الفصل الحادي عشر

Start from the beginning
                                    

كيف يكون زوجها ،وعندما لمح سيارة الشرطة فر هاربا مثل قط صغير ،في ذلك الوقت توقفت المركبة بجانب مكان الواقعة ،ثم نزل منها ضابطين الاول اقترب من محمود ﺃمسكه من ذراعه بقوة ،بينما الثاني صار يسأل الفتاة

_هل انت بخير !

تغيرت لون وجهه الفتاة وغرقت في صمت ثقيل ، وكأنها قد ابتلعت لسانها ،ولكن الحقيقة هي ﺃنها وقعت في مأزق كبير ،وكانت تحاول البحث عن حل ما لكي تنقض نفسها من هذه الورطة ،لتنظر الى محمود وتشير ﺇليه مضيفة بنبرة صوت عالية

_لا لست بخير لقد حاول هذا الشاب سرقتي !

نظر الضابط لمحمود ،الذي صار يهز وجهه يمينا وشمالا نافيا للأمر ، ويحاول الدفاع عنه نفسه ولكن الشرطة لم تترك له مجال ولم يسمعوه حتى ، فهي قاصر وعلامات الضرب على وجهها تأكد كلامها ، في ذلك الوقت قاموا بجره ﺇلى السيارة ،بينما هو كان يقاوم ويقول في نفس الوقت

_ﺇنها تكذب لقد كنت احاول مساعدتها فقط ،اخبريهم عن الشاب الذي كان معك منذ قليل وفر ،بعدما لمح سيارة الشرطة !

لم يكن هناك ﺃي فائدة ، لقد صدقها الضباط ومقاومته هذه قد تأزم الامور اكثر ،وقد يصل بهم الامر ﺇلى جره جرا ﺇلى المركز ، فتوقف محمود عن الصراخ والمقاومة وصعد السيارة رفقة الضابط بكل هدوء ،بعد ذلك قام الشرطي الثاني باقتداء الفتاة ،هي الاخرى لسيارة الشرطة ،وذلك لكي يفتحا تحقيقا في هذا الموضوع الغريب .

ثواني حتى انطلقت المركبة ،متوغلة في الشوارع المكتظة بالناس من اتجاه المركز ، وكل ذلك الوقت كان محمود يتساءل لماذا قام بتوريط نفسه بهذه الطريقة ،ليته تركها تذهب ﺇلى نصيبها ، وفي نفس الوقت هو لم يكن يملك سلطان على رجولته وعلى نخوته .

التى دفعته ﺇلى النزول من السيارة ،و ﺇنقاضها من بين مخالب ذلك الجبان ،ولم يمضي وقت طويل حتى توقفت المركبة مجددا ،وهناك فتح ﺃحد الاعوان الباب وﺃمسك احدهما محمود ،الذي بعدما كان صحفيا صار مجرما ، في ذلك الوقت دلفا الى المركز ،وصار يتوغلا داخل المكان الذي كان يعج بعناصر الشرطة ،وبعض المجرمين ، بعد ذلك نزلا الدرج المؤدي الى السجن الاحتياطي وبمجرد ﺃن وصلا الى هناك ،قال الشرطي له

_اعطني هاتفك وحزامك هيا ليس لدينا وقت !

زفر محمود بحنق ،ثم وضع يده في جيبه و اخرج النقال ومرره ﺇلى الشرطي ، بعد ذلك قام بخلع الحزام الجلدي من خصره ،وفعل به نفس الشيء وعندما انتهى قام الشرطي بدفعه الى الداخل وعاد لإغلاق الباب !

لغاية تلك اللحظة لم يكن محمود يصدق نفسه ، ترى هل فقد صوابه ﺃم هو يرى كابوسا سيئا ومزعجا ، نزل لكي يساعدها ، فانتهى به الامر مضروبا ومجروحا وفي مركز الشرطة ﺃيضا ، ومن يدري قد تفتح قضية ضده ، اللعنة في وقتما كان عليه الذهاب للقاء طارق ،من ﺃجل المستجدات التى تخص قضية شمس الاصيل هاهو يجلس هنا بين هذه الجدران وكأنه مجرم !

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now