الفصل الثالث : من أنت ؟

Start from the beginning
                                    

ثم تسمعُ صوتاً قريباً ، ترفعُ رأسَها فتجدُ ذلكَ الحيوانَ الغريب الذي رأته مرتين مسبقاً وهذه المرّة هو جالسٌ على الكرسي الذي يقابلها كما يجلسُ البشرُ على الكراسي وحجمُه وملامحُه قد صارا مقاربين لحجمِ وملامحِ البشرِ ممّا أثارَ فيها بعضَ الرعب !

ينظرُ إليها الكائنُ قليلاً بعينيه المخيفتين ، ثمَّ يصعدُ على الطاولةِ ويزحفُ على أربعٍ ويقتربُ إليها وهي تبقى جامدةً في مكانها وعاجزةً عن الحركة لسببٍ ما ، يقتربُ منها أكثر إلى أن تبدأَ بسماع أنفاسه العميقة، ثمَّ يهمسُ بصوتٍ مخيفٍ في أذنِها .

الكائن : عو... دي ... إلى .... ال.... عُق... دة !

وبعدَها مباشرةً تظهرُ لريبيكا ذكرى ما ؛ وفيها ترى نفسها تتبعُ طائراً غريباً ما وتراهُ يخرجُ من بينِ الحشائش ...

ثمَّ تنظرُ ريبيكا أمامها فترى أن المخلوق اختفى ! تفكّرُ بعدها ريبيكا قليلاً حتى تدركَ أمراً ما .

ريبيكا : أنت ... أنتَ من قدتَني إليكَ منذُ البداية !

.
.
.
.

تدخلُ ريبيكا وفيها ملامحُ غضبٍ إلى الفراغ، تنظرُ إلى السماء فترى ثلاثة نجوم متوهجات إثنتين متّصلتين بخطٍ مضيء والثالثة منفصلةٌ عنهم .

تنظرُ أمامَها فتجدُ منصّةً حجريّة صغيرة شبيهةً بالتي رأتها مسبقاً وعليها شكلٌ مكعّب ومنقوشٌ عليه كلمة "المؤسس"، وتحته كتابة ؛"إذا كنتِ تريدين أن تعرفي كل شيء إلمسي هذا الحجر".

‏وبالفعل تلمسُه ريبيكا ويبدأُ جسدُها بالإضاءة، خطٌّ مُضيء يصلُ النجمةَ الثالثة معَ النجمتين الأُخريَتين مشكّلاتٍ بُرجاً سماويّاً ثلاثيّاً، ويضيءُ نخاعُ ريبيكا الشوكي في الحياةِ الواقعية، يتوقّفُ جسدُ ريبيكا عن الإضاءة ثمَّ تنظرُ في الفراغِ أمامَها فترى شابّاً ذي شعرٍ طويل ويرتدي معطفاً خفيفاً غامقاً وأعينُ الشابِ مظلمة وغير واضحة.

الشاب : طفل ... أُمنية ... شجرة ... لعنة ... عملاق ... حكاية ، وهذه المرّة ... حيوان ؟!

تتجاهلُ ريبيكا الطلاسمَ التي يتفوهُ بها وتجيبه.

ريبيكا : الآن تذكرتُ؛ في ذلكَ اليومِ عندما حصلتُ على قوّةِ العملاق ... لم أجد الشجرةَ عن طريقِ المصادفة، بل شيءٌ ما قد قادَني إليها، لقد جعلتَ طائراً غريبَ الشكلِ يقودُني إلى تلكَ الشجرةِ أليس كذلك ؟ لماذا أنا وماذا تريدُ منّي بالضبط ؟ ومن أنتَ أساساً ؟ هل أنت بشريٌّ أم ماذا ؟

يقتربُ الشابُ الغامض منها قليلاً ويقفُ بشكلٍ حازم .

الشاب : اسمي هو ... إيرين ييغر ... الإلدياني ! لقد عشتُ في هذا العالم منذُ زمنٍ سحيق وغايةٍ في القِدَم وقد كنتُ مسجوناً في حلمٍ طويل لأكثرَ من ألفِ عام حتى جئتِ أنتِ وأيقظتِني من ذلك الكابوس !

العملاق المهاجم : فجر إمبر Where stories live. Discover now