مسؤولية العَلّوية الشّهَيدة آمِنة الصَّدر|•

41 10 0
                                    

لم أكن المرأة الوحيدة في هذا البيت فإن الشهيدة بنت الهدى كانت صاحبة شخصية مسؤولة وحساسه، ذات حضور وواقعية. فتقاسمت الأدوار معها. فتحملت أنا مسؤولية البيت بما حوى وبمن حوى: الشهيدة، امه، أطفاله، أضيافه، وكل الشؤون المتعلقة بذلك. على أن أم الشهيد، كانت إمرأة كبيرة في السن، وتحتاج إلى رعاية خاصة، فالتزمت للشهيدة بنت الهدى بالقيام بهذا الدور: أنا للبيت ولأمّهات. وهي للشهيد.. تكمَّل دوره وتبلّغ رسالته في الجانب الذي لا يتمكن الشهيد من مباشرة دوره فيه: جانب النساء المؤمنات. ذلك كله تم بتنسيق واتفاق اعتمدناه فيما بيننا.
امّا هي، فقد أفنت نفسها في شخصية السيد الشهيد. ونذرت حياتها لخدمة  مشروعه. فقد كانت تعضده وتخدمه في كل شؤونه التي لم يكن يقدر على إنجازها أي من أعوانه الرجال.. كانت سفيرة له إلى كثير الساحات والجهات والأفراد.
إن الحديث عن الشهيدة العلوية آمنه الصدر، فيه من الحلاوة والمرارة، الشيء الكثير. فهي امرأة كأنما لم تخلق للدنيا. لم يكن يخالطها أي تعلّق أو ركون إلى شيء من زخارف هذه الحياة أو مباهجها.  نعم كانت أنثى كامله، لها كل الأنثى من مطامح وعلائق  وأشواق. إلاّ أنها باعت ذلك كلَّه لله.
كنا نراها مصداقاً بارزاً لقول الرسول ص (( لو لا الآجال التي قد كتبت لهم، لم يستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقا إلى الثواب وخوفاً من العقاب))

مَع الشّهَيدة بنت الهُدى " رضوان الله عليها "Där berättelser lever. Upptäck nu