الفصل السابع

4.6K 235 29
                                    

أُتعاتبين رياحًا هدمت منازل من القشِ!
و لا تُعاتبين ذلك الذي إختار أن يبني بيته منه!
فـ لا الرياح أذنبت و لا القشِ صَمَدَ
و كذلك رياحي العاتية، كوني وتدًا في قلبي لا تنزعه عاصفةً…

أبعد أرسلان يده كـ الذي صعقه البرق ليترك الجُثة تتهاوى، و الدماء التي تناثرت كانت آخر ما لطخ عينه قبل أن يحتضن جسدها، و جعل من جسدهِ درعًا لها يُصاب كيفما يشاء و لكن هي يجب ألا يمُسها سوءٍ

إنحنى بها و ضمها بـ قوةٍ أكبر إلى صدرهِ يُريد إدخالها بـ داخلهِ، أن يجعل من ضلوعه حصنًا منيعًا و إن رأته سجنًا لها، كان يسمع بُكاءها و نشيجها، و جسدها الذي ينتفض بين يديهِ يجعل من ذلك العالم يتحول إلى جحيم مُطلق، و إن أطلق عنانه هو الآخر لحُرِقَ مَنْ حوله

نظر حوله في جُنحِ الظلام و لكنه لم يجد شيئًا، كان يُريد النهوض و لكن يدي سديم تشبثت به و نظرت إليه بـ هلعٍ تُحرك رأسها نفيًا ثم قالت بـ صوتٍ ذاهب، مُتحشرج

-متروحش، متروحش…

حاول أرسلان طمأنتها و حاوط وجنتيها بـ يديهِ ليتحدث إلا أنها أمسكت قميصه المُهترئ و المُلوث بـ صوتٍ مُتقطع خارج من جُثةٍ هامدةٍ

-متسبنيش، إوعى تسيبني…

و سُحقًا له إن تركها، جلس أرسلان فوق الأرض التُرابية و هي بين ذراعيه يتأرجح بها  و يهمس داخل أُذنها بـ صوتٍ بدى كـ هدير العواصف الغاضبة

-إهدي، أنا معاكِ و مش هسيبك…

دفنت سديم وجهها أكثر داخله و عينيه تجوبان حوله، و يعلم تمام العلم و اليقين يُخالطه أن تلك الرصاصة ما أن أصابت هدفها حتى رحل، ذلك اللعين الذي يهوى تدمير حياته رحل بـ إنتشاء مخمور أنهك جسده بـ الخمرِ، و هو في تلك اللحظة يُعاني من نيران تنهش جسده و تتطاير الشظايا لتُصيبها

أخرج هاتفه الشبه مُدَمر من جيبِ بِنطاله ثم أجرى إتصالًا ليأته الرد بعد لحظاتٍ

-أيوة يا أرسلان خير!...

نظر أرسلان إلى الجُثة الهامدة خلفه بـ أعين سوداء تُشبه عيني ذئب يتجول في صحراءٍ مُظلمةٍ، ثم إلى سديم الشبه مُنفصلة عن العالم و قال بـ صوتٍ لا ينتمي إلى عالمِ البشر

-هات قوة و تعالى، حصلت جريمة قتل فـ بيتي
-سمع صوت أخيه يهدر بـ صدمةٍ:قتل إيه! إيه اللي حصل!
-تمتم بـ إقتضاب:هتفهم لما تيجي…

ثم أغلق و ألقى بـ الهاتف و حاوط سديم من جديد يهمس لها بـ حديثٍ ظن أنه لا يمتلك القُدرة على البوح به، ليهتف أخيرًا و هو يضع شفتيه على جبهتها و كأنه يصُك ملكية الحديث و الوعد عليها حتى لا تنسى

-وعدي ليكِ مش هيمسك سوء، لو تمن أمانك روحي مش هتردد ثانية إني أقدمها…

ثم حملها بين يديه و إتجه إلى داخل المنزل ليضعها فوق المقعد و همّ بـ النهوض و لكنها تمسكت به كـ مَنْ يخشى إفلات مُنقذهِ، فـ ربت أرسلان عليها و هتف بـ نبرةٍ قاسية، جافة

هُزِمَ الشيطان जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें