ارتباط معرفة النفس بمعرفة الله عز وجل:

6 2 0
                                    



🍁 المحطة الخامسة:-

📎 ارتباط معرفة النفس بمعرفة الله عز وجل: 


ننقل لكم رواية عن النبي محمد ص وآله 🌿

غوالي اللئالي: روي في بعض الأخبار أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال صلى الله عليه وآله: معرفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق، قال: مخالفة النفس فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قال: سخط النفس، فقال:

يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق، قال: هجر النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال: عصيان النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال: نسيان النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى انس الحق؟ قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك قال: الاستعانة بالحق على النفس.

📚 بحار الأنوار للمجلسي


قال أهل المعرفة والسالكون إلى الله سبحانه إنّما برنامج هذا الطريق يبتني على أربع حقائق:


🖋الأولى: معرفة الله ومعرفة أسماءه الحسنى وصفاته العليا، وتوحيده في الذات والصفات والأفعال، والإيمان بعالم اللآهوت والجبروت والملكوت.


🖋الثانية: معرفة النّفس وشرورها وأخطارها ومتطلباتها غير الشرعية من الأهواء والملاذ والشهوات الممنوعة.


🖋الثالثه: معرفة إبليس عدو الإنسان وجنده وحزبه من الجن والإنس، ومعرفة الوساوس والتسويلات والخدع ومكر الأعداء.


🖋الرابعة: معرفة الدنيا وحبّها الذي هو رأس كل خطيئة ما دامت تطلب مستقلة ولنفسها لا مقدمة للآخرة، ومعرفة متاعها القليل وغرورها وفتنها وزخارفها وأباطيلها.

┄┉❈«🌺»❈┉┄      ┄┉❈«🌺»❈┉┄


و ذكر علمائنا اثنا عشر وجه لعلاقة معرفة الله بمعرفة النفس: 👇


▪️الأول : انه لما حركت النفس البدن والروح الجسد لزم من معرفة ذلك له معرفة أن للعالم مدبرا وللسكون محركا فمعرفة النفس من جملة الأدلة الموصولة إلى معرفة الرب.

▫️الثاني : ان من عرف ان نفسه واحدة وانها لو كانت اثنتين لا مكن التعارض والممانعة عرف ان الرب واحد و ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ).

مثلا وجود نفسين أحدهما تأمر بالأكل الثانية تناهه أو احدهما تأمره بالنوم والثانية تأمره بالقعود لأحدث تعارض كذلك الكون لو كان موجود فيه أكثر من خالق لحصل التعارض بينهما

▪️الثالث : من عرف ان النفس تحرك بالجسد بإرادتها علم انه لا بد للعالم من محرك مختار للقطع بوجوب كمال الخالق وتنزهه عن النقص وللعلم بامتناع الحركة والتأثير ممن عدمت نفسه وفارقت بدنه.

▫️الرابع : من عرف انه لا يخفى على النفس أحوال الجسد علم انه لا يعزب عن الباري مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء لامتناع علم المخلوق وجهل الخالق تعالى.

▪️الخامس : من عرف ان النفس ليست إلى شي‌ء من الجسد أقرب منها إلى شي‌ء منه علم ان نسبة الأشياء كلها الى قدرة الله تعالى وعلمه على السواء.

▫️السادس : من عرف ان النفس موجودة قبل البدن باقية بعده عرف ان ربه كان موجودا قبل المخلوقات وهو باق بعدها لم يزل ولا يزال.

▪️السابع ، من عرف ان نفسه لا يعرف كنه ذاتها

وحقيقتها عرف ان ربه كذلك بطريق اولى.

▪️الثامن : من عرف انه نفسه لا يعرف لها مكان ولا يعلم لها اينية عرف ان ربه منزه عن المكان والاينية.

▫️التاسع : من عرف ان النفس لا تحس ولا تمس ولا تدرك بالحواس الظاهر عرف ان الله سبحانه كذلك.

▪️العاشر : من عرف نفسه علم انه أمارة بالسوء فاشتغل بمجاهدتها وبعبادة ربه ومن عبد الله وأطاعه كانت معرفته صحيحة ومن عصاه فكأنه لم يعرفه إذ لم ينتفع بمعرفته فهو أسوأ حالا ممن لم يعرفه فكأنه قال من عرف نفسه جاهده وعبد ربه ومن عبده فقد عرفه حق المعرفة وحصل له ثمرة العلم به وهذا ما خطر بخاطري ولم يذكره أحد فيما اعلم.

▫️الحادي عشر : من عرف نفسه بصفات النقص عرف ربه بصفات الكمال إذ النقص دل على الحدوث فيلزم ملازمة الكمال المقدم.

▪️الثانى عشر : انه علق محالا على محال اى كما لا يمكن معرفة حقيقة النفس كذلك لا يمكن معرفة حقيقة الرب فيجب ان يوصف بما وصف نفسه تعالى والله أعلم


✍🏻 حيث ذكر بعض العلماء أنه من تعليق المحال، أي كما أنه لا يمكن معرفة حقيقة الرب تعالى والوقوف على كنهه؛ (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) . كذلك لا يمكن معرفة النفس الإنسانية، لأنه عُلّق على أمر محال... يتيع

┄┉❈«🌺»❈┉┄      ┄┉❈«🌺»❈┉┄

مـعرفة النفـس🔍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن