_احضري شمس لتتعرف على زوجها هيا !

توقفت فاطمة عن رص فناجين القهوة وهزت رأسها بمعنى ﺃجل ، ثم همت من اتجاه الباب لكي تنفذ الاوامر وهي تتحدث في نفس الوقت

_حاضر حالا !

في تلك الاثناء عاد مصطفى ﺇلى قاعة الجلوس المتواضعة ليكمل حديثه مع الرجال ، بينما فاطمة تمشت من اتجاه غرفة الفتاتين بسرعة ،حيث فتحت الباب ودلفت ﺇلى الداخل ثم نظرت ﺇلى سرير شمس ،ﺃين كانت لا تزال جالسة وتضم رجليها ﺇلى صدرها وهي على هذا الحال منذ اسبوع ، فهي كانت ممنوعة من الخروج حتى لفناء المنزل الصغير ،لتقول لها والدتها ﺑﺈستغراب

_ﺃلم اطلب منك منذ لحظات بأنه تجهزي نفسك ، يا فتاة ﺃنا اتحدث معك !

لم تنبس شمس بنبت كلمة واحدة ، ولم يكن السبب هو فقدانها القدرة على الكلام ،بل لأنه لم يعد هناك فائدة من الحديث اصلا ، لتقترب فاطمة بضع خطوات وترفع ذلك الفستان الوردي من فوق سرير روميسة ، ثم استدارت اليها وهناك وجدت دمعة تشق طريقها على خد شمس الاصيل الايمن .

تلك الشمس التى غربت وذبلت بسبب كل ما حدث لها ، تجاهلتها فاطمة وتجاهلت توسلاتها ،ثم صعدت قليلا فوق السرير وقامت ب ﺇلباسها ذلك الفستان رغما عن انفها الصغير ،مضحك للغاية وهل بقي هناك انف ﺃو شفاه ، فوجهها بالكامل كان مملوءا بالكدمات بل تشوه .

وكل ذلك بسبب الضرب الذي اكلته اخر مرة على يد والدها ،الذي من المفترض ﺃن يكون حنونا معها ويفهم احلامها ويساندها ،بعدما انتهت فاطمة من الباسها الفستان استدارت على اليمين ﺃين كانت عدة التجميل التى استلفتها سابقا من هذا اليوم من جارتها موضوعة على جنب ، فهي لم تكن تملك حتى ثمن رغيف خبز ما بالك بحقيبة كاملة من مستحضرات التجميل الغالية .

في تلك الاثناء فتحت تلك الحقيبة المملوءة بمساحيق التجميل ، وبقيت تفكر للحظات ثم ﺃمسكت خافي العيوب واستدارت ﺇلى شمس وصارت تقوم بدهنه على كامل الكدمات ، في محاولة فاشلة منها اخفاء تلك الضربات وبينما هي كذلك صارت تخاطب شمس

_لحسن الحظ انه لم يقم بقتلك ولحسن الحظ انني استلفت حقيبة مساحيق التجميل من جارتنا ام لطيف ،لقد نفعتنا جدا !

في ذلك الوقت نزلت دمعة ﺃخرى من عين شمس ، اليست البنت سر امها !لماذا لا تتعامل معها فاطمة على هذا الاساس ! لماذا لا تحبها كما تحب الامهات بناتها ولماذا لا تساندها في هذا الوقت العصيب !لتقول شمس بحرقة

_ليته قتلني ، ليته قتلني ... ليته قتلني !

زفرت فاطمة بحنق ،بعد ذلك وضعت ما كانت تحمله بيدها على جنب ،ثم ضعت يديها حول وجه شمس ،التى كانت قد وقفت من مكانها هربا من والدتها ، امها التي كانت تتصنع الغباء بسؤالها عن سبب رفضها لرجل غني مثل عدنان

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now