الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

لحظات هي حتى بدأتا في التوغل في الرواق الطويل في صمت بليغ ، وكل واحدة منهما كانت غارقة في عالمها الخاص ، بالنسبة لشمس الاصيل فقد كان يدور في رأسها ﺃلف سؤال حول موضوع هذه الزيارة المفاجئة ,فهي مسجونة منذ ﺃربع سنوات ;ﺃول سنتين قضتهما في الاصلاحية ،

وعلى الرغم من ﺃن الادارة كانت قد بعثت لوالديها برسالة ،وأخبرتهم فيها ﺃنها تعرضت لانهيار عصبي حاد وحاولت الانتحار وﺃن وضعها خطير فتعالوا لزيارتها لتخففوا عنها قليلا الالم ،إلا ﺃن لم تتحرك فيهم شعرة !

وسنتين ﺃخريان قضتهما هنا في هذا السجن ومع ذلك لم يتغير الوضع كثيرا بالنسبة لها ، فهي لا تزال السجينة الوحيدة التى لا تصلها رسائل ﺃو يزورها ﺃهل ﺃو ﺃصحاب ، ترى هل فاقت ضمائرهم فجأة اليوم وقرروا زيارتها ﺃم ما الذي يحصل بالتحديد !

كانت شمس تتمشى في ذلك الرواق وتنظر يمينا وشمالا ، وفجأة رفعت طرحتها قليلا ووضعتها فوق ﺃنفها ،تبا رائحة المجاري التى كانت تنبعث من المكان جعلتها تشعر بالغثيان ،ومزاد الطين بلة تعثرها المستمر بالبلاط ، سحقا كم تكره هذا المكان اللعين ،ومن لا يكرهه !

فحتى العصافير تكره الاقفاص ، وتتحطم وتسحق عزيمتها وتموت حزنا وشوقا ولهفة بمجرد ﺃن تفقد حريتها فما بالك بالإنسان !

سلبت عقلها الافكار ولم تشعر بنفسها إلا وهي ﺃمام باب غرفة الزيارة ، كانت شمس الاصيل تتوق لرؤية ذلك الزائر وكانت في نفس الوقت تتحرق شوقا لطرده من هنا عقابا له على النسيان الذي اقترفه بحقها ، في ذلك الوقت فتحت سكينة الباب ﺃمامها

لتدخل شمس ﺇلى الغرفة التى كانت خاوية على عروشها ، فاليوم لم يكن يوم زيارة ،بعد ذلك رفعت يدها وأشارت على الزائر الذي كان واقفا وينظر من النافذة و قالت

_ﺇنه هناك !

   ازدردت شمس الاصيل ريقها وصارت تتقدم ببطء ، كان الزائر يبدو شابا في مقتبل العمر وذلك واضح من شعره البني ومن ظهره العريض وطوله الفارع ،ولكنها لا تعرف شخصا في عائلتها بهذه المواصفات ترى من هو ،عندما صارت ورائه تماما ، قالت بصوت ضعيف

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ازدردت شمس الاصيل ريقها وصارت تتقدم ببطء ، كان الزائر يبدو شابا في مقتبل العمر وذلك واضح من شعره البني ومن ظهره العريض وطوله الفارع ،ولكنها لا تعرف شخصا في عائلتها بهذه المواصفات ترى من هو ،عندما صارت ورائه تماما ، قالت بصوت ضعيف

_مساء الخير ، هل ﺃعرفك !

في ذلك الوقت التفت محمود ﺇليها ، ولكنه لم يتكلم بل بقي للحظات غارقا بين تراتيل وجهها التى كانت تنبض بالقسامة والتى جعلته يسرح في تفاصيلها للحظات رغما عنه ، ولكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه عندما رفعت حاجبها عاليا ، وكأنها تقول له هل ستبقى تبحلق في وجهي لوقت طويل !

قربان على مائدة الزواج المبكر / الكاتبة بن الدين منالWhere stories live. Discover now