مَلجأُ مَنبوذ

سراب أمل

"في قعرِ الويل ألقيتُ بخوفي،و أضحى الكُره يجولُ في جوفي أعيشُ في كونٍ مدلهمٍ لا حياة فيه، أقع في أرضٌ جدباءٌ لا تنبتُ فيها المشاعر إلا نادِراً،أقبعُ في الجانبِ الأيسرِ الأعسرِ من جوانبِ الحياة،كأنَّني قدِّر لي أن أذوقَ العذاب و يخيَّلُ للعابرين أنَّي أرتوي بماءِ الفرحِ العذبِ لا يعلمونَ بأني أنظرُ لهم بحسدٍ و أشعرُ بالخِزيِ لأني الأقل حظاً بين الحشدِ،لا يدرونَ أن هذا الجسدَ فُطِمَ بالأوجاعِ و تعلَّم المشيَ على أرضٍ مفروشة بالشوك،جسدٌ تفاقمت أزماتُ خافقهِ حتى تجمَّد،جسدٌ مُغطى لكنَّ روحهُ عرَّتها كدماتُ الدهرِ و ألقت بها كلماتُ الأقربينَ إلى وادٍ سحيقٍ لا تشرِقُ فيه شمسٌ و لا يسلمُ من الحروب،خرابٌ يملؤهُ و لا شيء يقيهِ لسعاتَ الإستسلام سِوى سرابُ أملٍ بعيد."

•مريم