إقتباس

27.5K 447 43
                                    

- لاء يا معتصم مش هتأسف، أنا معملتلهاش حاجة، هي اللي جاية لحد عندي و بتقولي عايزة تجوزك لعايدة.

ظل يرمقها بتلك النظرة المخيفة و المليئة بالغضب الجامح، هدر من بين أسنانه و كأنه يُقيد شيطانه:
- أعتذري يا ليلة و أحذري غضبي.

أجابت بنبرة أكثر إرتفاعاً عن سابقتها و بسخط:
- و أنا بقولك لاء و ألف لاء، أنا قبل كده أعتذرت عشان كان موقف سهل أعديه لكن المرة دي مش هعديه.

تدخلت نفيسة قائلة:
- يا بنتي هو أنتِ شوفتيني جبت المأذون و جوزتهم!، أنا كنت باخد رأيك و...

- خلاص يا أمي.
قاطع والدته و نظر إليها ثم عاد ببصره إلي ليلة و تحدث بجدية و حسم:
- هي أمي غلطانة فعلاً، بس غلطها إنها بتاخد رأيك، و ده مش إختيار ده أمر مفروغ منه.

أبتلعت ليلة غُصتها المريرة كالعلقم و سألته:
- يعني إيه؟

مازالت نظرته تحتفظ بالجدية و يخبرها بقراره:
- يعني أنا هاتجوز عايدة بعد ما تقوم بالسلامة.

غرت والدته فاهها و نظرت إليه فرمقها إبنها بتحذير، بينما ليلة صاحت و جالت:
- أنت واحد كداب و خاين و إبن أمك.

- أخرسي.
هوي بكفه علي خدها بصفعة جعلت والدته شهقت، تراجعت ليلة غير مصدقة إنه صفعها و يرمقها دون أي نظرة ندم لما أقترفه للتو.

- طلقني.
صاحت بها فأجاب برفض قاطع:
- مفيش طلاق.

أجهشت في البكاء رغماً عنها و صرخت:
- بقولك طلقني و لو مش هاطلقني أنا هاسيب لك البيت و هاروح لخالي و هو هيعرف يطلقني منك.

و كادت تذهب من أمامه أوقفها قابضاً علي ذراعها بقوة:
- و أنا بقولك مفيش طلاق و رجلك مش هاتخطي عتبة الشقة و لا أقولك.
جذبها خلفه بالقوة فتأوهت من قبضة يده، ذهبت خلفهما والدته:
- معتصم إهدي يا ضنايا مش كده، سيب إيدها.

توقف و قال لوالدته:
- لو سمحت يا أمي ما تدخليش، دي مراتي و أنا عارف بعمل إيه.

- كتر خيرك يابني أنا نازلة تحت.
تركتهما و غادرت و نعود إلي ليلة التي تحاول التملص من قبضته:
- أوعي سيبني، انا خلاص عرفتك علي حقيقتك، كلكم صنف واحد أنا بكرهكم.

ترك يدها و أجفلها بصياح أخافها و جعلها تتقهقر إلي الوراء:
- مش عايز أسمع نفس، كلمة تاني و هخليكي لا تتكلمي و لا تسمعي و لا حتي تشوفي، الظاهر دلعتك كتير و كان المفروض أسمع كلام أخوكي لما قالي دي ما بتجيش غير إنها تاخد علي دماغها بالجذمة.

تهز رأسها يميناً و يساراً برفض قائلة:
- و أنا مش هاسمح لك بكدة.

قفز نحوها كالفهد في وضع هجوم و سألها:
- وريني هاتعملي إيه.

رفعت وجهها لتنظر إليه و تبتلع ريقها بخوف ثم أخبرته:
- ههرب و مش هاتعرف لي طريق.

رفع زواية فمه جانباً بسخرية و قال:
- لما أشوف هاتقدري تهربي إزاي.

- إيه هاتحبسني و تعذبني!
أبتعد عنها و ذهب و أخذ مفتاح الغرفة و قبل أن يغادر أخبرها:
- أكلك و شربك هيبقو عندك، مفيش خروج غير علي الحمام و بس، و هاتفضلي علي الوضع ده لحد ما تتربي من أول و جديد.

و سرعان خرج و أوصد الباب من الخارج، ركضت تصرخ و تضرب الباب بيديها:
- أفتح الباب يا معتصم بدل ما أفتح الشباك و أستنجد بالجيران.

أطلق ضحكة ساخرة و قال لها:
- أيوه أفتحي الشباك اللي بيفتح علي المنور و أبقي أستنجدي بالفيران و العرسة و قولي لهم معتصم حابسني و بيعلمني الأدب.

أخذت تدب بيديها علي الباب بغيظ و حنق:
- أنا بكرهك يا معتصم.

وقف خلف الباب ليصل صوته بقوة إليها ليثير جنونها قائلاً:
- و أنا بحبك يا قلب و روح معتصم، عن إذنك بقي لما أنزل أطمن علي ضرتك أصلها حامل بقي و لازم أخد بالي منها.

قالها و ذهب تاركاً إياها تحترق و تصرخ بكل قوتها.

❀ـــــــــــ❀ـــــــــــ❀

أعزائي القراء هذا إقتباس من رواية بعنوان ما بين الحب و الحرمان، إن شاء الله هتنزل يومياً إبتداء من الغد الساعة التاسعة بتوقيت القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 24/5/2022
و اللي متابعني في الجروب علي الفيس أنا كنت نشرتها لحد الفصل الـ 17 في رمضان، هنزلها هنا من الأول و علي الفيس هكملها لأنها فاضل حوالي تلات فصول و تخلص إن شاء الله
ياريت ما تنسوا التصويت و تعليقات بآرائكم اللي بتسعدني جدا و بحب اتفاعل معاها 😍😍

ما بين الحب و الحرمان«مكتملة» Donde viven las historias. Descúbrelo ahora