتحرك بالسياره
_ حضرتك رايح فين ياوالدى علشان نوصلك ،  قالتها ياقوت بابتسامه هادئه
لم يجيب العجوز  ،  واسند رأسه للزجاج ونظر للطريق بشرود  ،  تبادل ياسين النظرات مع اخته بقلق
ظل الصمت يلازمهم حتى اردف العجوز بنبره بارده وهو مازال يتابعالطريق
:- انتو بتأمنوا بالجان؟! 
خرج السؤال من فم العجوز  ،  اثار الفزع فى قلب الاخوين من نبرته
_ اكيد بنؤمن بالجان  ،  دول حتى ذكروا فى القرأن
بسم الله الرحمن الرحيم
«قُل أُوحى إلى أَنهُ استمع نفرٌ من الجِنِ فَقَالُوا إِنَّا سمِعنا قُرءَاناً عجباً» 
مخلوق من مخلوقات الله وبنؤمن بيه
_ اكيد بتخافوا منهم صح؟!
_ اكيد بنخاف منهم.... سمعنا حكاوى كتير عنهم.... عندنا رهبه منهم... كمان احنا منقدرشى نشوفهم... واشكالهم مخيفه زى ماسمعنا... فاطبيعى نخاف . قالتها ياقوت بنبره تشوبها القلق من ذلك العجوز
لكن شهقت بفزع عندما استمعت لما قاله العجوز
_ اذيتوه لى طالما بتخافوا منه؟!... مش خايفين تتأذوا وينتقم منكم على الى عملتوه
اوقف ياسين السياره والتفت للخلف ونظروا للعجوز  ،  الذى اخذن بشرته فى التحول للون الاحمر  ،  واتسع بؤبؤ عينيه متاخذاً اللون الاسود  ،  والدماء التى تتساقط من عينيه
واردف بنبره مخيفه:- هتندموا على الى عملتوه... هتندموا كلكم
وضرب الضوء اعينهم واختفى العجوز من امام ناظريهم
شهقت ياقوت بخوف
:- ياسين انا خايفه
_ متقلقيش يا ياقوت.... احنا هنروح لشيخ ونقوله الى حصل اكيد عنده تفسير للحصل
_ نروح للشيخ (•••••)  هوا الى هيقولنا تفسير الى حصل
اكتفت بهز رأسها ايجابا  ،  ونظرت للطريق بشرود تفكر فيما حدث.
وصلوا للمشفى  ،  ترجلوا من السياره وتحركوا الى الداخل  ،  حتى قابلهم الطبيب:- اهلا بشمهندس ياسين.. ازيك يا انسه ياقوت
_ احنا كويسين الحمد لله...... اخبار دهب اى؟!! طمنى عليا
هتف الطبيب بجديه:- بشمهندس ياسين.... الى عند اختك حاله نفسيه شديده.... مأثره معاها جامد.... خصوصا انها كانت متعلقه بالشخص ده جدا وهو كمان
فقدانه بالنسبه ليها يعنى الموت..... هى لسه على حالتها
_ يعنى اختى هتفضل كده مجنونه... مش هتتحسن!!!  هتفت بها ياقوت بحده خفيفه
عدل الطبيب نظارته:- انسه ياقوت ممكن تهدى شويه  ،  اخت حضرتك لما جت هنا كانت فاقده الامل فى الحياه
رافضه العلاج.... رافضه الاكل والشرب.... وكمان حاولت تنتحر اكتر من مره.... دا غير عدائيتها مع اى حد يدخل الاوضه.
بس دلوقتى الوضع اختلف.... بس الصدمه لسه مأثره عليها
هى دلوقتى عايشه فى اخر لحظه مرت بيها لما فقدت حبيبها
_ طب يا دكتور المطلوب مننا اى نعمله. هتف بها ياسين بحزن.
_ دلوقتى انتو هتتدخلوا الاوضه وتحاول تتكلموا معاها وتحسسوها ان انتو جمبها... فاهمينى.
هزو رأسهم ايجابا وتحركوا لداخل الغرفه بهدوء....
وجدوا دهب على حالتها ضامه ركبتيها لصدرها وتهزى بجمله واحده
ادمعت عيني ياقوت على حاله اوختها.. واسرعت نحوها وضمتها لصدرها وهى تبكى:-
دهب ياحبيبتى..... سامحينى.... غصب عننا.... انتى كنتى هتضيعى مننا... كان لازم نحميكى
احست ياقوت بتصلب جسد اختها  ،  ابتعدت عنها وبدأت تظهر ابتسامه على وجهها  ،  اعتقاداً ان اختها استجابت لها
رفعت دهب رأسها وعندما رأتهم امامها  ،  اخذت تصرخ بشده  ،  واندفعت نحو ياقوت وتقبض على رقبتها بقوه:-
انتى السبب... انتى السبب..... انتى الى اخدتيه منى.... انتى قتلتيه وحرمتينى منه..... انا هقتلك زى ما قتلتيه
اقترب ياسين بسرعه منهم وهو يحاول ابعاد دهب عن ياقوت.
***********
فى السياره كانت تسند رأسها للشباك وتتساقط دموعها بشده.
لاحظها اخيها وربط على يدها:- اهدى يا ياقوت.... متزعليش من دهب.... هى مش فى وعيها
مسحت دموعها بهدوء:- انا مش زعلانه منها يا ياسين...
بس هى لى مش راضيه تقتنع اننا كنا بنحميها.... انا مش عاوزه اخسر اختى وتضيع منى
هتف ياسين ليطمئنها:- مش هتضيع.... دهب هترجعلنا واحسن من الاول كمان...... ويلا انزلى احنا وصلنا
هبطوا من السياره ووقفوا امام بيت  ،  مد ياسين يده وطرق على الباب.
انفتح الباب وطلت منه فتاه:- مين حضراتكم؟!
_ الشيخ (.....)  موجود!!
اشارت لهم الفتاه بالدخول بعدما سمعت صوت ابيها يرحب بهم
دخلوا الى المنزل وجلس امامهم الشيخ:- خير يا بنى
تنهد ياسين وبدأ فى سرد ماحدث فى السياره
تغيرت معالم وجه الشيخ وهو يهتف:- متأكدين من كلامكوا
_ خير ياشيخنا فى اى؟!  هتفت بها ياقوت بقلق
الى كان معاكوا فى العربيه هو.... امير الجان... الامير.....
_________________________________________

مستنيه رأيكم ياحلوين
فوت او لايك وكومنت
في حفظ الله ياحلوين💛

ياقوتة امير الچانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن