تابع بشكل هادئ :" ثم أطلقنا صوت مزيف عن الرصاص لنلفت الانتباه ، بأي حال هيرو .. "
صمت لعدة دقائق لينظر الأكبر له بحيرة بانتظار تتمة الحديث ربما ؟
و الآخر آمال برأسه باتجاهه :" هل أنت بخير حقاً ؟! من فضلك كن كذلك ، لا تسمح لهم بإيذائك أكثر بسببي أنت حقاً تعرضت بما يكفي للخطر بفضلي لذا أرجوك كفى ! إن أمكنك النجاة بنفسك و الهرب فافعل ! إن كان ما يخيف نائب القائد منك شيء به نجاتك أتوسل لك أن ترحل فقط لا تتأذى مُجدداً "
شيء من الدهشة احتلت تقاسيم وجهه قبل أن يخفض رأسه و يحركه سلباً :" لا تقلق علي ! بأي حال راي دعنا لا نتسرع موافق ؟ فقط بهذه الأيام أنا بحاجتك و بشدة ، سيحدث تحقيق معنا و أنا سأضطر لمواجهة ما لم أواجهه لحظة واحدة من حياتي الماضية كلها ، سأكون بأضعف حالاتي لذا ابقى بجانبي راي أرجوك هذا كل ما أنا بحاجته حالياً "
فم الأصغر فتح بشكل طفيف ، ما هو الشيء الذي يجعل هيروشي بهذا الضعف حقاً ؟ لا بل ما هو الذي يطبق على صدره بألم و يمنعه من التنفس براحة ؟
لابد أنه شيء عظيم و كبير حقاً لذا شيء من الإرادة مع ابتسامة واثقة ارتسمت على شفتيه يمسك بيدا رفيقه :" أنا معك دوماً أخي هيروشي ! دائماً و دون تردد لذا ألقي كل عبئك علي و أعدك ستجدني ثابتاً معك "
و هنا كان دور هيروشي ليصدم ، تلك الابتسامة الواثقة و الملامح الهادئة الصلبة لم تكن يوماً جزءاً من راي ! أو على الأقل هو لا يذكر أنه رآها سابقاً ...
لكن الآن و بهذه اللحظة يشعر أنه يمكنه الاستناد عليه فعلاً بكل اطمئنان و كم كان شعوراً مريحاً و شديد الدفء ..
شعور هو فقده منذ سنوات طويلة للغاية ..
//////
ابتسامة غير ودودة كانت مُرتسمة على شفتيه بينما يغلق عيناه باستياء يُتمتم بلغة غير مفهومة حقاً :" ذلك الوغد ، المُستجد الوقح عديم الفائدة ، لابد أنه يريد الموت على يداي ! "
هو ابتسم برضى على جملته الأخيرة ليكررها :" أجل لابد أنه يرغب بالموت على يداي "
_ :" هوشي ؟! "
صوت والده الهادئ أخرجه من تلك الأجواء المُظلمة و التي بدت لوهلة كإحدى طقوس الشعوذة ، إذ رمش المعني يحدق بوالده بنوع من الاستفسار ليُردف الأكبر بلطف :" ما بك بُني ؟! "
لم تكن تحركاته بعد تلك المكالمة طبيعية و هو ما لاحظه الجميع لذا أسرته بالكامل حدقت به بانتظار الاجابة بفارغ الصبر !
YOU ARE READING
غُربة روح
Mystery / Thrillerآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...
الفصل الثاني و العشرين
Start from the beginning