لم يجبها فقط يحدق في الفراغ، لتفصل العناق تتمعن به بعينيها الدامعتين..
جيون هل هناك مايجب علي معرفته..؟!
تفاجئ من سؤالها، لكنه تظاهر بالبرود..
بدون ألغاز، وضحي كلامك..
اتخذت الصمت جوابها، تفكر في حديث مونس..
- إنه سادي،يعشق رؤية الدماء وتعذيب الأشخاص..
-إيف تمالكي نفسك،جيون ليس من هذا النوع..
حمحمت بتوتر من نظراته الباردة،لتقترب ببطء مقبلة شفتيه بسطحية،ثم تباغته بعناق قائلة بخفوت..
لا شيء ضعني بين ذراعيك فقط..
اندهش من فعلتها لكنه اكتفى فقط بالابتسام،بينما يده تمسد على ظهرها بلطف..

أين ميسان..؟!
تمتمت بهدوء،ليجيبها مباشرة على سؤالها..
تركتها في المنزل نائمة مع مساعدي، لا أريدها أن تبقى هنا وتراكي بهذه الحالة..
همهمت بخمول،لتحشر رأسها برقبته وتغمض عينيها براحة، لا تعلم بالذي سببته للآخر من فوضى،يشعر بشعور غريب ومختلف، جديد عليه لكنه جميل في نفس الوقت،بينما دقات قلبه تطرق بعنف..
أكاد أستشعر دقات قلبك..
همست بصوت يكاد يسمع،لكنه شارد لم يكن يسمعها بل منغمس في أفكاره، يتذكر كيف حضنت ميسان لتتلقى الرصاصة مكانها،وبدون وعي منه ضغط على عناقها،يتوعد لذلك الداعر لتجرئه على إخافة طفلته ميسان ولمس امرأته.

استفاق من شروده على صوت تأوهها، ليفصل العناق بسرعة قائلا بقلق..
هل تتألمين، لم اقصد كنت شارد،أرني أين تتألمين سأنادي على الطبيب..
نفت برأسها لتمسك يده بهدوء مجيبة إياه بنبرة متعبة..
لاداعي لذلك،أريد الذهاب للمنزل فقط..
حدق بها لثواني،ليردف..
سنذهب بعد أن يفحصك الطبيب..
وقبل أن تعارضه، قاطعها بحدة..
ولا كلمة..
زفرت بانزعاج لتقلب عينيها للجهة الأخرى، تجهمت ملامحه لفعلتها، لكنه تحكم في نفسه لايريد إيذائها خصوصا وهي على هذا الحال.

...

لم تمر ساعة وهاهم أمام المنزل، بعد أن فحصها الطبيب وأمرها بالراحة التامة، وتضميد الجرح إلى حين شفائه لكي لا يتعفن..
ترجل من السيارة بهدوء،يتجه نحو مقعدها يحملها بين يديه كالطفلة،بينما هي غارقة في نومها من شدة تعبها، كما أن رأسها يؤلمها منذ استيقاظها..
دخل المنزل بهدوء شديد، ليتقابل مع مساعده الذي انحنى فورا..
مرحبا سيدي..
همهم له كإجابة،ليردف ببرود..
هل ميسان بغرفتها..؟!
نعم سيدي،لقد نامت بعد أن أطعمتها..
همهم مرة أخرى ليصعد للغرفة بعد أن أمر بمساعده بالذهاب..
وضع إيف ببطء شديد، خشية من إصابتها، ليضع عليها الغطاء ويخرج من الغرفة بعد أن باغتها بقبلة على جبينها..

اتجه بأدراجه حيث غرفة ميسان،يفتح الباب بهدوء ليتقابل مع صغيرته الغارقة في نومها، تنهد بخنق ليحملها بلطف متجه بها نحو غرفته، يريد النوم بجانبها فقد اشتاق لها، فهو لم يراها ليوم كامل، وهذه أول مرة له،فهو يقطن مع طفلته منذ ولادتها، لايذهب للعمل بسببها،يعمل في المنزل فقط،خشية من أعدائه أن يؤذوها،كما أن رجاله يتولون كل شيء مكانه.
وضعها بهدوء بجانب إيف، ليستلقي هو الآخر يعانق ميسان بقوة..
آسف لجعلكي تخوضين هذه التجربة السيئة، آسف لأني لا أعتني بكي كما يجب، آسف على كل شيء طفلتي الغالية..
همس بضيق ليقبلها من وجنتها، ليغلق عينيه بتعب، دقائق ليذهب لعالم آخر، عالم لا يوجد فيه مايزعجه، يوجد فقط هدوء تام يجعله ينعم بنوم هنيئ..

°عِــشــقُ سَــادِي°Where stories live. Discover now