الله ♥

985 55 13
                                    

قوله -عز وجل-: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرً}؛ فكلمتيّ عسى ولعل، ذكرت في القرآن الكريم بهدف طمأنة القلب وبثّ روح السرور واليسر، وخلق الأمل والطموح كي يسعى الإنسان للحياة التي يتمنّاها، وقد ورد في كتابه -جل وعلا-: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}، فهذه الصفات الـ5 التي اتصف بها الله -جل وعلا- فهو أهل من ندعوه ونرجوه بها، وأن نطلب منه كل ما نتوق إليه بقولنا: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ}.
ورد في كتابنا العظيم: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
فقد ميزَّ الله -عز وجل المسلمين عن غيرهم بعدة أمور؛ كاليقين والإيمان والبصيرة، ومنَّ الله عليهم بهذه الصفات الداعمة لهم طوال رحلة حياتهم. قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ}، فكل من قالم بمظلمة يخبره الله بأن يستعد لينال جزاءه في يوم القيامة؛ وهو الوعيد له.
وقد قال -عز وجل-: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}، فيوم الفصل هو طمأنينة للمظلوم في الدنيا، وما يصبره ويهون عليه أذى الظلم والاستداد الذي وقع عليه.
قوله -عز وجل- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ}، وفي هذه الآية يخبرنا -جل وعلا- أنّ المسلم المتصف بهذه الصفات المذكورة في الآية الكريمة سيفلح بإذنه، إذ يكمل قوله بعدها: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

رسائل الله ♥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن