ابتعد ماريو بتعب و انهاك نفسي ،ليتراجع جسده بإعياء رهيب ،و هو الذي ظن أن المشاكل لا يمكن أن تزيد سوءا ، رفع عيناه الغير مصدقتين نحو تلك الكاميرا مجددا لتبدأ معها سلسلة من الشتائم و الصرخات المكبوتة غضبا .
"و اللعنة ما بال تلك الفتاة ، كل من تقابله يقع في شباكها و لربما دوري قادم أيضا .......اللعنة يا كارلوس اللعنة ".... همس بها بأنياب تصطك شررا ليسارع بالمغادرة بعد أن أضاء عقله بفكرة ستكون ممطالة للحرب التي على وشك الحدوث بين الأخوين و بسبب فتاة !

و بعيدا عن كل تلك الدراما الحادثة ،كانت ميغنا سارحة في ظلها قد جعلت من تلك الشجرة النامية مسندا لظهرها ، فراغ عميق يأكل جوارحها خاصة و أن أول خبر يزف لها مع مطلع اليوم الجديد هو انتقال ألكس لمدرسة داخلية ،و هي التي التمست أملا زائفا .
أرادت مقابلة أحدهم و اللجوء إليه و لكن كل قاطني هذا الجحيم لا يتحركون إنشا دون موافقة ذلك الوغد الحقير المتحرش .
خلخلت شعرها الذي قد طالت خصله قليلا ، لتزفر بضعف هامسة " يا رب إلى متى ؟"
لا تدري كم لبثت في مكانها ذلك إلا أن سكينتها قد قوطعت بقدوم أحدهم و الذي لم يكن غير ماريو و لكن بملامح غير معتادة ، عيناه تبطنان شرا حتى و إن حاول تليينهما .
و دون مقدمات أسفر ذلك الشاب عن سبب قدمومه قائلا  : تريدين المغادرة ؟
جالت عيناها المكان خوفا من سماع أحدهم لما يدور بينهما خاصة ،لتستقيم نحوه بسرعة ساحبة إياه من كمه خلف القصر .
رفعت عيناها بشرر حارق نحوه و هي تصرخ به رغم محاولاتها في كبت صوتها :اسمع إن كانت إحدى ألاعيب سيدك اعفيني منها ،أقسم أن غيضي و غلي اتجاهه قد بلع أعتاب السماء رجوعا و عودة .
انهت كلامها و هي تنهر ذلك الواقف بنظرات كلها تهديد ،لتشعره ببعض التأنيب ففعلا لربما ليس لها يد في ما يحدث و لكن لكل امرء أولويات و من سوء حظها لا مكان لها في لائحته .

قرار قد حسم بموافقتها أين حملت جسدها الهزيل مقتحمة سيارة ذلك المريب دون أن تأخذ شيئا من أغراضها ،خاصة و إن ماريو قد وعدها ببيت قرب تلك المدرسة الداخلية أي أن باستطاعتها زيارة ألكس من حين لآخر .
بمجرد ركوب ذلك الشاب سارعت ميغنا باحتضان ذراعه مزينة نظرات لطيفة علها تؤثر فيه طالبة برجاء مستميت : قد بعقلانية أرجوك .......
و بطريقة غريبة قد خضع ذلك السائق لطلبها أخذا الأمور على مهلها ،فكره مجتاح السبب الذي لم يجعله يجادلها رغم كرهه و مقته للقيادة المتأنية ،الشيء الذي سيقدم عليه لربما قد يفقده مكانته الخاصة لدى تلك العائلة ، عقاب من الدرجة الثانية على أكثر تقدير لكن الورقة التي يود المراهنة عليها أن كارلوس لن يظهر اهتمامه السري للعلن حتى و إن نفذ خطته فلن تكون ردة فعله أسوء من بونوتشي .

كلام قليل دار بينهما عن الوجهة و ما حول ذلك لتفاجئه تلك الصغيرة بجلوسها المرتاح و ملامحها الهادئة و كأنها ترافق اخاها و ليس أحد أعضاء المافيا لتتجعد ملامحه عفويا من الغرابة ،و قد لاحظت ميغنا تلك الحركة لتسارع بسؤاله قائلة : ماذا هناك ؟
بزغت شبح ابتسامة على محيا ماريو ليجيب: فتاة مرتاحة بالقرب من مجرم ،منظر لا يرى كل يوم !

Stuck with HimDonde viven las historias. Descúbrelo ahora