يده امتدت لتحيط عنق الأصغر برفق :" تاما ، أخي هلا استمعت لي للحظات ؟ "
_ :" لا أريد "
أسند جبينه على خاصة الأصغر عنوة ليهمس له :" من فضلك ! أرجوك تاماكي لا تفعل هذا ! أعلم أنه يحق لك الغضب و الاستياء لكن ليس دفاعاً عنهما أُقسم لك بل لأجلك أنت ! "
قطب الأصغر حاجبيه بنوع من البرود ليردف الأكبر بذات طريقته السابقة :" لم تكن نية والداي أن يحدث ذلك ! هما كانا سعيدان للغاية عندما علم كِلاهما بوجودك ! أبي آتى و أخبرني بسعادة أنني سأصبح شقيق أكبر ! أقسم لك هم حتى احتفلوا يومها .. "
تلك الكلمات دفعت الأصغر للنظر له بعدم تصديق بينما تابع الآخر :" ثم بدأت آثار المرض تظهر على أُمي ، لم يكن أي نوع من الأمراض و طلب منها لتبدأ العلاج بأن تتخلى عن الحمل ! لكنها رفضت ، قالت أنها يستحيل أن تقتل ابنها لتعيش هي !! بل لينجو هو و يعش بدلاً منها "
ابتسامة صغيرة كانت مرتسمة على شفتيه بينما يتابع :" تاماكي والدتنا أحبتك دون رؤيتك بذلت كل ما لديها لتصمد حتى تأتي أنت بِسلام لهذا العالم ... "
أبعد تاماكي نفسه عن شقيقه ليوجه بصره للنافذة متهرباً ربما ؟!
_ :" بإحدى الأيام عندما كنا بالمشفى ظهر شخص ما ، تبين أنه رئيس الخدم لأسرة شينيا !! هو و غيره كانوا يبحثون عن أسرة فقيرة تمتلك العديد من المشاكل و يمتلكون طفل قادم ! و لديهم صفات شكلية تشبههم و لو قليلاً .. شرطهم كان أن الطفل لم يولد بعد ! "
دموع تاماكي كانت قد تحررت أخيراً من مكانها بينما تجمعت دموع الأكبر دون انهمارها :" لقد فكرا أن الأمر سينقذك من هذا الفقر و العيش دون أُم ! رغبا بحمايتك و ظنا أن تلك الأسرة التي حُرمت من الأطفال عندما يأخذونك بعد ولادتك مباشرة أنهم سيكونون لك أسرة أفضل حتى !! لم يكن سهلاً أقسم لك ، فرحة المنزل تم ٱطفائها وقتها و كم مرة شعر أبي برغبة بالتراجع لكن سوء حالة أمي كان يعيده لواقع فكرة أن هذا أفضل لأجله ! و هي ماتت حقاً فور ولادتها .. "
_:" لم أرى أبي يبتسم من يومها ! كان يردد دوما أنه خسر بيوم واحد طرفين من روحه و قلبه ، مرض هو الاخر و بات طريح الفراش أغلب الوقت حتى توفي بعدها بعشرة أعوام أي بعد أن قابلتك بعام .. "
و الأصغر صدرت عدة شهقات منه :" لا ! ما فائدة هذا حقاً ؟ لما أنا ؟ لست مهتم بالمال لكن أتعلم كم هو مؤلم ؟ لقد عشت معهم لمدة أحد عشرة عاماً مُعتقداً أنهما والداي ! عملت بكافة جهدي لأجعلهما فخورين ! احتملت قسوتهما علي مُفكراً أنها طريقتهما بالتعبير عن رغبتهما بأن لا أكون شخص سيء .. "
ВЫ ЧИТАЕТЕ
غُربة روح
Детектив / Триллерآمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنور فما عاشوا بعدها سوى بفراغ مُظلم بلا قاع ، شتاء بلا نهاية غمر قلوبهم ! أمطار بلا توقف غزت عيونهم ... أرواح مُشتتة ، و مُغتربة عن واقعهم و...
الفصل العشرين
Начните с самого начала