الفصل السابع

505 19 6
                                    

سليم

حل المساء، وكل شيء هدأ، لكن داخلي لم يكن كذلك، اشعر انني أخطأت عندما أعطيت عنواني لسارة، لم يكن من المفترض ان تتغير الخطة وان اسمح لها بالاقتراب مني، كان المنزل ساكناً، بلا طاولة طعام مُحضرة، موسيقى او حتى شموع، لا صوت سوى صوت عقارب الساعة بينما انا اجلس على الاريكة اثني ذراعي لصدري، صوت الجرس هو من اخترق هذا السكون، اخذت نفساً عميقاً لأنهض واستقبلها، فتحت لها الباب فأشرق وجهها كما هي منذ عشرون عاماً، كانت ترتدي فستان بسيط ابيض تحمل كيس ورقي كبير للطعام، قالت بمرح: خمنت انك لم تطبخ شيء.
حاول تصنع البرود لأشير لها بالدخول: جيد، تعرفين انني لا انوي ان افعل أي شيء.
دخلت هي وأغلقت الباب لتبقى في مكانها تنظر للمكان حولها، بعد ان كونت صورة للمكان داخل رأسها، سرت حتى وضعت الكيس الذي تحمله على طاولة الطعام، دار حولها لتقول: انه جديد اليس كذلك؟
نفيت: لا، منذ سنين.
- لا يوحي المكان بوجود احد يسكنه.
قلت متعمداً: البيت خير برهان على نيتي، انني لا انوي التعلق بمكان او اشخاص، ولا انوي ان احيا بشكل طبيعي.
اقتربت مني لتضع ذراعيها على كتفي، اخفضت نبرة صوتها لتقول بنعومة: اعرف انني لن أتمكن من منعك، اعرف انك تسعى لشيء.
ابتسمت لأرفع يدي وامسح على ذراعها قائلاً بحنان: اذن.. لماذا اتيتِ؟
تساءلت بحزن: الا يحق لنا ليلة أخيرة؟ .. ننسى بها من نكون .. كيف كُنا وماذا خسرنا.. ليلة تكون نديم الذي احبه واكون سارة كما تُحب؟
امتدت يدي لتداعب خصلات شعرها: بلى يُمكننا، لهذه الليلة فقط .. لأنني سأرحل قريباً.
تدحرجت دموعها وهي تضع يدها على فمي: لا تقل ذلك.. اكذب قل انك تنوي الهجرة .. تنوي البدء في مكان جديد سأصدق كذبتك.
قبلت يدها المستقرة على شفتاي، قلت لها: انا جائع.
قالت وهي تبتسم: لنأكل.
نفيت وانا اقربها نحوي: جائع لكِ .. اريدكِ بشدة .. اريد التهامكِ ولا انوي ان اشبع.
اقتربت من شفتيها لأنهال على نهر عسلها الجاري وأبدأ بالشرب منه، كم كنت ظمئان اليها، كنت اقبلها عتاباً، شوقاً ولهفة، اقبلها بعدد كل لحظة شعرت باحتياجي لها، بقدر وحدتي والامي، قربتها اكثر نحوي من خصرها، تحركت بها بينما كانت يدها تبحث عن ازار قميصي، أصابع يدي تتخلل شعرها، حتى دخلنا لغرفتي، تخلصت من قميصي بسرعة لأعود وامسك بوجهها وبيدي الأخرى جسدها اردها الي من جديد، تحسست هي ظهري بينما ادفن وجهي في رقبتها وصدرها، كانت تريد التأكد من ملمسي، من انني حقيقي بعد هذه السنوات، اشتقت لرائحة جلدها، لا عطرها بل الرائحة التي تُميز كل شخص، اشتقت لملمسها، لآهاتها وانينها وانا امارس سلطتي ونفوذي على جسدها، كانت هي تحاول مجاراتي رغبة منها ان تخبرني بمدى شوقها لي، كانت تريد ان تخبرني انها اشتاقت لكل انش في جسدي، اعتلتني وهي تبتسم بتكلف وثبتت يديها الرقيقتين على صدري تتلمسه بينما يداي تتلمسان كل شيء تطالانه في جسدها، انحنت نحوي لتقبلني ليغطينا شعرنا، لتهمس: احبك.
كان السماء تمطر في الخارج، ونحن نتعرق في الداخل، تزداد الحرارة بداخلنا وحولنا، نفقد السيطرة على ما نفعله وعلى اجسادنا حتى انتشينا مراراً.
نهضت من على السرير لأحضر من جيب بنطالي علبة سجائري، كانت هي تنام على بطنها على السرير دون غطاء، مثيرة حد الاستفزاز، تسند رأسها على يدها وتنظر الي بينما انا جلست بجانبها يدي تمسح شعرها الذي يمتد على ظهرها، تسير اصابعي على شعرها حتي تصل لنهاية ظهرها، ادخن بصمت مكتفي بوجودها، نهضت قليلاً لتجلس وتقابلني، سحبت السيجارة مني لتقول: من بعد اذنك.
ضحكت: منذ متى بدأتِ بالتدخين؟
- من زمن.
نفثت الدخان في وجهي وهي تبتسم، سحبت السيارة منها واطفأتها في صحن السجائر الذي يجاور السرير، عدت اليها لأقبل كتفها قائلاً: لقد اثرتني بما فيه الكفاية.
كانت جولة ختامية، كلانا كان قوياً وضعيفاً في ان واحد، اجد ان الجنس هو مزيج بين القوة والضعف، ان تكون قوياً اسنانك تصطك ببعضها تُقاتل بشراسة لتصل لنقطة معينة، ثم تُصبح بعدها ضعيفاً جداً.
بعد ذلك تناولنا الطعام الذي احضرته، كنت احتاج ان اكل كثيراً، اشعر بالجوع بطريقة غبية، سألتني: هل اقتربت من هدفك؟
قلت: لم يتبقى شيء .. في حال ان حدث ستسمعين من الاخبار لن يكون الامر سراً.
- هل ستكون راضي؟
- جزئياً انه نال عقابه .. لكن لكل انتصار تضحيات.
توقفت عن الاكل لأن الدموع تجمعت في عينيها، اقتربت منها لأمسك وجهها بين يدي لأقول: انتِ تعلمين انني لأكثر من خمس عشر عاماً لم انم بشكل جيد، إحساس الذنب يقلتني، لم اكن استطيع ان احيا بشكل طبيعي، السنوات الخمس التي تلت موت العائلة كنت فعلياً متقمص شخصية سليم، درست كل كتبه وأجريت كل الأبحاث التي كان يريد ان يجريها لأعوض والدته عن غيابه لأكون لها انا سليم، بعد وفاتها عشت بذنب العائلة وبدأ استجمع نفسي، انا مُقيد، لا يمكنني ان احتمل العيش بهذه الطريقة، بسببي تعرضوا لكل هذا، انا لا استحق ان احيا.
احتضنتني وهي تبكي: بلى.. ارجوك لا تقل ذلك .. لقد فعلت ما في وسعك.
اكدت لها: هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستجعلني ارتاح.
مسحت دموعها وهي تبتسم بحزن .. قالت: ان كنت كذلك ستكون مرتاحاً.. اليس الحب كذلك.. يجعلنا نريد راحة من نُحب حتى وان المنا ذلك .. افعل ما تراه صواب.. فقط انا احبك جداً.
قبلتها وقد تحجرت دمعة في عيني: انا لم احبب امرأة سواكِ.

                            لوسيل

كنت اجلس على طرف حوض الاستحمام بينما هو بداخله، تُغطيه المياه المختلطة بالصابون، المياه كانت دافئة، قدماي تستقران على عضلات بطنه، يفرد ذراعيه على جانبي الحوض، مسحت بظهر يدي على شعر ذقنه لأقول: الن تُخبرني بسر هذه الندوب.. وعدتني انك ستبوح بجميع اسرارك.
تنهد ليبتسم: من اين ابدأ؟
قلت بإصرار: من البداية.
بدأ يحكي لي عن كل شيء، بداية بطفولته القاسية لأن والده كان يقسو عليه اثناء تربيته لأنه ولي العهد، حتى يومنا هذا، في الواقع صُدمت اكثر مما سمعت عن مروان، عن جرائمه، كان حماماً طويلاً جداً، لم يكن يبعث الاسترخاء لأنني بكيت اثناء حديثه، كان الامر مُتعباً جداً، ان يمتلئ صدري بكل هذه الاسرار ولا يُمكنني فعل شيء حيالها سوى حملها معي، اردت ان اخبره عن النجمان، عن الامل، عن اننا نستطيع تغيير قدرنا، عن افكاري وكل ما اؤمن به لكنني خفت، خفت من انه لن يتمكن من تصديقي، بعد ذلك تذكرت انه في الغد سيلتقي النجمين، لا وقت، ان لم افعل شيء ستفوتنا الفرصة، قلت له بتردد: ما رأيك ان اخبرتك بشيء عن النجوم، هل ستعدني انك ستصدقني؟
ابتسم قائلاً: بالطبع سأصدقك.
كذبت في جزء صغير: الحجر الملكي يجب ان يكون في حوزتك غداً .. في الغد ستحدث ظاهرة نجمية ستغير الكثير ان كان الحجر في حوزتك.
لم اخبره عن نجمينا وعن قدرينا، لا عن الخطة، احتاج اليه والى الحجر غدا فقط.
قال وهي يعقد حاجبيه: الحجر الذي في مكتب ابي؟
اجبته: اجل، تحتاجه في الغد عند الساعة الرابعة.. لنكون مجتمعين عندما يلتقي النجمين او تحدث الظاهرة.
قال وهو يبتسم بمكر: حسناً انا لا اؤمن كثيراً، لكن اعتقد انني استطيع ان استعيره دون ان يلاحظ ابي.
وعدته: اعدك ان كل شيء سيكون في صفك.
لم اكن اعلم انني كنت انوي تدمير كل شيء بسذاجتي، اقحمته معي فقط، وكلانا سيدفع الثمن.
بعد ان قام الحرس بايصالي لمنزلي، كنت سأهم بالخروج والذهاب الى منزل الأستاذ سليم، لكن سمعت صوت اسفل السلم يُناديني بهمس، سرت خلف الصوت حتى رأيت الأستاذ سليم وبسام، قلت لهما بفرح: سيحضره في الغد لقد نجحت.
اقترب مني سليم ليحتضنني لكن بسام كان متوقفاً في مكانه، لم تبدو عليه أي معالم للفرح، سألته: لماذا وجهك ممتعضاً بهذا الشكل؟ هل حدث شيء؟
ظل صامتاً حتى نظر للأستاذ سليم، قال سليم: انه حزين من ان كل شيء سينتهي، خائف من الغد.
اقتربت من بسام لأربت على كتفه: انا سأموت من الخوف، لكنني أحاول ان اظهر بشكل طبيعي، لقد خططنا لكل هذا كل شيء سيكون كما نُريد.
اتفقنا ان نلتقي في مزرعة في الضواحي، مزرعة عائلة صديقه. طوال الليل لم أتمكن من النوم، اشتد علي الأرض، كان صوت ضربات قلبي اعلى من ان يجعلني انام حتى اشرقت الشمس فأنهرت من التعب ونمت دون ان اشعر، استيقظت على صوت امي تُحاول ايقاظي، لم اعرف كم نمت وأين انا، لا شيء سوى ان جسدي ثقيل ورأسي يؤلمني، كانت الساعة السادسة مساءً، سحقاً كيف نمت كل هذه المدة؟ وكيف فاتني موعدي معه! خرجت من للشرفة لأنظر للسماء، كان الظلام قد حل منذ فترة .. من المفترض ان النجمين سيلتقيان عند السابعة والربع، ما يزال هناك متسع من الوقت، غيرت ثيابي بسرعة وخرجت من غرفتي لأسمع صوت مألوف، انه صوته، تلفت حولي كالبلهاء ابحث عنه كأنه سيزور منزلي، لكن صوته كان في التلفاز، كانت صورته هي التي تتصدر الشاشة لكن صوته ينبعث من تسجيل صوتي له: كنت في الجامعة حينها, وقعت في حب فتاة من برج لايتوافق مع برجي, بالرغم من انني اعلم ان مابيننا يصعب ان يكتمل لكنني اكملت, وانتظرت حتى تخرجت من الجامعة لاخبرها ان تبلغ عائلتها انني اوي الزواج منها, من جهتي فاتحت ابي في الموضوع لكنه رفض بشكل قطعي, اولاً لأنها من برج لا يتوافق مع برجي والسبب الاخر هو ان علي الزواج من ابنة عمي.
هددته حينها ان لم يوافق فسأخذها ونهرب في اي مكان بعيداً عنه, ماكان منه الا ان يأمر حراسه باعتقالي وزجي في سجن المزرعة, سجن لا احد يعرف عنه سواه, هناك يقوم بتصفية جميع حساباته, كانت الاوامر هناك تتحتم تعذيبي حتى اتخلى عن فكرتي لكنني لم افعل ححتى مر ثلاث اشهر, امر باخراجي, التقيت به في القصر حينها, ربت علي واخبرني انه يمكنني الزواج بها ان تمكنت من ايجادها هي وعائلتها, هذه هي عادته, لا يتخلص من فرد واحد بل مجموعة.
حينها غيرت مسار حياتي, اصبحت بلا قلب, اعبث هنا وهناك, نعم تزوجت بمن ارادني ان اتزوج بها لكنني تركتها كصورة. المشكلة كلها في مروان, انا من ربيته, اردته ان يكون مختلفاً, اردته ان يحيا بطريقة افضل, ان تكون له حياة ارادها, لكنه يعجز عن ذلك, تسرقه اهوائه, احياناً اشعر انه نسخة مصغرة من ابي, دكتاتور حتى مع حراسته, يغضب كثيراً وعواقب غضبه قتل اشخاص لا ذنب لهم.
شعرت ان هناك وتداً غرز في قلبي, هذا ما اخبرني به البارحة! هل كان مسجلاً؟ كيف للقناة الاولى ان تذيعه ؟
شعرت ان انفاسي تتسارع, احاول ان افهم حتى قُطع البث وصدر صوت انذار في جميع الارجاء..
- باقي على التقاء النجمان خمس وخمسون دقيقة.

صفارات الإنذار انطلقت في المدينة، بدت منخفضة الصوت حتى ارتفعت فأصبح صداها يصل لداخل المنزل وكل ركن يحاول أحدهم الاختباء خلفه، صوت مُخيف يبث الرعب في النفوس، كما كان يقول انها قيامة العبيد وموسيقى تدعو للاحتفال للأحرار، لم يبعث هذا الصوت بداخلي شيء سوى انه قد ان الاوان للتحرك وان كل شيء يسير كما خطط له.
كانت امي واختي الصغيرة تقفان في الشرفة تراقبان الفوضى التي تحدث في الشوارع، وجدتها فرصة رائعة للخروج، حملت حذائي بيدي وسرت مرتدية جواربي القطنية لكي لا احدث صوتاً على الأرض الخشبية التي بدأت تتآكل، فتحت الباب بهدوء لألتفت للخلف اراهما، قد تكون هذه المرة الأخيرة التي سأراهما بها او أرى منزلي، أغلقت الباب بهدوء لأرتدي حذائي وانطلق اجري على السلالم القديمة وقد كانت الانارة خافتة لا تتيح لي الرؤية بشكل واضح، كل خلية داخل جسدي ترتعش، أخيرا خرجت من المبنى ما ساعدني هو ان الشارع الذي اقطن به قد امتلئ بالناس يراقبون السماء وحركة دوريات الشرطة، الجميع يُمكنه التكهن بأن هناك شيء غير عادي، لم يُسمع هذا الصوت منذ اكثر من عشرون عاماً على الأقل، سرت بين تلك الأجساد بسلاسة أحاول الخروج من هذا الحي، علي الذهاب الى، لا توقفت، علي ايجاده اولاً، فليذهب كل شيء للجحيم يجب ان اجده، نظرت لساعتي لقد مر عشر دقائق، يتحتم علي ايجاده ثم اكمال بقية الخطة، توقفت في محطة الباص حيث كان المنتظرون يثرثرون بعدة اشاعات قد تمت للواقع بصلة أولها ان وسائل المواصلات قد توقفت والبلاد في حالة طوارئ، حتى بدأ احدهم يسعل بقوة فهوى ارضاً، تجمع الناس حوله، كان شاباً فقال رفيقه بعد ان وضع رأس صديقه على فخذيه وهو يطلب المساعدة قائلاً: النجدة، احضروا سيارات الإسعاف، الأبراج النارية تفقد طاقتها.
صرخت سيدة بهلع: لهذا يوجد حالة طوارئ؟
ثم هوت امرأة اربعينية ايضاً وبدأ الصراخ ينتشر والفوضى تعم المكان، تمتم رجل عجوز كان يراقب بصمت مثلي قائلاً: اعتقد ان الحجر الملكي قد اختفى او حدث له شيء، هذا يُفسر اختلال طاقة الأبراج.
ارتدت كلماته داخل رأسي، اختفاء الحجر سيعرض الأبراج النارية للخطر؟ لكنه لم يخبرني بذلك، ان دل هذا على شيء فهو ان ميم بخطر الان.
قد يقتله اباه جراء ما تم بثه, رن هاتفي فاجبت بسرعة دون حتى ان انظر لهوية المتصل, جائني صوت سليم: لا تقلقي .. انه معنا.
صرخت به: انت فعلت كل هذا.
قال بصرامة: تعالي الان الى المزرعة.
لم يكن هناك داع لذلك, ان كان هو والحجر مع سليم فلماذا بث هذا التسجيل؟ حركة المرور كانت صعبة جداً حتى تمكنت من الوصول الى المزرعة المعنية, كانت البوابة الخارجية مفتوحة, وفي الراخل توقفت سيارته, نظرت للاعلى للنجوم ثم اقتربت من البوابة الداخلية للمنزل, فتحت حينها, فتحها بسام وهو ينظر للارض, دخلت فأغلق الباب خلفي لأضرب صدره: كنت تعلم انه سيفعل ذلك؟
اتاني صوت سليم لأراه يقف بالقرب من مراد وهو يجلس على كرسي مربوط بحبل, اتى بمفرده لأنه وثق بي, وثق بشئ لا يؤمن به, قال سليم: هذا درس لك لأنك نسيتي الخطة.
كان فم مراد قد رُبط بقماش, ازاله سليم ليوجه كلامه لمراد: حبيبتك لم تكن تعرف ما سيحدث, صدق انها ليست مذنبة.
اشار سليم لبسام فسار بسام تجاه جهاز الحاسوب, قام بالعبث به ثم قام بضبط الكاميرا التي كانت موجهة على سليم ومراد, قال بسام: نحن الان ببث مباشر مخترق للقناة الاولى.
منذ متى يعرف بسام فعل هذا؟ كان بينهما خطة وانا كنت شئ ثانوي؟ بدأ سليم يخبر مراد قصة نديم على الهواء حتى قال: ماتت جميع افراد عائلتي, وانا اخذت هوية سليم.
كان هذا كابوساً جديداً لم نكن نعلمه, حتى بسام شهق عندما سمع, اكمل نديم: تزوج الملك بفريدة وانجب منها ولد, زوجة الملك لم تحتمل ان يشارك احد اخر ابنائها فطلبت منه ان ينفيهم المهم ان يتخلص منهم, ولكي يجعلها تُصدق اخبرها انه دبر لهما حادث انقلبت بهما السيارة ومات الولد ايضاً... بالمناسبة .. هي لم تكن مديرة مسرح بل كانت رسامة تشكيلية مشهورة جداً .. غيرت اسمها وسكنت هي وابنها في مكان هو فقط الذي يعرفه.. احب هو ابنه وكان يراعهم بشكل مخفي.. لم تخبرك امك بذلك يا بسام؟
صُعقت انه يوجهه كلامه الى بسام, بسام هو اخ مراد؟ نظرت لبسام الذي احمر وجهه وبقي متسمراً في مكانه.. فأكمل نديم: لا احد يعرف اننا ببث مخترق بسبب مهارة بسام وموهبته رغم صغر سنه .. لم يكن احد يعرف ان من سيدمر الملك ابناءه ..
هنا لم استطع التحمل اكثر .. تدخلت لأقترب منه: اين الحجر .. لننهي هذا الامر البشع .. لا يمكنني ان استمع اليك اكثر .. انت وحش ..
ابتسم نديم واخرج الحجر الصغير الاصفر من جيبه .. تجمعت الدموع في عيني وانا انظر لمراد ولكل شئ اقحمته به .. قال سليم وهو يمسك الحجر: بالمناسبة ايها المشاهدين .. فكرة صفارات الانذار .. ضعف قوة الابراج النارية ليست سوى خطة اثارتها حكومته ليتم التظليل عن ما كان يُبث .. ليشعركم بالخوف من فقدانهم وفقدان سلطتهم عليكم .. اما هذا الحجر .. فهو لا شئ ..
رماه ارضاً ليُكسر .. صرخت وشهق بسام .. اقترب مني سليم ليضع يده على كتفي: لم يكن هناك نجمان .. لا يوجد حجر يحقق الامنيات .. هذا درس يجب ان تتعلميه .. ان اردتُ تجنيد احد لمصلحة خاصة لكُ فعليكُ ان تجعليه يؤمن بقضية .. جندي دائماً الشباب والمراهقين .
هنا تحرك مراد ونهض جزئياً من عى كرسيه ليهجم على سليم .. اخرج فوراً سليم مسدسه يريد قتله .. فاقضضت على سليم لأمنعه .. لم نسمع سوى صوت الرصاصة .. ثم رائحة بارود .. نظرت لسليم وعيناي تكادان تخرجان من محجرهما.. نظرت لنفسي ثم لمراد بسرعة.. لم يكن اياً منا مصاب .. حتى هوى جسد على الارض .. نظرنا الى جهة بسام .. لقد اصابته الرصاصة !!
جريت نحوه وانا اصرخ: لا لا .. لا انت اخي لا تموت .. حملت رأسه وانا اقول له: انظر الي .. لن تموت .. لن تترك اختك ..
ابتسم لكنه نظر تجاه سليم ليقول: انت ابي وليس هو .. احبك انت .. امنت بك لا بالقضية.. لأنك ابي الحقيقي الذي كنت احبه .
صرخت: لا لا .. ستكون بخير .. سليم .. نديم .. افعل شئ .. مراد ..
اقترب مراد وانحنى ليقول له: ستتحسن .. لن تموت.
لكنه رحل وهو يبتسم ناظراً الى سليم .. صرخت وانا اضمه الى صدري: لااا .. استيقظ .. هذا كابوس .. هناك خطة لنا معاً .. استيقظ واحكي لي عن الكتب التي تحبها .. ارجوك لا ترحل ..
وسط نحيبي سمعت صوت سليم يقول بصوت منخفض: انا اسف.
حتى تبع صوته صوت عالي لرصاصة اخرى .. التفتنا ناحيته لنراه قد سقط ارضاً بعد ان اطلق النار على رأسه .. نهضت من مكاني اجري تجاهه.. انحنيت وانا اشد قميصه واصرخ: لماذا فعلت هذا .. لماذا فعلت هذا بنا .. كنت ابانا .. لماذا فعلت بنا هذا وتركتننا .. لماذا تركتماني؟




                     نشرة الاخبار

بقلوب حزينة نُنعي المملكة وجلالة الملك والاسرة الحاكمة, بتعرض سمو الامير مراد وولي العهر لهجوم ادى الى انفجار سيارته ليلقى حتفه وهو داخلها .. بقلوب يملأوها الحزن نتمنى ان يملأ قلوب جميع مواطني المملكة بالصبر على ماشهدته البلاد من المؤامرات الخارجية ومحاولات الاحاطة بالسلطة في الاونة الاخيرة ومحاولة نزع الامن والامان التي ينعم بها مواطني هذه الارض, واننا نؤكد دعمنا لجلالة الملك قلباً وقالباً.

من الغريب ان يتم نعيك وانت ما تزال على قيد الحياة بل ترى جنازتك وبكاء الجميع عليك وانت تشاهدهم خلف شاشة التلفاز.. اغلقت التلفاز وسرت باتجاه الشرفة حيث كانت الستائر تتطاير من نسمات البحر .. كانت هي تجلس على كرسيها ككل يوم تراقب البحر منذ ان وصلنا الى هنا من عشر ايام .. صامتة تُحاول ان تستوعب انها فقدت كل شئ واننا تم نفينا لاحدى الجزر البعيدة .. اعتبرها ابي هبة لنا .. فرصة جديدة للحياة باسماء جديدة وحياة مختلفة بسيطة على جزيرة سكانها بسيطين .. بحسب اوراقنا الرسمية الجديدة نحن زوجان جديدان قررنا ان نعيش في منزل صغير بسلام في هذا المكان .. بالنسبة لها لم تتمكن من استيعاب ذلك .. نهضت واقتربت مني فاحضتنتها.. سألتني قائلة: هل يمكننا ان نبدأ من جديد؟
ابتسمت وانا انظر اليها لأنني واثق انها دوماً ان تبدأ من جديد: اجل.. لكن يجب ان نتعافى .. نترك جراحنا ونراقبها حتى تلتئم .. بعدها سنصبح متعافين.
ابتسمت قليلاً : ثم ماذا؟
- ثم سننجب اولاداً ونملاً هذه الجزيرة بالسكان الذين لا يعرفون التفرقة.
سنتعافى لكن نحتاج الى وقت ... سيكون كل شئ افضل مما اردناه حتى ..
النهاية

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Jun 01, 2022 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

عندما التقى نجمينا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora