صَفاة آمنا العَلّوية الشّهَيدة آمِنة الصَّدر |°

13 2 0
                                    

كانت تعتبر نفسها ضيفه عابراً يولى قليل.
كنا جميعاً من حولها، نتبني مفاهيم واحدة، ونعيش من أجل قيم واحدة، نسير نفس المسير، وندرك نفس المصير، لكنها تميزت عن نسائها بخصال تنحني لها الجبال إجلالاً وإكباراً . كانت تحبّ وتبغض، ولا لتأثم فيما تحب. لم تدَّعِ ما ليس لها، ولم تجحد حقا هو عليها تعشق التكامل وتعمل لأجله، وتقر بالنواقص، وتعترف بالحق  ولو مراً. فهي لطالما حرصت على أن تكون شاهدة صدق للحق، وللحق فقط كانت تمشي على الأرض. كانت رحمها الله ذات إحساس ورقة، مرهفة الشعور. لكن شدَّتها، تجاه الخطاء والإثم، تحاكي شدّة الأولياء. إذا عرفت واجباً لزاماً، لم يكن لخطرٍ أو خوف أن يمنعها أو يقف في وجهها أو يعيقها عن أداء تكليفها. إذا غضبت يوماً لأمر مسيء، أو من شخص أساء، فإنها تبرز غضبها وتُشدَّد عتابها. كانت صارمة في ذلك. ولكنها أيضاً كانت سريعة الحدب والمحنة على من تغضب. ما كانت تواصل عتابها ولا تطيل عزوفها. بل لم تكن تتركه حتى ترضيه. وذلك منها. كان تجسيداً لكلمة الإمام علي "عليه السلام" في وصف المؤمن (( نفسه أصلب من الصلّب وهو أذل من العبد ))
ليس من المبالغة أن أقول فيها: أنها كانت خارقة في عطائها، مبدعة في إنجازها. لقد تمتعت بنبوغ ذاتي، ومواهب جليلة منذ نعومة أظفارها. كانت الأنموذج والقدوة، على صعيد السلوك والمعاملة.

مَع الشّهَيدة بنت الهُدى " رضوان الله عليها "Where stories live. Discover now