٥

1.9K 55 0
                                    

وصلا أخيرا الى المزرعة ، ليفتح الباب هو
حتى ينذل وهو يرمقها بنظرة أخيرة متأكدا
من انها اغلقت جميع ازرار قميصها..
ساعده السائق في النزول والجلوس على
رسيه ثم اتت هي بجواره تنظر اليه وتحادثه
بينما ينزل الاخر حقيبتهما ..
التفت خلفه وهي تدفعه ، ومع انه شديد
التحسس من هذا الأمر دائما الا انه في هذه
المرة لم يمنعها بل انهما كانا مندمجين جدا
وهو يشير باتجاه عدة اماكن مسترجعا
ذكريات الأيام التي مضت ، وصوت ضحكتها
بسعادة ، لانه
يطرب نبضات قلبه ف
اضحكها ..
قاطع اندماجهما سويا صوت والدته وهي
تقترب منه : ماشاء الله لقد جئت مبكر
يابني ..

ثم انحنت اليه وهي تقبله على وجنتيه
وتحتضن راسه بخفة ، بينما مدت كفها
بجفاء الى ريلام وهي تنظر تتجاهل النظر
اليها تماما..
وبالرغم من كل تصرفاتها السابقة ، الا ان
هذه المرة قد المتها فعلا وهي ترى عدم
تقبلها لها بشكل جلي وواضح !
شعر رازي بها وهو يمد كفه حت يمسك
بكفها يضغط عليها بخفة يخبرها بلا كلام انه
هنا ، معها " وهذا بالفعل يكفيهااا ..
استأذن من والدته : هل يمكنك ارشادنا الى
غرفتنا ؟؟ فأنا اشعر ب ان ظهري قد قسم
لنصفين من طول جلوسي في السيارة اود
التمدد قليله..
اجابته بحبور بالطبع بني هيا بنا ..
ثم اخذت تتقدمهم بينما هي تدفع كرسيه
تلحق بها .. حتى وصلت الى أخر غرفة في
زاوية وهي تشير اليه : بني انت سوف تبقى
هنا ، وبالنسبة لريلام فيمكنها النوم في غرفة
الضيوف ..
اتسعت عينيها بدهشة ، وهي تخشى انه قد
يوافقها في اقتراحها اللعين ، فتبوء كل
خططها بالفشل ! ولكن دقائق عدة حتى
تبدد قلقها وهي تسمعه يخبر والدته
وكيف يمكن لزوج ان ينام وزوجته في مكان
يصح لذا فإنها ستنام معي ..
اخر ؟ هذا لا
قاطعته والدته بضيق : ولكن لا يوجد سوى
سدير فردي!
غمز لوالدته بشقاوة لم تعهدها منه : هذا
أفضل .
ثم التفت يتلك الصامتة المترقبة : هيا .
حبيبتي الى الداخل بعد قليل سوف تحضر
الخادمة حقيبتنا ..
نظر الى امه : ارام على موعد الغداء ..
ثم دفع الكرسي بنفسه للداخل لتلحقه
ريلام بسرعة وهي تخشى ان تسممها
حماتها بكلمة طائشة منها ..
دخل الى الغرفة وهو يقترب من السرير
يحاول رفع نفسه حتى يصل يتمدد ، لتسرع
هي بمساعدة بذلك ، وهي تتأكد من تمدده
بشكل الصحيح .
تساءلت : الا يمكننن ان نخرج لأتنزه قليلا ..
نظر اليها بصمت ، وهو يخشى من والدته
وبطشها .. ولكنه وجد حللا : لا بأس ، ولكن
ليس الآن انتظري قليلا ثم اخرجي للتنزه
برفقة ابتهاج..
فتحت فمها تنوي الرد ولكن قاطعها طرق
الباب ، وهي تتجه بسرعة لتفتحه .. حتى
ظهرت امامها الخادمة وهي تدفع الحقيبة
بداخل الغرفة ..
التفت اليه وهي تخبره: لا اود الخروج معك
ورؤية المزرعة بعينك انت وذكرياتك لاذا لا
بأس من اخذ قيلولة قصيرة لحين الغداء ثم
نخرج سويا ..
اخذت قميصا لها ابيض اللون بخطوط
حمراء اللون ، وهي تدلف للحمام المرافق
كي ترتديه ..
كان يتأمل الباب الذي دخلت اليه ، ومشاعره
تضطرب بداخله ، وهو موقن تماما بأن
مشاعر اخرى تسللت لقلبه اتجاهها ولا يدري
منذ متى بات يراها بمنظور جديد ليست
كمشاعره السابقة وهو يرى طفلته !
دقائق عده حتى خرجت اليه وهي تمشي
باتجاهه تقفز على السرير بخفة وهي تجلس
بجانبه تنحي على صدره متكئه عليه ..
ابتسم على فعلتها يلك وهو يرفع يديه
بخفه يمسح ع خصلات شعرها الطويلة ..
: ماذا الم تقولي انك سوف تنامين لحين
موعد الغداء ؟
نظرت اليه من تحت رموش عينيها الطويلة :
لا أشعر بالنعاس حقيقة ، ولا زلت متشوقة
يتلك القصة التي حدثت لك بعد ان غرقت
بالمسبح المرفق هنا لم تكمل كيف انقذوك
ومن رآك في تلك الحال ..
لازال يداعب خصلاتها بحب وهي يردف :
حقيقة لا ادري من رآني حينها ، ولكن كان
والدي من انقذي .. كنت صغيرا حينها لم
ابلغ ١٠ ، ومن بعدها حرص والدي على
احاطة المسبح بالسياج ، وتكثيف دروس
السباحة لي حتى تمكنت تماما منها ! ثم
استهواي الأمر واصبحت اعشق ركوب الخيل
كذلك ، يوجد اسطبل للخيول ولدي حصان
أصيل اسمه رعد سوف أريك اياه حينما
ننزل سويا ..
ابتسمت باتساع وقد شغفها الأمر بحماس :
رااائع ، كم تمنيت دوما ان ارى الخيول على
الحقيقة و ايضا تمنيت ركوبها كذلك ..
ابتسم بحزن غريب : لو كان بيدي لساعدتك
في ركوبها ولكن كما ترين !
انحنت اليه وهي تقبل وجنتيه : صدقني
سوف يأي يوم ما نركب الخيل سويا .. انا
متأكدة !
نظر اليها بيأس ، لتبادله النظرة بأمل مشع :
كنت اتمنى دوما النقاش معك بهذا الأمر ..
لماذا تغلق على نفسك بالحديث فيه معي
؟ أنا بالنهاية زوجتك وأقرب من يمكن لك
الحديث معه في هذا الموضوع !!
لامست كلماتها قلبه وهي تضع النقاط على
الحروف بقولها - زوجتك- ولكنه اخفى ذلك
وهو يهمس اليها بضيق : وماذا يمكنني ان
اقول لك ! تذهبين معي للمواعيد دائما
وتسمعين م يقوله الأطباء !
: ماذا يقولون ! يقولون انه عارض نفسي بك
.. وان خلاياك العصبية جميعها بخير ولكنك
تحمل نفسك ذنب الماضي ، اخبرتك مرارا
ان ماحصل كان حادث عارض ، ليس ذنبك
ولكنك ترفض التصديق .. هذا امر مقدر..
تردد في قول ذلك ولكنه لم يستطع : كيف
تقولين ذلك ووالدتك كانت من ضحايا ذلك
الحادث ..
اعادت خصلا شعرها خلف اذنها وهي تخبره
لقد كنت طفلة حين فقدت والدتي ! وهي
اوصتك ي وانت فعلت ذلك .. رحلت والدتي
الى بارئها ثم عوضني الله بك .. انا لا احملك
الذنب ابدا ، كان بإمكانك رعايتي بدون
الحاجة للزواج ي ولكنك اخترت ان تكون
مسؤو عني حتى النهاية . ولقد أصبحت
عائلتي الوحيدة . لا أملك سواك أنت ..
ابتسم اليها وقد شعر بروحه تحلق عاليا من
جمال مواساتها له .. ولكنه لم يعلق على اي
من كلامها الا بقبلة على أصابع يديها التي
كان يمسك بها ..
فتحت فمها تريد تغير الموضوع ، وهي
مصممة بداخلها بالعودة لاحقا لهذا النقاش
حتى يرضخ بالعلاج النفسي الذي اوصاه به
طبيبه ، فتح الباب بشكل مفاجيء جعلها
تنتفض بهلع ولكن يديه اللتين كانتا تحيطان
بها منعتها من الحركة وهو يبقيها في مكانها
إإ
نظر بشرر الى المتطفل الذي قطع عليه هذه
اللحظات التي ينعمان بها لأول مرة !
كانت والدته ، وبجوارها اخر شخص يتمنى
رؤيته بالوجود رنا - خطيبته السابقة ، والتي
رفضت اتمام زواجهما بعد ان أصيب بالشلل
الذي منعه من المشي مرة اخرى !
ابتعدت ريلام عنه بخجل وهي تبعد يديه
المحيطتين بها .. ثم تنظر اليهم بصمت وهي
في داخلها تشتعل لرؤية تلك الحقيرة ..
تحدث هو بانزعاج اليهم : مالأمر !!! مالداعي
لمثل هذا الهجوم والتعدي على خصوصيتنا
هكذا .
اجابت والدته بارتباك : لقد اخبرتني انك تريد
البقاء هنا للغداء ؛ ولم تخرج ريلام أتيت
لاخذها كي تتسلى معنا بهذه الطريقة .. و رنا
حبت ان تأي للسلام عليك !
علق عليها بحدته هازئا : بهذه الطريقة ؟ اللا
يمكن ان تطرقا الباب عوضا عن ذلك ؟ ثم
اني شاكر لها انها قد فكرت بالسلام عليينا
واعتبره ان قد وصل .. اما بالنسبة إي ريلام
فأنا أود ان نبقى سويا .
هزت والدته رأسها بخجل وغضب وشحب
وجه الاخرى التي لم تبنس ببنت شفة وكأن
دلوا من الماء البارد قد سكب عليها احراجا
من اسلوبه الجاف معهما !
خرجا سويا وهما يغلقان الباب ، ليعيد نظره
الى ريلام العابسة وقد تبدلت ملامح
السعادة التي كانت على وجهها ، فسر ذلك
بان هذا التصرف لم يرق اليها ..
ليتحدث : اعتذر عن ما حدث عزيزقي ..
نظرت اليه : لماذا تعتذر ؟ لا بأس..
امسك بكفها وهو يعيدها حيث كانت بجوراه
تستند الى صدره : دعينا ننام قليلا حتى
يحين موعد الغداء ..
اومأت له برأسها وهي تشعر فعللا بالنعاس :
لا بأس فأنا بدات اشعر بالنعاس حقا..
اقترح عليها : ولكن اذهبي واغلقي الباب
بالمفتاح ، لسنا بحاجة الى هجوم اخر ونحن
ابتسمت على كلامه ذاك ، وهي تقوم من
مكانها : حسنا ..
لتتجه نحو الباب تغلقه مرتين متتاليتين ولم
يعلمان ان هنالك من تقف خلف الباب
بغضب يتصاعد وحرائق تشتعل !
عادت الى مكانها ، تنوي التمدد بجواره ،
ولكن وجدته يدعوها الى احضانه ب طريقة
أسرتها جدا فاستجابت له برضى. وهو يمد
يديه لتضع رأسها على ذراعه بينما يده
الأخرى استقرت على خصرها .
كانا يتبادلان النظر بخجل ،ومشاعرهما
الوليدة تنشر السعادة في قلبيهما ..
لم تستطع مقاومة الدفيء بين ذراعيه .. وهي
تغلق عينيها بنعاس هامسة : ان هذا الدفء
يرغمني على النوم براحة ..
ابتسم لها : وانا يكفيني ان اراك تنعمين
بالنوم بين ذراعي .
ولكن لم يقاوم هو ايضا وهو يتحضنها الى
صدره بشكل كامل ، ينعم ب دفيء قربها ايضا
.. ثم اغلق عينيه مستسلما لدفء شعورها
بين يديه لأول مرة وهو يقسم بقرارة نفسه
انها لن تكون الاخيرة !!!
حان وقت الغداء والجميع كان جالسا امام
طاولة الطعام بلا استنثاء - الا هما - الزوجين
الذين يشاركونهم لأول مرة في زيارة المزرعة !
نظرت السيدة زينب الى زوجها وهي تتمتم
بغيض : لماذا منعتني من الذهاب اليهم
وطرق الباب لايقاضهما ، لابد من ان ابني
جائع ثم بنفسه اخبري انه ينوي تناول
الغداء معنااا!!
اجابها وهو يتناول طعامه بهدوء : ابنك ليس
بطفل تخشين عليه من الجوع ، ان استيقظا
فالطعام وافر حمدا لله يمكنه ان يتناول م
يشتهي .. وانا احذرك من ازعاجه ، انا لم
اصدق ان يوافق ف يأي معنا ، دعيه يفعل
مايريد ..
علقت عليه بتذمر: ولكن يا أبا رازي اريد
رؤية ابني يشاركنا الطعام ...
قاطعها الصوت من خلفهم : وها أنا هنا يا
أمي ، لقد استيقظت مبكرا ولكن فضلت ان
استحم قبل الخروج !
التفت الجميع اليه وهم يرونه على كرسيه ،
تدفعه زوجته التي بدت أكثر توردا وبهجة ..
وهي ترتدي بنطاللا اسود اللون يعلوه قميص
ذو لون سكري يمتد على جيدها بأناقة لافته
، وشعرها المموج ينهمر عاى ظهرها وهي
تعيد بعضا من خصلاته خلف اذنها .. بينما
ترتدي حذاء شديد الارتفاع يزيد من اناقتها
اضعفا وبعض الزينه الخفيفة على وجهها ..
مع طلاء الأظافر الوردي الذي تضعه على
اظافرها وبعض من الاكسسوارت التي تزين
عنقها واذنيها ومعصمها ..
بينما هو يرتدي بنطالا اسود اللون كذلك ،
يعلوه تيشيرت أبيض بعلامة " لاكوست "
التي اضفت عليه رونقا هو الأخر وملامح
السعادة تشع من عينيه ..
اقتربا من الطاولة التي يجلس حولها الجميع
وهي تجلسه بجوار والده ، ثم تجلس عن
الكرسي من يساره ..
التفت اليها وهو يمسك بالطبق الخاص بها
يملأه مما يعلم انها تحب ثم يقربها منه
قائلاا : انهي طبقك كاملا .. لم تأكلي شيئا
منذ الصباح باستثناء كوب قهوتك !
ثم امسك بطبقه يملأه بكل ماهو صحي ..
وهما يهمان بتناول الطعام .. متجاهلين
نظرات الذهول بأعين من حولهم ..
رفعت عينيها وهي تشعر بالنظرات المركزة
عليها ، لتنظر اليهم بتعجب ؛ وهي تتساءل
بداخلها : مابهم ؟ لماذا هذه النظرات !
ولكنه بدد تساؤلها وهو يتلفت اليها مبعدا
خصلات شعرها عن وجهها حتى اعادها
خلف اذنها هامسا : هيا انهي طعامك كله ولا
تنظري اليهم ، سوف أخذك بعد ذلك للتنزه
خارجا..
اومأت برأسها موافقة وهي تعيد النظر الى
طبقها تتناول بهدوء ..
ليقاطع الصمت على المائدة سؤال موجه
اليهما بتطفل لا يطاق من خالته يلك " ام رنا
وهي تتساءل بخبث مغلف بالمحبة : بني
رازي.. لماذا الى الآن لم تحمل زوجتك ؟
انتما متزوجين منذ سنين لا بأس بها وهي
الآن ليست بطفلة كالسابق ، بينما العمر
يمضي بك وانت ع مشارف الاربعين ! الا
تشتاق لطفل يزين لك حياتك .. ام ان
الله تعاني من مشكلة تمنع
زوجتك لا سمح
حدوث حمل ؟ الطب الآن قد تطور لماذا
لاتسعون بالأمر !
أيدتها اختها - والدة رازي - : والله يا اختي
انه نفس الكلام الذي اخبره به مرارا ، البنون
هم زينة الحياة الدنيا . ولكنه يرفض
الاستماع لي -
كان يستمع اليهم وهو ينظر الى طبقه وقد
توقف عن تناول الطعام حتى انتهتا من
كلامها ، بينما والده قد انفجر غضبه وهو
ينهرهما بصوته الجهوري : توقفا عن التدخل
بخصوصياتهما .. والا كان لي معكما تصرف
إخد ..
ولكن صوته الذي اخترق اذان الحضور
اجمعين : شكرا لاهتمامكم بالموضوع ، الذي
يخصنا نحن فقط .. ولكن زوجتي مازالت
تدرس في الثانوية .. وانا أفضل تأجيل الأمر
فلا اود ان تنشغل بأمرين ، وفي الحقيقة انا للا
أريد شريكا لي في قلبها بالوقت الحالي ..
فنحن مكتفيين ببعضنا البعض ..
ثم انحنى ممسا بكفها وهو يرفعها الى
شفتيها يقبلها ، حتى اشعل الحرائق بقلوب
الذين امامه ..
ضحكت خالته هازئة : صدقني سوف تندم ،
ان كانت لا تريد الانجاب الآن فلما لا تتزوج
بأخرى تنجب لك ! وهي دعها تكمل دراستها
كيفما تشاء ولكن العمر يابني لا يرد ..
اتسعت عينا ريلام بدهشة وهي ترى
التحريض العلني امامها وهي تخبره ان
يتزوج بأخرى ! ما شأنها هي ؟ من شكى لها
الأمر ؟؟؟؟
لتكمل والدته الحديث هذه المرة ضاربة بكل
الاداب عرض الحائط : اخبرته مرارا افي لست
راضيه بزواجه من طفله وطلبت منه تركها
لدراستها وحياتها حتى تلتقي بشاب بمثل
عمرها يعيشون سويا ، بينما هو من حقه
ايضا ان يرى حياته مع شابه تقاربه العمر
تنجب له الاطفال حتى يعيش م تبقى من
حياته بسعادة ..
حينها صرخ والده وقد تفجر غيضه حقا من
وقاحة امرأته : زييييييييننننبببب اصمتي
الآن والا لن يكون هنالك خاسر غيرك
اصصصصمتي ..
ثم نظر الى - اخت زوجته - تلك الحرباء
المتلونة وهو يعلم غايتها تماما من حديثها
ذاك : وانت اما ان تحترمي ابني وزوجته ، او
من الأفضل لك ان ترحلي من هنا فلن اكون
مرحب بمن يتمادى معهما !!
رفعت عينيها بصدمة وهي تشير الى نفسها :
هل تطردي الآن من مزرعتك! هل تفضل
الغريبة على اخت زوجتك ..
اجابها بحزم : ريلام ليست غريبة ، هي زوجة
ابني وبمقام ابنتي ابتهاج تماما .. ان احترمت
نفسك واحترمتها اهلا بك وان كان غير ذلك
، فسائقي مستعد الى ايصالك لمنزلك ..
وقفت من كرسيها بغضب وهي تقول الى
اختها : لن ابقى هنا دقيقة واحدة بعدما
تعرضت اليه من اهانة من زوجك سوف
اتصل بابني سامر حتى يعيدنا !!
ثم نظرت الى ابنتها تلك التي كانت فاغرة
شفتيها من مايحدثها امامها بصدمة : قومي
معي انت هيا ..
ثم اولتهم ظهرها وابنتها معها كذلك بغضب
مستعر، لتلحق بهم زينب بغضب مماثل ..
نظر والده اليهم وهو يهمس باعتذار: انا
اسف بني ..
اجابه ابنه وقد انتفخت اوداجه غضبا : لا
بأس
ثم التفت الى زوجته وهو يرى مدى صدمتها
بهذه المهزله التي حدثت امامها .. ليردف :
ريلام فضلا اعيديني الى غرفتي !
لتقوم من مكانها بارتعاشة خفيفه وهي
تدفع الكرسي الخاص به الى غرفتهما معا ..
بينما الصمت عم على يلك المائدة والوجوم
ايضا إ
دلفا الى الغرفة سويا
فعلت م أمرها به بشكل مباشر وهي تمنع
نفسها من البكاء قسرا وصدرها يرتفع
ويهبط بقوة جراء م تمارسه من ضغط
نفسي .. كان منتبها لها ولإضطرابها بعد هذا
النقاش الذي لم يحتمله ايضا ..
اقترب منها وهو يسحبها حتى تجلس على
ساقه ، وهي ترفض النظر اليه !
همس اليها : انظري الي ، لا تخفي دموعك
لتفعل العكس تماما وهي تشيح بوجهها
للجهة الأخرى باصرار .. تنهد يائسا وهو
يمسك بفكها حتى تنظر اليه قسرا : ماذا
الآن .. هل سوف تبكين لما حدث ؟ الم
يكفيك م فعل والدي بهم وفعلت أنا ..
لاتبكي أرجوك .. دموعك أغلى من ان تنزل
بسبب كلام لافائدة منه ..
نظرت اليه بعينيها اللاتي تقتلانه وهي تهمس
بقهر يتجلى في صوتها : لماذا الجميع يحاول
ابعادي عنك ؟ لماذا أشعر دائما بأنني سوف
استيقظ يوم فلا أجدي معك .. أنا أخاف ..
أخاف حقا ان يأي يوم واستيقظ على م
أخشاه ..ولا اجدك ..
مسح دموع عينيها بشفتيه وهو خدر تماما:
يامجنونة ! ومن يقدر على ابعادي عنك ؟
انت تنتمين الي استوعبوا ذلك ام لم
يستوعبوه ......
لم يكمل حديثه وطرق الباب يقاطع يلك
اللحظات التي بينهما ليزفر غاضبا وهو يراها
تستقيم مبتعده عنه تمسح دموعها بكفيها
وتوليه ظهرها ..
اتجه الى الباب بكرسيه وملامح الغضب
لازلت ترتسم على وجهه ليفتحه ينوي صب
جام غضبه على الطارق .. ولكن م ان رأى
والده امامه حتى تراجع عن ذلك !
نظر والده الى م خلفه وهو يرى ان زوجة ابنه
توضب اغراضها داخل الحقيبة !
تحدث بصدمة : هل سوف تذهبون الآن ؟
اجابه الاخر وهو يشعر بان والده لن يقبل :
اجل ، لم استطع البقاء هنا ..
لماذا ؟ هل بسبب خالتك ووالدتك !! لقد
طردتهما لأجل عينيك ، حتى والدتك اتت الي
غاضبه قبل قليل فاخبرتها اما ان تأي لتعتذر
اليكم هي و اختها او ان يذهبان معا الى
المنزل الآن .. ارجوك يابني ابقى انت حتى
لم تكمل الاربع ساعات هنا ..
نظر رازي بقلق الى يلك التي خلفه ، لا
يريدها ان تتأذى لقد وعدها بذلك ! لن
يسمح لاي احد بياذائها مهما كان ..
لذا اعاد نظره الى والده بإصرار : ارجوك اي ..
سوف نعود في مرة اخرى ولكن الآن اود
الذهاب مع ريلام ..
تحدث والده حينها مترجيا للمرة الأولى : من
اجلي يا بني ، لاتصدق مدى سعادي حينما
وافقتنا على المجيء ارجوك ، ابقى على
الأقل لهذا اليوم فقط ..
ثم تحدث بحماسة الملهوف : سوف اجعلهن
يذهبن الآن ، سوف اتصل بسائقي يأي
لاأخذهن ولكن ابقى يابني شاركنا لمرة
ارتفعت نظراته لزوجة ابنه ، وهي تتقدم
بخطواتها له ، تقف خلف زوجها وهي تضع
كفيها على كتفيه تتحدث باختناق : لابأس
عمي ، سوف نبقى لن نرحل .
التفت رازي اليه بشدة واعتراض ، الا انها
شدت على كتفيه في علامة فهمها فورا
ليصمت مستجيبا..
هتف والده بحماسة وسعادة : حقا سوف
تبقون هنا إإإ
ثم نظر الى ولده حتى يرى منه تأكيدا
ليجيب الأخر على مضض : اذا كانت ريلام
تريد ذلك ، فلا مانع لدي .
ابتسم بحماسة وهو يبتعد عنهم : حسنا اذا ،
تعالا الآن وشاركنا الجلوس لقد اق الجميع ..
سوف ننتظركم .
اغلق رازي الباب بعد رحيل والده ، وهو
يلتف اليها يريد تفسيرا لما فعلته ..
اجابته بدون سؤال : لا أستطيع ان أكسر
الفرحة في عينيه ونرحل .. والدك سعيد جدا
لأنك هنا .. تعلوه تلك النظرة ، ذاتها التي
كانت عليك صباحا وان تخبري بذكرياتك هنا
معه .. هو يشتاقك جدا يا رازي وانت كذلك
لا يمكنك اخفاء نبرة الحنين حينما كنت
تخبري بتفاصيل الاحداث التي جرت لكما
هنا .. انتما تحتاجان لبعض الوقت تقضونه
سويا ، ووالدك يريد استغلال هذه الفرصة ،
لن اسمح لك بتضيعيها من يديه !
لم يستطع حينها ان يكبح جماح رغبته
ليسحبها بقوه وهو يضمها الى صدره ..كما لم
يفعل سابقا ..
يجلسها فوق قدمه وهو يدخل ذراعيه من
تحت ذراعيه يحيطها بكل قوته معانقا ..
ينشر قبلاته بين ثنايا شعرها وعنقها
ومقدمة صدرها
كانت قبلاته شغوفة .. هائمة .. احرجتها
واشعلت بداخلها مشاعر عدة لا يمكن
وصفها ..
بينما كانت عينيها تدمعان لما تجده من
حنان بين يديه ، وهو يضمها الى صدره القوي
، يمسح عنها ل الأحزان -
ابتعد عنها اخيرا ، وهو يبعد خصلات شعرها
عن وججهها .. ينظر اليها بهيام فاضح ..
: أنننتتتت جججججميلة ، روحك أجمل ..
كيف قرأي ذات المشاعر التي رأيتها في
عيني والدي ! كيف فهمتي م يجول بداخله؟
كيف لك ان تشاركني فهمي حتى بهذا الأمر
. انت الآن تجزمين لي تماما بانك نصفي
الأخر.. الذي يفهمني بدون أن ابوح ، او ان
اتكلم .. تفهمين خلجات صدري ونظرات من
يهمني ويهمه أمري ا

انت منزلي للكاتبه مهيارWhere stories live. Discover now