١- قَلبٌ دَامَي

1.7K 97 204
                                    

+ قِراءة مُمتِعَة +

── ◦ ☾ ◦ ──

كَانتّ الشَمَسّ تَقِفّ عَلى الأعتَابّ مُستعِدَةً للظهَورّ بَعدّ أن توَارَتّ خَلفّ الظَلامّ طَوِيلاً، كَأنّهَا مُمَثِلَةٌ عَلى وَشكِ إعتِلاءّ المَسرَحّ لِلمَرَةِ الأولى بَعَدّ وَقتٍ طَوِيل

وَ رَاحّت الطَبِيعَةُ تتهَيَأ لإستِقبَالِهَا فإستيقَظّت العصَافِير وَ إنتشَرّ سِنَاءٌ مُضِيءٌ فِي الأفَقِّ أنَارّ الأرَضّ وَ أوَقضّ النَاس

إلا أنا، مَا كَنتّ مِنّ الأصَلّ نَائِمَةً حَتى أستيقِظ، وَ عَبر زُجَاجّ النَافِذَةِ المُتَسِخّ بِطبَقَةً مِنّ الوَحَلّ الخَفِيفّ أبقَيتّ بَصرِي مُعلَقَاً عَلى فِناءّ المَنزِلّ، وَ البَابّ المَفتوَحّ عَلى الشَارِعّ

كَانتّ طبَقَةُ الوَحَلّ فِي النَافِذَةِ قَدّ تَشَكّلت عَلى هَيئَةِ قطرَاتٍ صَغِيرَةٍ، مُشِيرَةً لِأثَارٍَ وَاضِحَة عَلى بُكَاءّ السمَاءّ ليلةّ الأمس، وَ كَأنهَا كَانتّ تَبكِي مَعِي موَاسَةً لِي

شعَرتّ بِالدموَعّ تتجمَعّ فِي مُقلتَايّ كَالغصَةِ التِي رَاحّت تتشَكَلّ فِي نِهَايَةِ حَنجرَتِي، لِتخنقَنِي مَانِعَةً إيَايّ مِن التنفَسّ فحمَلتّ نَفسِي بِقدمَايّ الضَعِيفتَانّ المُرهقتَانّ وَ جَلسّت عَلى طَرَفّ السَريرّ أنتَحِبّ وَ الصدَاعّ يَنخَرّ رأسِيّ

لِكِثرَةِ مَا كَانّ يَجوَبّ قلبِي مِن أحزَانّ، لم أعَدّ أعرِفّ لأَيٍ مِنهَا كُنتّ أبكِي بِالضَبطّ، أهِي لِلوِحدَةِ أم للخِيَانَةِ أم للحب؟

كَانّ أمرَاً سَخِيفَاً أن أوَاصِلّ وَضعّ يَدِي عَلى فَمِي حَتى أمنَعّ شهقَاتِي مِن الخروَجّ عَبرّ عتبَةِ فَاهِي وَ كَأنّ أحَدَاً كَانّ فِي المَنزِل الخَالِي حَتى يَهتمّ بِمَا أشعَرّ ... وَ كَأنَه كَانّ هُنَآ

هَل سَيُبَالِي بِأمَرّ بُكَائِي المُثِيرّ لِلشَفَقَةِ إن كَانّ مَوجوَداً؟ ... أنا لا أعتَقِدّ ذَلِك

لا أملِكّ فِكرَةً عَن مَا حَدثّ بَعَدّ نوبَةِ النَحِيبّ تِلكّ، لِأنَنِي وَ وَسَطّ تعَبِي قَدّ سقَطّ نَائِمَةً بَعدّ أن قضَيتّ الليَلّ أقَاسِي جُهَدّ أفكَارِي وَ إرهَاقّ مشَاعِرِي

كَانتّ الشَمَسّ لا تزَالّ فِي كَبِدّ السمَاءّ حِينّ إستيقَظَتّ بَعدّ سَاعَاتٍ قَلِيلة، لم أستَطِعّ النوَمّ بِرَاحَة، وَ لم يَشفَقّ عَليّ السُبَاتّ بِأنّ مَدّ غِطَائَهُ فَوقِي رَغمّ أن ذَلِكّ كَانّ أكثَرّ مَا أحتَاجُه ... أن أجِدّ مهرَبَاً يَحجِبَ عَني التفكِيرّ كمَا يوقِفّ الألم

خوارزمية الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن