-٢٠- النُورمَا جِيمين

Start from the beginning
                                    

- مملكة الشَرق -

لَم يرغب العراف بإظهار وجهه الأخر يوماً و لَطالما كان هادئاً و لا يقرب لأحدٍ نهائياً

لكنه كان يمتلك تلك الهالة الغامضة و التي تُثير الكَثير من الشُكوك و تُضيف بعض الرهبة و الحذر في قلبك

تماماً كما يحصل مع تريستان الذي يسير خَلف العراف نحو مَكانٍ مَجهول و قلبه يُحذره من القادم

سارا مسافةً لا بأس بها و اجتازا السوق الشَعبي و بعض المنازل الصغيرة و مازال العراف على صَمته لا يُجيب تريستان على أي سؤال

بابٌ كَبير و حُراسٌ متوزعين حوله قَد جذبوا انتباه التابع المِسكين و عَلم حينها بأن هذا المكان ليس الا قَصر الشرقية حيث يسكن ملك الشرق الأعظم مين يونغي

" ما الذي أتى بنا الى هُنا أيها العراف "

بِشكٍ سأل تريستان ليلتفت العراف و على وجهه ابتسامةٌ واسعة

" جِئنا لرؤية صَديقٍ  قَديم تعرفه جيداً "

عقد تريستان حاجبيه باستغراب

" لكنني لا أملك أصحاباً و لا مَعارفاً في الشرق فَعن أي صَديقٍ تتكلم  "

" يالك من قاسي القلب ، إن كَلامك هذا سوف يؤذي فؤاد صديقك  المُشتاق "

الحارس لم يَعترض طريقهما فالعراف تايهيونغ يتم استدعاءه بين الحين و الأخر مِن قِبل الأمير

الفضول نال من تريستان لكن الخوف في قَلبه لم ينجلي

و  لِحسن حَظ العراف أن الأمير ذو الرداء الأبيض كان في الحَديقة بِرفقة مُساعده جونغكوك يُلاعب حِصانه أسود اللون و عَلى وجهه رُسِمت ابتسامةٌ ملائكية لا تُشبه بَعضاً من أفعاله بتاتاً

لم يكن مَظهره اللطيف يوحي لأحدٍ عن قَسوة قَلبه حين يتعرض للخيانة او للغدر ، و لَم يَكن وجهه ذو الوجنتين ليُخيف أحد

على عَكس ما يدور في عَقله ، و على عَكس شَخصيته التي تترصد أي فِعلٍ مَشكوك و تُنهي حياة فاعِله على الفور

فالملك جيمين يُناقض ذاته ظاهراً و باطناً

تراجع تريستان بِخوف و عَلِمَ أن حياته على المحك ، لا بل هو في طريقه الى القعر الأن

إن المَلك جيمين لن يرحمه و لَن يعفو عن ذنوبه مهما تضرع و طلب الغفران

فهو الخائن تريستان و حاكم الغربية لم يكن رحيماً بالخائنين يوماً ...

نُورما || YMWhere stories live. Discover now