نوعه المُفضل

38 6 4
                                    


أُقرُّ بأنني فزعتُ للحظات
كان ذلك الشعور يبدو وكأنني أرتكبُ خطئاً فادحاً

لمَ أختبئ؟ لستُ أعلم
لمَ أخاف، لمَ أصاب بالتوتر
لما أتخفى وأستمر بالهرب؟
لستُ أعلم..

أصحيحٌ بأنكِ لن تلتحقي بجامعة كينز؟

يبدو بأنهُ ليس أمراً اخلاقياً في النهاية، وهذا في الحقيقة كان مبعثَ راحةٍ لي

أريدُ أن أكون بالقرب من والدتي لذا سألتحق بجامعة قريبة من لوبيك

بدت علاماتُ الخيبةِ على وجهها ولكنها لم تنطِق
لم أُردها أن تفعل على أي حال فقد اتخذتُ قراري وسأمضي وحدي بدءاً من العام الجديد

خيارٌ موفّق.. هنالك كلياتٌ أفضل بكثيرٍ من كينز في لوبيك

قال لي كاي بابتسامةٍ ودودة وبدا داعماً لخياري بشدة
أظنُني سأمضي وحدي.. ولكن ليس من دونه هو

..

انتهينا من وجبتنا تلك وانطلقَ كلُ واحدٍ إلى أشغاله واهتماماته.
أما هو فسار مبتعداً إلى ما بعد أشجار الحديقة.. حيث كنا نذهبُ دائماً
أنا.. هو
، أخيه وأخي الاكبر

تبعتهُ بخطىً متسارعة حتى رايتهُ يقف أمام البركة الصغيرة التي كانت كبيرةً قبل أن تبدأ بالجفاف

أيعيدُ هذا إليكَ الذكريات؟

قاطعتُ شروده بسؤالي فالتفت نحوي وابتسم شبه ابتسامة وحسب

أشعرُ بأنني غبتُ كثيراً عن هنا
لدرجة أنني لم أعي كم كبُرنا جميعاً ولم يعد شيئاً كما كان

كرهتُ بحقٍ لحظاتٍ كهذه عندما كان يتحتم علينا أن نقف ونرى كم قطعنا شوطاً من حياتنا وعندما تصبح كل لحظةٍ حلوةٍ عشناها هي ذكرى تجلبُ لنا الحزن

لم يتغير كل شيءٍ في الحقيقة.. إليكَ أنا لا زلتُ كما كنت

بدا وكأنهُ يتفحصني بعدما قلتُه، من رأسي وحتى أخمص قدمي قبل أن يقول

لكنكِ لا تبدين لي كما نفسك التي عهدتُها سابقاً

لم أردهُ أن يراني بأنني شخصٌ مختلف لذا دافعتُ عن نفسي بشدة

بغض النظر عن شكلي وتغير أسلوب اختياري للملابس فهذا أمرٌ لابدُ منه نتيجةً لكوني صرتُ أكبر سناً..

هز رأسهُ وعاود النظر إلى المياه أمامه.. كنتُ مرتبكة بينما ارتابني شعورٌ بالحزن.. أرجوك أن تراني كما كُنت.. أو حتى وإن نظرت لي بطريقةٍ مختلفة لكن دعها تكُن بالشكل المُحبب لك

لأكون صريحاً.. أحببتُ شعركِ أكثر عندما كان طويلاً

نطقَ منتشلاً إياي من أفكاري.. هل ما قالهُ كان شيئاً عادياً؟ لأنني اقسم بأنهُ لم يكن عادياً بتاتاً بالنسبة لي

لكنني أعلم بانهُ لا يحق لي إبداء رأيي بأي شيءٍ تقررين فعله لشعركِ.. ولا لأي شيءٍ آخر في الحقيقة

كان يتحدث بنبرةٍ هادئة وأنا أجهل ما سأقول
بدا جميلاً، ناضجاً وحزيناً

سأحبُ بشدة أن أُطيل شعري مجدداً وأتوقف عن صبغه بهذا اللون.. فعلتُ هذا لأنني ظننتُ بأنهُ اللون الذي سيجعلُني أبدو قوية لكنني لستُ كذلك

سأحبُ أن أكون كنوعهِ المُفضل من الفتيات
ولكنني لم أخبره بأيٍّ من هذا

Вы достигли последнюю опубликованную часть.

⏰ Недавно обновлено: Apr 24, 2022 ⏰

Добавте эту историю в библиотеку и получите уведомление, когда следующия часть будет доступна!

Blue Место, где живут истории. Откройте их для себя