الفصل الرابع

1.7K 78 0
                                    


وقف كلاهما رأسهما إلى الأرض أمام الشيخ حاولت فاطمة التحدث:

"أبي.. أرجوك..."

اسكتها بحركة يده الرادعة..

فلتت من بين شفتيها تأوه وهي تراه يرمي أمامهما "قُفّتين" ضخمتين..!!

لتدرك أي عقاب سوف يعاقبان به..!!

ولأنها تعلم عقاب شيخ الجزيرة يختلف عن أي عقاب قد تتوقعه..

يسأل غمار بشك رغم فهمه:

"ما هذا؟"

يشير الشيخ ولي لهما إلى أرض صغيرة:

"هذه المساحة المزروعة أمامكما ستجمعان محصول البطاطا كله وحين تمتلأ "القُفّتان".."

أحضر رجل يعاون أبيها دائما المزيد من "القُفَف" ورماها أمامهما:

"ستملئون المزيد حتى تنهوا حصاد هذه الأرض.. وحذاري أن يهرب أحد منكما"

شهقت فاطمة وأبوها يغادر

"أبي لو سمحت.. لن نستطع.. أبي.. أبي"

صاحت تضرب الأرض

"شيخ ولي"

لكنه رحل وبقيت هي بمفردها مع الفاسد استدارت بوحشية تصرخ

"انظر لما وقعنا به بسببك؟؟؟؟"

"بسببي أنا؟؟.. من التي رمتني أولا بالكركم؟؟"

"أنت الذي تهجمت عليّ أولا"

"تهجمت عليكِ..!!.. هل يستطع أحد التهجم عليكِ؟؟.. بالله كفي عن هذه الدراما الكاذبة نحن بمفردنا"

نظرت مد بصرها إلى الأرض أمامها بدت لها ليس لها نهاية..! كادت أن تبكي بحرقة تراقب غمار الذي أمسك بواحدة وبدأ بجمع البطاطا فيها هاتفاً

" ليست مساحة كبيرة لنبدأ قبل أن يهبط الظلام فوقنا علينا أن ننسى خلافنا ونساعد بعضنا لننتهي من هذا العقاب.. "

ابتسم مرة واحدة مردفًا:

"الشيخ ولي يجيد العقاب حقاً"

أمسكت هي الأخرى بواحدة بحركات منفعلة وصوت حانق:

"لو أعرف ما ينتظرني هنا ما كنت جئت إلى الجزيرة.. أنا الدكتورة فاطمة اجمع البطاطا من الأرض.. لا أصدق حقا..!!"

تبسم بسخرية وبدأ كلاهما في العمل هو كان يجيد جمع البطاطا لكنها لم تكن ماهرة مثله كانت مرتها الأولى في مثل هكا العقاب..

بعد فترة كان العرق يتصبب من جبينها ووجهها صدرها يلهث بقوة وألم كانت تعاني بصدق من المجهود الذي لا يجب عليها أبدا..!

رمت تلك "القفة" الكريهة وتنحت بعيداً تحت ظل شجرة ضخمة تضع يدها على صدرها

"سأموت تعباً لا أستطع أن أكمل......"

حتى صارت الحكاية رواية - فارديه صادقWhere stories live. Discover now