قلب فارغ 26

Start from the beginning
                                    

تنهد واستدار اليها
-"ليس عدلا؟ أنا حتى لا اتذكر اسمك أيتها الفاتنة، من الافضل أن تتركيني أرحل لدي شيء مهم لأفعله ولست متفرغاً لكِ" اردف ماثيو وامسك يدها ليضع فيها حزمة نقود اخرجها من محفظته ثم اغلق أصابع الفتاة على النقود وقَبَّل أصابعها ثم رحل

*

-"مرحبا؟" اردفت أدالي مجيبة الهاتف

-" مرحبا أدالي، لقد نفذت طلبك وأنا الان في المطار وقد حجزت تذكرة سفر داخلية ستنطلق بعد ساعتين ولكني لم افهم كلمة واحدة مما قلتيه، هل يمكنكِ شرح لي الامر بهدوء؟" اردف ماثيو

ابعدت أدالي الهاتف عن أذنها ونظرت الى اسم المتصل باستغراب، فهي أجابت دون معرفة من المتصل
-" اوه لاشيء، فقط شيء غير مهم بتاتاً لأحمق زير نساء مثلك-" اردفت أدالية بسخرية

ليقاطعها ماثيو قائلا
-" لا وقت لي لمزاحك السخيف هذا أدالي إما أن تخبريني ماذا حدث او أن ألغي الرحلة" اردف ماثيو متنهدًا بضجر، هو لم يستوعب كلام أدالي عندما كان في الفندق لأنه كان للتو استيقظ وليس في وعيه الكامل

-" حسنا أيها الجاد ويارجل الاعمال المجتهد جدا لدرجة المرض، أتتذكر ايليت؟ ذلك الاوميغا الذي يعيش في منزلنا _او كان يعيش بشكل أصح_ وهو بالصدفة خطيبك؟ أتتذكر ذاك الوسم الذي يربطكم ببعض أم أن عقلك المهم جدا لايستطيع تذكر شيء تافه كهذا بالنسبة له؟ على أي حال ذلك الوسم وتلك الرابطة بينكم ستنقطع، ولن يعود لك رفيق اسمه ايليت بعد الان! تادا~". اردفت أدالي باستهزاء وسخرية ولكن بداخلها هي تغلي وتستشيط من الغضب

كان ماثيو يتنهد ويقلب عينيه بين كل جملة وأخرى ولكن عندما تحدثت عن الوسم والانفصال كشر عن حاجبية وتكونت غصة في حلقه لايعلم سببها، هو كان قد نسي أمر الانفصال تماما، او تناساه بالأحرى، وبدأ يعتاد وجود شبح الصغير في حياته
-"أ-أدالي، كم ...-كم عمر إ-إيليت؟" سأل ماثيو بارتجاف واضح في صوته

-" ماهي مناسبة السؤال؟ هل ستجلب له فرضا هدية عيد ميلاد؟ هههههههه"

-"أدالي أجيبيني حالا! .... هاه كم هو عمر ايليت؟" اردف ماثيو بصراخ في البداية ولكنه لاحظ الانظار التي عليه من الاشخاص في المطار لذا حاول إخفاض نبرة صوته قدر المستطاع


-" اليوم ... هو عيد ميلاده الواحد والعشرون، سيكملها بعد الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، لذا عملية إزالة الوسم ستكون في الساعة الواحدة والنصف صباحا" اردفت ادالي بهدوء وحزن مخيم على صوتها

هي كانت تعلم أن ايليت يحاول الاستقلال دائما عنهم وفور دخوله الجامعة أجر استوديو صغير ليعيش فيه من مال دوامه الجزئي، ولكنها لا تستطيع إيقاف نفسها من الحزن على فراقه، كانت تراه كطفل مشاغب كراسيل في البداية ولكنها اعجبت بذكائه وشخصيته المرحة والملتوية قليلا وبدلا من الغضب عندما يلعب الألاعيب عليهم هي كانت تجده ممتعا ومثير للإهتمام وبطريقة او بأخرى دخل ذلك الطفل الى قلبها وأصبح من روتينها اليومي السؤال عن احواله ومحادثته كثيرا، وهو لم يكن يخفي عنها شيئا وكان يحادثها في أي شيء، حتى أمر دوامه الجزئي وأين يذهب وماذا يفعل كان يخبرها بها وحتى عندما يقع في المشاكل ويرتكب الأخطاء كانت هي أول من يعلم وكانت تساعده في حلها وتتوسط الى أبيها كيلا يغضب منه

شيء ما 𝙎𝙊𝙈𝙀𝙏𝙃𝙄𝙉𝙂 (إيليت)Where stories live. Discover now