بعض أقوال العلماء عن ارتباط معرفة النفس بمعرفة الله:

14 1 0
                                    



🔖الآن ننقل بعض أقوال العلماء عن ارتباط معرفة النفس بمعرفة الله: 👇🥀


📒تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٦ - الصفحة١٧٠

عن الإمام الصادق عليه السلام: قال: المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين.

أقول: الظاهر أن المراد بالمعرفتين المعرفة بالآيات الأنفسية والمعرفة بالآيات الآفاقية، قال تعالى: " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد " " حم السجدة: 53 " وقال تعالى: " وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون " (الذاريات: 21).

وكون السير الا نفسي أنفع من السير الآفاقي لعله لكون المعرفة النفسانية لا تنفك عادة من إصلاح أوصافها وأعمالها بخلاف المعرفة الآفاقية، وذلك أن كون معرفة الآيات نافعة إنما هو لان معرفة الآيات بما هي آيات موصلة إلى معرفة الله سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله ككونه تعالى حيا لا يعرضه موت، وقادرا لا يشوبه عجز، وعالما لا يخالطه جهل، وأنه تعالى هو الخالق لكل شئ، والمالك لكل شئ، والرب القائم على كل نفس بما كسبت، خلق الخلق لا لحاجة منه إليهم بل لينعم عليهم بما استحقوه ثم يجمعهم ليوم الجمع لا ريب فيه ليجزى الذين أساؤوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى.

وهذه وأمثالها معارف حقة إذا تناولها الانسان وأتقنها مثلت له حقيقة حياته، وأنها حياة مؤبدة ذات سعادة دائمة أو شقوة لازمة، وليست بتلك المتهوسة المنقطعة اللاهية اللاغية، وهذا موقف علمي يهدى الانسان إلى تكاليف ووظائف بالنسبة إلى ربه وبالنسبة إلى أبناء نوعه في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وهى التي نسميها بالدين، فإن السنة التي يلتزمها الانسان في حياته، ولا يخلو عنها حتى البدوي والهمجي إنما يضعها ويلتزمها أو يأخذها ويلتزمها لنفسه من حيث إنه يقدر لنفسه نوعا من الحياة أي نوع كان،

وللرواية معنى آخر أدق مستخرج من نتائج الأبحاث الحقيقية في علم النفس وهو أن النظر في الآيات الآفاقية والمعرفة الحاصلة من ذلك نظر فكرى وعلم حصولي بخلاف النظر في النفس وقواها وأطوار وجودها والمعرفة المتجلية منها فإنه نظر شهودي وعلم حضوري، والتصديق الفكري يحتاج في تحققه إلى نظم الأقيسة واستعمال البرهان ، وهو باق ما دام الانسان متوجها إلى مقدماته غير ذاهل عنها ولا مشتغل بغيرها، ولذلك يزول العلم بزوال الاشراف على دليله وتكثر فيه الشبهات ويثور فيه الاختلاف.

وهذا بخلاف العلم النفساني بالنفس وقواها وأطوار وجودها فإنه من العيان فإذا اشتغل الانسان بالنظر إلى آيات نفسه، وشاهد فقرها إلى ربها، وحاجتها في جميع أطوار وجودها، وجد أمرا عجيبا، وجد نفسه متعلقة بالعظمة والكبرياء متصلة في وجودها وحياتها وعلمها وقدرتها وسمعها وبصرها وإرادتها وحبها وسائر صفاتها وأفعالها بما لا يتناهى بهاء وسناء وجمالا وجلالا وكمالا من الوجود والحياة والعلم والقدرة، وغيرها من كل كمال......

المعنى بالمجمل العلم بالأفاق فقط من دون علم بالنفس لا ينفع والدليل على ذلك قوله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)) يملك علم لكنه ضل لأنه جاهل بنفسه .


📒الإمامة الإلهية (بحوث الشيخ محمد السند) - ج 1 (لـ محمد علي بحر العلوم)

ان معرفة الإنسان لنفسه هي بوابة المعرفة الربوبية، وذلك لأن كل مخلوق هو آية لخالقه، وكل كامل نازل هو آية للكمال الصاعد فيقال ان كل غيب نازل له حكاية تكوينية لغيب صاعد، وهذه الحكاية ليست على نسق حكاية الصور الحصولية، بل هي حكاية الرقيقة عن الحقيقة، كما عبر بذلك الفلاسفة، او حكاية المظهر عن الظاهر كما عبر العرفانيون. لكن هذه الحكاية وان كانت غير قابلة للخطأ والصواب بل هي صواب دائم إلا انها ليست حكاية احاطة لأن الرقيقة لا تمثل كل كمالات الحقيقة.


📒عيون مسائل النفس: ص 37 ، حسن زاده آملي

وقال حسن زاده آملي: (فمبحث النفس من غرر المباحث الحكمية في جميع الصحف العلمية. وألذّ المعارف وأعزّها بعد معرفةِ الله تعالى شأنه، معرفةُ الإنسان نفسه، وهي من أهمّ المعارف وأجلّها، كيف لا ومعرفتها أمّ الحكمة وأصلها، ومفتاح خزائن الملكوت، ومرقاة معرفة الرب، لكونها مثال مفطرها ذاتاً وصفة وفعلاً، ولا طريق إلى حصول معرفة الرب إلا من معرفة الآفاق والأنفس. والمروي عن الوصي الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وعن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: (الصورة الإنسانية هي أكبر حجج الله على خلقه، وهي الكتاب الذي كتبه بيده، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته، وهي مجموع صور العالمين، وهي المختصرة من اللوح المحفوظ وهي الشاهدة على كل غائب، وهي الحجة على كل جاحد، وهي الطريق المستقيم إلى كل خير، وهي الجسر الممدود بين الجنة والنار)

┄┉❈«🌺»❈┉┄      ┄┉❈«🌺»❈┉┄


🍀 معرفة الله تعالى ببصيرة النفس .👇


. 🔸 قال الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة: «عميت عين لا تراك عليها رقيباً» . .

. 🔹 إشارة لطيفة إلى بصيرة النفس، لا إلى بصر العين؛ لاستحالة رؤية المولى سُبحانه وتعالى بالعين، كما ذكر ذلك رسول الله' حينما سأله سائل: «هل رأيت ربك؟»، فأجاب': «رأيته بفؤادي». وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين(ع) في جوابه لسائل سأله بقوله: «يا أمير المؤمنين، هل رأيت ربك؟». فقال(ع): «ويلك يا ذعلب! لم أكن لأعبد ربّاً لم أرَه!». فقال: «يا أمير المؤمنين، كيف رأيته؟». قال: «يا ذعلب، لم ترَه العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان...» . .

📔 انظر: #أصول_العقيدة_في_النص_الحسيني، د. علي حمود العبادي، ص35.

┄┉❈«🌺»❈┉┄     ┄┉❈«🌺»❈┉┄

مـعرفة النفـس🔍Where stories live. Discover now