الفصل الخامس

1.5K 81 2
                                    


في المدينة حيث مضى على عودتهما أكثر من أسبوعين، كان لديها في هذا اليوم مناوبة ليلية، اليوم لم يكن سهلاً عليها، فتلك الطفلة التي قابلتها في عيادة الطبيب حين سألت عنها أخبروها أن حالتها متأخرة وتستعد إلى عملية كبيرة في القلب..!

ومنذ ذاك الوقت وهي تشعر بالألم لها وعليها

أصابها اليأس وحاوطها الإحباط وشعرت أنها ستكون بنفس النهاية؛

علاج لن يجدي نفعه.. حالة متأخرة.. عملية تنتهي بالموت!

الموت حين تذكرته جاء في بالها غمار..

غمار الذي تغيب منذ جاءوا إلى المدينة في مهمة أخرى عصيبة!

تماسكت تنفض عنها لحظات ضعف غريبة اجتاحتها لوهلة ويأتي في بالها من جديد أن رصاصة غادرة اخترقت صدره كالمرة السابقة..

"دكتورة فاطمة..... هناك مصاب يريدك أنتِ بالأخص في الطوارئ يُدعى "غمار".."

انتفضت على اسمه ودون وعي قادتها متجهة إليه إلى الطوارئ

"ماذا به؟.. هل إصابته خطيرة؟"

"ذراعه ينزف.. لكنه لم يدع أحد من الأطباء يفحصه..!!"

وصلت إلى الغرفة وجدته على "السرير" يمدد ظهره للخلف وكأنه ينتظرها..!

"أهلا ببنت الشيخ"

تلفتت حولها إلى الممرضة التي تراقب واقتربت منه تهتف بنزق تداري به خوفها عليه:

"ماذا حدث لك ثانية؟ حقا عندي سؤال ألا يوجد أحد في دوريات الشرطة وفي المهمات يصاب سواك دونا عن الباقين؟؟"

"ربما لأنني الأكثر شجاعة!!!"

"مغرور.."

"أريدك أن تضمدي لي هذا الجرح بأسرع وقت"

اقتربت تفحص ذراعه بجبين معقود:

"لقد سألت نفسي أين اختفى هذه الأيام وأراحني من ملاحقته.. وإذا به يلاحق آخرين غيري.... "

أزاحت القميص عنه لتنظر إلى جرح بشع وعميق في كتفه تغضنت ملامحها تطلب من الممرضة أن تحضر الأدوات الجراحية المعقمة.. تكمل حديثها بوجه شاحب:

"من ضربك هكذا؟ هل كان يريد طعنك ام ماذا؟"

تحدث ببطء يراقبها:

"كان يريد طعني في قلبي.. مثلاً؟"

رفعت عينيها له بتساؤل أو ربما تريده أن يجب عن سؤال.. سؤال وحيد تود لو تسأله.. ولا تجد الجرأة في تكوينه أو تخاف من معرفة إجابته..!

وصمتت.. وصمت..

ثم تحدث بتهكم:

"هل تريدين العمل في الطب الجنائي؟"

ابتسمت:

"أفكر... ربما انافسك حينها في عملك"

بدأت بتعقيم الجرح وهي تلتقط نفسا عميقاً سألها:

حتى صارت الحكاية رواية - فارديه صادقWhere stories live. Discover now