إِجْحاف

92 13 2
                                    




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      

في غداةِ ذاك اليَوم، أستيقظَ وَ قَد باتَ الوهنُ عليه.
قَد أدرك أن الآوانُ قد آن .
تذكرَ كيفَ آلت أهوالهُ إلىٰ هذا الحال، بينَ وولٌ يعلوهُ كوةٍ واحدة وَ بينَ هذا المَعدنُ القاطع عنهُ الوِصالَ  ..

أصبحَ ما يقبع خلفَ هـٰذهِ الكوةِ أقصىٰ أحلامه، وَ أمسىٰ قلبهُ فاقدٌ لنَسيم الليلِ كحالِ أعوانهْ..

عَلت علىٰ قَسَمَاتُهُ الضاحِلةُ، بسمتةٌ حَقيرة، ساخِرة مِن نَفسهِ، لتذكرهُ أنهُ رُمي هُنا فيّ هذا القَيدِ الأشبهُ بالجُبِ. لأنهُ دافعَ عَن مُقدسًا مِن مُقدسات قلبه، إلا وهوَ سببُ عَيشهِ !
يَحسبُ البَتلاتِ واحدة تلو الأخرىٰ، مُنتظرًا بتلةُ الموتِ

تَسللَ إلىٰ مسمعهُ صوتًا باتت أخرتهُ قريبة، فَهرعتْ مِن مَحجريهِ أحد دموعهُ التي أصبح صوتُ سقوطِها،
ترنيمتهُ المُعتادة.
دموعُ الظُلم وَ الجور مِن أُناس سَكنوا أرضهُ وَ ادعوا أنهم مِنهم.

صَدحَ صوتُ صرختًا، قلبت موازينَ قلبهُ، فأدرك أن حُلمًا عرجَ إلىٰ السماء إلى جانبِ الرحمـٰن .
أبتسامة عَلت علىٰ ثغرهِ النازِف وَ قولًا خَرجَ مُنكسرًا،:

«تَقبل مِنا قُربانً آخر يا حَليم»

فَكرَ بِحالِ أهلهِ، كيفَ هُم؟ لقد باتَ مُسافرًا عَنهم سَنةٌ وَ نُصف.
هل نالَ منهم الضَجر لتَحسُسِه؟ أم نَصبت الخيمةُ أوتادها علىٰ أبوابِ قلبهم رافِضةً للرحيل..

لقَد حَرموه ما دافعَ عنه حرموهُ قُرب ربهِ
وَ لم يعلموا أن ربهُ بفعلتهِم سيحبهُ أكثر..

بأي حق يُحللونَ ما يريدون وَ يدسونَ ما يرغبون ؟
مَن قال أن هِندامُ أُمهِ كانَ مُقيدًا لحُريَتِها؟
لِمَ لا يُفكرون أن هـٰذا الهندامُ حافظَ عليها مِن النَّجَاسة أنظارِهم.

لمَ لِرفضهِ أن يتعايش اللواطُ بينهم، يُرمىٰ بِغياهِب السِجن؟.

من أجل ماذا؟
مِن أجل مُعتقدات تَنُصُ علىٰ أن الخارج عن الفطرة وَ النُزعة البشرية السليمة، أختلاف وَ تَميُز؟.

أَلَمْ يروا كَم أهلكَ اللهُ قبلِهُم مِن القُرون وَ ماتوا ميتةَ لا يُحسدونَ عليها!

هل أصبحَ الدِفاعُ عَن شرعِ الله، عيبًا وَ رجعيه فيّ أنظارِهم؟
وَ هل باتَ مَن يُعبر عَن ما يُريد، يَجبُ قتله؟

هُم مَن رضوا باللواطِ والزِنا وَ ادعوا أن تقبلهُ علامة علىٰ تَقبُل الإختلاف،لكِن .. هُم نفسهم مَن رموهُ بالسِجنِ لأنهُ مُختلف..

ياللسُخرية، أهـٰذهِ العقول التي تَعج التواصُل الإجتماعي وَ كُلُ مَحطةَ تِلفيزيونية لكي يتبعهم؟.

و أنىٰ أن يتبع مَن يُناقض نَفسَهُ بِنفسه..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَتبع ..
ــــــــــــــــــ
٢٢.٢.١٥
ــــــــــــــــ

إِلْهَاد| inequityWhere stories live. Discover now