الفصل الأول

19.4K 641 157
                                    

لازالت تلك الأُنثى التي حاربت نفسي لأجلها، حربي الأخيرة
و الآن هي تُحاربني أنا…

نظر إلى الفراش المُستلقية عليه المُسماه زوجته، ثم تنهد بـ فراغٍ متى تغيرت هكذا؟ متى أصحبت شخصًا غير مُبالي و كسول إلى هذه الدرجة؟

لن بجد الإجابات المُناسبة و هو لا يُريدها من الأساس، لذلك فتح خزانة الثياب و إنتقى منها ما يُناسب ذوقه الداكن كـ مزاجه الآن و مشط خُصلاتهِ دون إصدار أي صوتًا، ربُما كانت حياته السابقة هي السبب في ذلك السكون الذي يتحرك به، كـ نسائم هواء مُعبقة تقتحم غُرفتك دون إصدار صوت

و خرج مُغلقٍ الباب خلفه و إتجه إلى غُرفةِ أطفالهِ، ليجدهم لايزالوا نائمين بـ عُمقٍ كـ والدتهم، إبتسم بـ سُخرية مبادئ الوراثة لم تُخطئ أبدًا، قام بـ إدثارهم جيدًا و خرج ينوي الذهاب إلى العمل

و كـ العادة لا طعام فقط كوب من الأعشاب المُهدئة، تُهدئ أعصابه الثائرة من تلك الزوجة، و يظل السؤال الأصعب لِمَ لم يتخلَ عنها حتى الآن؟

توجه إلى سيارتهِ و صعدها و تأهب للرحيل، و لكن نظرة أخيرة إلى الشُرفة لن تضُر عسى تلك المُتحجرة إستيقظت، رفع بصره إلا أنه لم يجدها فـ إبتسم ساخرًا بـ قسوة ثم أدار المُحرك

قبل أن يرحل سمع صوتًا يصرخ قادمًا من المنزل، ليرفع بصره سريعًا فـ وجدها تركض إليه بـ ثيابِ النوم و تُناديه

-برضو صحيت و هتمشي من غير ما تقولي!
-رفع حاجبه و قال:ما لو أنتِ عندك دم و زوجة زي باقي الناس كُنتِ هتقومِ لوحدك…

كان قد ترجل من السيارة و تقدم منها لتعبس و تقول بـ حنقٍ و ضيقٍ

-الله! قولتلك ببقى آآ
-قاطعها أرسلان مُكملًا:طول النهار تعبانة من شُغل المُستشفى و البيت و أولادك و أنت نفسك ليك مُتطلبات…

أغلقت فمها على الفور فـ أكمل و هو يُداعب شعرها الأشعث

-حفظت الإسطوانة يا دكتورة…

دكتورة! إنه لقب إختصه بها ليس تمجيدًا و لا مدح، بل لقب يختصه حينما يكون غيرُ راضيًا عنها، عندما يكون غاضبًا، لذلك تنهدت و إقتربت منه قليلًا تُعدل سُترته

-معلش إستحملني، والله هتغير…

كانت نظرته تُشيّب الرأس، نظرة أعلمتها أنه يئس من ذلك الوعد الواهي الذي تقطعه ملايين المرات ثم تحنث به، لترتسم إبتسامة أكثر قسوة و سُخريةٍ

-سمعت الكلام دا كتير، لحد ما حُمُض يا دكتورة…

همت بـ الحديث و لكنه قام بـ تقبيل جبينها و رحل دون أن يُودعها، أرسلان لن يتغير شخصٍ قاسٍ، كتوم و غامض أرهقتها السنوات في فهمهِ و لكنها باءت في الفشل، دائمًا ما كان هُناك حاجزًا يضعه بينهما و فشلت في تحطميه حتى يئست و تركته، لتتحول إلى إمرأةٍ بـ حياةٍ أشبه بـ عودِ ثقابٍ مُلقى بـ الماءِ

هُزِمَ الشيطان Where stories live. Discover now