الفصل السابع عشر

13.5K 418 16
                                    

#الفصل_السابع_عشر
#ما_بين_الحب_والحرمان
#بقلم_ولاء_رفعت_علي

تتلاطم الأمواج علي صخور شاطئ عروس البحر، توقفت سيارة أجرة جماعية أمام إحدي الشوارع القريبة من الكورنيش و ترجل منها حبشي ذو الهيئة المزرية و شعره المبعثر  يبدو كالذي فقد رشده، صعد أعلي الرصيف ثم أخرج من جيبه ورقة مدون بها العنوان و عندما وجد إنه وصل إلي المكان المنشود مسح علي شاربه و قال بتوعد:
- هانت يا هدي أبقي وريني منظرك و أنتِ بتبوسي إيدي عشان أرحمك هوريكي وش حبشي التاني اللي عمرك ما شوفتيه.
و تجلت إبتسامة شيطانية علي ثغره، و علي بُعد أمتار بداخل بناء مرتفع...

تجلس هدي أمام التلفاز لكنها لم تنظر إليه بل تتأمل صغيريها و هما يلاعبان و يركضان في الردهة و يدور ذهنها عدة أفكار عديدة عندما تتذكر أمر زوجها الذي سرقت أمواله و هربت،أحياناً تشعر بالندم لكن عندما تعود ذاكرتها عليها بما كان يفعله معها من معاملة قاسية و يدخر أمواله و يبخل عليها و علي أولادهما كان ذلك كافياً ليجعل الشعور بالندم سرعان ما يتبدد علي الفور.

- يلا يا محمد، يلا يا بسنت تعالو يا ولاد كولو الفشار و التسالي.
كان صوت خالتها التي خرجت من المطبخ و تحمل صينية كبيرة مليئة بأطباق التسالي و ذرة الفشار، ترك الأطفال اللعب و ركضا إليها و قبل أن يتناول أي منهما شيء توقفا ينظران إلي والدتهما فسأل الولد والدته:
- أكل يا ماما؟

أنتبهت هدي إليه و ربتت عليه:
- كُل يا حبيبي.

نظرت إليهم الخالة بشفقة و قالت :
-أنتو بتستأذنو في بيت خالتكم كده هزعل منكم، كولو يا حبايبي الخير كتير.

عقبت هدي علي ما حدث:
- معلش يا خالتي أصل أبوهم معودهم ياكلو و يشربو بستأذان.

- ماشي يا بنتي ده لو كان هما في بيت حد غريب لكن هيستأذنو في بيت أبوهم!

إبتسمت الأخري بسخرية و قالت:
- دي أقل حاجة يا خالتي، لو حكيت لك علي اللي كان بيعمله مش هاتصدقي، يلا الله يسامحه.

ربتت خالتها عليها و سألتها:
- لسه بتحبيه رغم كل اللي شوفتيه معاه؟

أطلقت تنهيدة ثم أجابت و عبراتها تجمعت للتو:
- للأسف يا خالتي برغم كل ده لسه بحبه، قلبي بيحبه و عقلي كارهه مش عارفه أعمل إيه، أنا في دوامة و خايفة و تايهة، حسبي الله و نعم الوكيل.
و أطلقت سراح دموعها الأسيرة فأحتضنتها خالتها و اخذت تربت عليها بحنان و بمواساة:
- ما تخافيش يا حبيبتي أنتِ هنا في أمان و الحمدلله إنه ما يعرفش أنا عايشة هنا يعني عمره ما يقدر يوصلك و ربنا يريح بالك و يشيل الحزن من قلبك.

صدح رنين جرس الباب، نهضت الخالة قائلة:
- هتلاقيه عمك مراد بس إيه اللي رجعه من الشغل بدري كده.

و بمجرد أن فتحت الباب وجدت من يدفعها من أمامه و يصيح بصوت غليظ و جهوري:
- هي فين الخاينة الحرامية؟

ما بين الحب و الحرمان«مكتملة» Where stories live. Discover now