(4)

8.7K 174 4
                                    

الحلقة الرابعه

في شركة عاصم الاسيوطي
جمع مديرين الشركة وكل من له شأن في اجتماع طارئ
وجلس على قمة الطاولة يهتف بصوت مسموع ليلفت انتباهم
الصفقة اتاجلت لاسباب غير معروفه
تهامس الموظفون بقلق
فإسترسل عاصم مطمئنا :
لكننا هنبص للجانب الايجابي هنراجع كل حاجة بدقة ومش هيفوتنا حاجة طبعا زي ما قولت قبل كدا انى مش عايز غلطة لان المناقصة دي هترفعنا السما ولذلك هنرفع حالة التأهب القصوي
سكت قليلا ليتفرس بوجوهم وتسائل :
اي اسئلة
ليجيب الجميع بهدوء :
لا يا افندم
اشار بيده وهتف :
تمام كل واحد على شغلة
تحرك الموظفون للخارج ماعدا اياد ظل يجلس مكانه
رمقه والده بنظرات ساخطة واستدار بكرسيه المتحرك في ضيق ، بينما تابع اياد خروج اخر الموظفين بأهتمام حتى يضمن عدم سماع احد من ذلك الحوار المحتد
وهتف واثقا :
انا عايز اسافر الصعيد
كور عاصم يدة بغضب وضغط بها على راسة بتشنج
التفت اليه عاصم وهو يحاول كبح زمام غضبه وهدر بتعصب وهو يعامله كاقل من من مواظف عادي داخل شركته :
يابنى انت مش سامعني بقول اية مفيش اجازات
لوى اياد فمه بتافف ونظر لوالده بتعند وافرج عن اخر ما وصل اليه قائلا :
هتف اياد بغيظ :
خلاص يبقي هستقيل
عندها قفز عاصم عن كرسية فى غضب واجمع وعلي صوته بإنفعال :
يا ابني حرام عليك كل مرة بحتاجك جانبى ما بلاقكش بقول وبشدد عندنا صفقة مهمه ورافعين حالة التأهب القصوي ، وانت عايز تستقيل مرة واحدة من نفسك كون سندي انا تعبت فعلا من تصرفاتك وما بقتش عارف اتصرف ازاى معاك
لم يتحرك لاياد جفن من غضب والده فهو لا يري والده سوي الة بشرية تتنافس كونها الافضل فى عملها وتحقيق الانجازات دون الالتفات لانجاز واحد داخل منزله وبين اولاده
ومع ذلك فهو لا يزال والده سيفعل ما يريد وبعدها سيترك تلك الامبراطوريه ويتمرد
هتف ببرود تام :
_- خلاص يا بابا هستني لحد المناقصة وبعد المناقصة هستقيل من الشركة ومن البيت هستقل بذاتى وهعيش لوحدي انا وحنين
دقق عاصم بالاصرار الذي ولد فى عينه ولده والذي بدي جليا انه لا تراجع فيه
وهتف متوعدا :
ماشي
******************************************************************
في منزل الشرشيري
نادا بصوت عالي على احد الخادمات
بت يا لوزه الشاي لعمك سالم
كان سالم رجل كبير السن وكبير العائلة يدر المجالس العرفية بمهارة شديدة ويفض النزاعات المستعصية
هتف :
يدوم كرمك
كان الشرشيرى قد اكتشف ماهية الحوار قبل ان ينبث فمه بكلمة وهدر متبئا :
اياك تكون جاي عشان الموضوع اياه ، اني مش عارجع عن جراري(قرارى )
هتف الحاج سالم وهو يهدؤه :
وافرض محتاج توعية ما عتوعاش
هدر بضيق طفيف ،
انا ما عيزش كلام في الموضوع ده تاني الكلام خلص
عندئذ هم الحاج سالم بالنهوض وهدر بغضب :
يبجا الجاعدة ما لهاش لازمة
سارع الشرشيري بمسك طرف جلبابة قائلا :
والله ما يصير تطلع من داري زعلان اجعد واستهدي بالله
جلس سالم وهو يتمتم :
لا اله الا الله
ليسترضية قائلا :
جول ما عندك واني سامعك بس ما عتغصبنيش على حاجة
حدثة الحاج سالم بحمة بالغة :
ما حدش غاصبك حادثة وحصلت لبتك جضاء وجدر نعترض على امر ربنا
صاح مندندا :
ما عتراضتش رضيت
استرسل قائلا:
والبت اتعرفت جصتها وجم جالو طالبين يدها ايه يخليك ترفض عتلاجي احسن من عزام فين جدع مجتدر وزينة الصعيد كله
هدر الشرشيرى متبرما :
وانا ما عايزش اجوزها
البت كبرت يا شرشيري دي في بلدنا تبجي بارت (عنست) ايه يمنع الجواز واحد وكسرها وجة يصلح اللي اتكسر نجوله لع ,,,,,,,,,,,بتك عندها ٢٥ سنة يعنى ال جاده (قدها)مخلفين عشرة وبعد الحكاية دي كمان محدش هيجولك بكام,,,,,,,,,,,,,,,,,, تميل انت بختها وتاجي على اللى جالك انا شاري بعيبها وتجوله لع الرجل سايج كفر عليك وانت مصلب رائيك ليه
شعر الشرشيري بقريه من الاستمالة بعد كل هذة الحقائق المؤكدة خاصة ان طبع زهرة الناري سببا رئيسي في نفور الرجال منها ومنذ ان كانت في سن العشرون ولم يتقدم لها احد بسب طباعها الحادة
ولسانها السليط
هتف اخيرا بقليل من اللين :
خلاص هنسأل البت ونشوف رايها
هدر سالم بحزم :
وان مارضتش تكسر دماغها خليها تتكن فى ضل راجل بدل ماهي جاعدة زي البيت الوجف
سكت الشرشيري وحدق في الفراغ بشرود
*******************************************************************
في منزل البدري
كانت بدر لا تفارق حنين ابدا سعيدة باختها التي حطت بها الاقدار
الى منزلهم كي تؤنس وحدتها ووحشتها وكا عادة بدر تثرثر كثيرا :
الصراحة يا ابلة جوزك جاميل(جميل ) خالص زي نجوم السيما وشكله
ابن حلال
ابتسمت حنين لها وهتفت بفرحة :
الحمد لله ربنا يرزقك انشاء الله لما تكبري تجوزي بواحد زيه
انطفأت عيناها وازداد بريق الحزن اثر سماعها كلمة زواج ، وهتفت بإرتباك :
دا في الاحلام يا ابلة
قضبت حنين حاجبيها متسائلة وهى تربت على كتفها بحنو :
ليه بس كدا يا حببتى
زاغ بصرها وتسارعت انفاسها مع الدموع وهتفت بحزن:
ابويا ، ،،،
قاطعت ذلك الحوار سناء والتى كانت لا تغفل ابد ا عن مراقبة حنين او تبعد عن ظلها هدرت بحزم قائلا:
بــدر ، امشي انجري على المطبخ
اطاعت الابنة الاومر وهى توزع نظرها بينهما فى توجس وخرجت مسرعة
رمقت حنين سناء بنظرات نارية وسألتها بضيق :
انتى بتزعقلها ليه
ارتخت قسماتها المتشنجة وهتفت متصنعة البراءة :
انا غرضي انها ما ضيكيش ، البت لكاكة ولكها يوجع الدماغ
اشارت اليها بإصباعها :
ما تقوليش عليها كدا على فكرة مسليانى خالص
ابتسمت ابتسامة خبيثة وهتفت بلؤم :
طيب مينفعش اساليكى اني ، من وجت ما جيتى وانا ما اتحدتتش (اتكلمت) وياكي
اجابتها حنين بلا مبالاة :
وهنتكلم في اية ما فيش حاجة نتكلم فيها
ازدادت لؤما وهدرت :
اهئ عنتحدد عن جوزك كيفه اسم الله
لم تشعر حنين بالارتياح نحو ابتسامتها او ذكرها كلمة جوزك بهذا الشكل وتوترت وهى تجيبها :
ماله
جلست الي طرف الفراش كطريقة لاخبارها انها لن ترحل دون اجابة عن كل اسألتها
وتسائلت بمكر :
مرتاحة وياه
تفحصتها حنين جيدا كي تستشف ما وراء ذلك القناع فهي ابدا لن تنطلي عليها خدعة ان زوجة ابيها البغيضة تريد الاطمئنان عليها ، ولكنها فشلت تماما ان تعرف ماذا تخبي تلك الافعي في جعبتها
********************************************************
في منزل القناوي
الجميع منشغل بتجهيز الي الفرح الذي اتي على فجاة انتقص وزن فرحة بشكل ملحوظ وبات تصرع بإستمرار من نومها بسبب الرعب الذي بثة عزام بداخلها ومن جهة اخري رائحة زين التى تختفي شيئا فشيئا من الجاكت الخاص بة هو كان ما يطمئنها ويواسي روحها المجروحة
لم تفارق امها غرفتها تجلس الى جوارها وتقراء القرآن وتدعوا لها بأن يريح قلبها وان يسعدها مابقي من الدهر نهضت من الارض واتجهت نحو سريرها الذي تنكمش علية اغلب الوقت
هتفت بحنو :
فرحة يا بنتى ، قومي صلي ركعتين لله وهدي نفسك
لم تجيبها فرحة وظلت تحدق للفراغ عضت امها شفاها متحسرة على حالة ابنتها التى وصلت لها ولكنها وقعت عينها على ذلك الجاكت الذي لم تفارقه واحيانا ترتدية وتغفو به وكأنه يحتضنها نسيت زينات كل هذا من فرط شوقها لابنتها وما حدث مؤخرا من طلاق بينها وبين فتح الله تارة ومن تارة اخري ما نوي عمها فعله وبين عزام الذي اصبح فزعها الاكبر من معاملته الحادة معها والتى لا تبشر بخير
هتفت وهى تحدق بالجاكت وتتسائل :
هو البتاع دا بتاع مين ؟
التفت لها فرحة واحكمت قبضتها علية وهدرت فى سرعة :
بتاعي
لم تشفيها اجابة ابنتها بل ازدادت فضولا وتمسكا بمعرفة كل شئ الان :
فرحة محدش لحد دلوقت يعرف انتى روحتى فين ولا اختفيتى فين ولا انا سألتك انا عايزة اعرف كل اللى حصل فى غيابك زى ما عرفتى كل حاجة
تراقصت مقلتى فرحة بتوجس ولم تعرف بماذا ستكذب وعينايها بعين امها ، جف حلقها
وارتفعت حراراتها وهتفت بتوتر حاد :
ااا….ااا...مـ ـا ا نـ ـا قولتلكم انا خفت وجريت على العربية وهو خطفنى
لم تنطلى الخدعة عن قلب ام تعرف وجه صغيرتها عند الكذب حدقت فى عينيها بحدة
وهدرت بغضب واجم :
عرفت دى اية اللى حصل فى فترة غيابك قاعدتى مع المجنون والمطرب نفسيا ازاى
هنا قد خارت قواها واوشكت على الانهيار شيئا ما سقط فوق رأسها ، ودت البوح انها كانت مع رجل حماها حتى من نفسه ، ودت الصراخ بأسمه باعلى صوت لعلة يسمعها وياتى اليها هرولا
لتختبئ فى احضانه عن كل ذلك الخوف
نفضت سريعا تلك الافكار من اثر نظرات امها الفاحصة وحاولت ان تبدوا طبيعية تماما
وهتفت بتماسك زائف :
هيكون اية ياما اهو عشت زى ما عشت
هنا امسكت امها ساعدها بقسوة واوقفتها عنوة على قدمها وهى تهدر بتعصب :
ازاى عشتى زى ما عشتى ،انتى اتجننتى والمجنون هو اللى بهت عليكى طول المدة دى وانتى عايشة معاه ومقفول الباب عليكم وجاية تقولى عشت زى ما عشت
انطقى لاحسن ما انا اللى هسيح دمك مين دا وحصل اية وياه ثم سحبت الجاكت المتروك الى جوارها وهتفت بتساؤل منزعج ،،، ودا محضنه فية ليل نهار ليه ؟ نايمة قايمة بيه ليه ؟
كانت تحركها بيدها بعنف في حركات سريعة ارهقتها
هدرت فرحة من وسط دموعها التى انهمرت بشكل متسارع :
كان ظابط ، وحبيته
اتسعت عين زينات وهى تفلت ذراع ابنتها ببطء وتمتمت بذهول :
يا مصبتى ،
بعد ان استوعبت فرحة الكلمة هدرت بغير وعي وكأنها ترجوها :
انا مش هتجوز غيره ومش هكون غير ليه
امسكت امها يدها من جديد وصرخت فيها غاضبة :
حصل بينكم اية عشان تحبيه ، عملك اية انطقي ، شاف شعرك شاف ضافر رجلك طمنينى هتموتينى وانا واقفة
انتحبت فرحة بهستريا وهى تجيبها وكانها تستدعى ذاكرة الماضى نصب عينيها :
ما لمسنيش ، برغم انى كنت مستسلمة فى ايده ما لمسنيش كنت مغيبة عن الدنيا واصحى لاقى نفسي بلبس تانى وبرغم من كدا ما لمسنيش كا ن بيحمينى وبس
هوت زينات بصفعة قوية على وجها ودبت مخالبها فى فروة رأسها وهى تصرخ بها :
كان اية يا فاجرة ، يا صايعة ياللى ما عرفتش اربيكي ، كنتى بتنامى بلبس وتصحى بغيروا وتقوليلى مالمسنيش كنتى عايزة تبقى فايقة يا بت ال***. ضحك عليكى ونيمك ونام معاكي
وبتقوليلى بحبه
صرخت فرحة وهى تحاول النفاذ من تحت يدها :
محصلش ، محصلش
اوقعتها امها ارضا وظلت تصرخ بها وهى تهوى بصفعات متكررة على وجهها بانفاس لا هثة:
وانتى اية ضمنك واية عرفك مش بتقولى كنت غايبة عن الوعي
تركتها زينات جانبا وجلست بتعب تربت على راسها بهستريا الحزن :
يا مصبتى يا مصبتى يا خسارة مدفعتى عليكى يا ريتك ما رجعتى يا ريتك ما رجعتى كان عليا بإية دعايا برجوعك جبتيلى الحسرة والخزى معاكي كان كفايا عليا ابوكي وبلاش انتى
بلاش انتى ،،
حاولت فرحة التقرب الي امها ومواستها ولكنها كانت غارقة فيما قالته هل حقا زين فعل ما ارد في غيبوبتها فقد غابت عن الوعي لايام وهو من اهتم بها ، كيف قاوم فكرة انها عارية امامه
ولم يمسسها ، هل امها محقة ام ان زين ارفع وانبل من ذلك
****************************************************************

علي ذمة عاشق 2  ( شهد الحب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن