الجـزء الاول

Start from the beginning
                                    

ونِمت في اول الصباح ، واستيقظت
وبحثت عنهُ بكل لهفة ولم اجدهِ
في المنزل ، والجوع ينهِش جسدي
الصغير ..

خِفت ان يسرقني الموت من ابي
خِفت ان اموت جوعًا فيبكي ابي
حزنًا وندمًا لانه لم يقدم الخبز لي

فشربت الكثير من الماء حتى اُسكت
جوع بطني ، وبات البرد يُرهقني
ويشعرني بالوهن ، فنِمت اسفل
الاغطية الممزقة بجانب النافذة
وانا انتظره..

وطفل في الثامنة كُنت اقاوم الموت
حتى لا يندم ابي لانه لم يطعمني ، خِفت
ان اُحزنه .. خِفت كثيرًا ان يسرقني
الموت منه

ولم اُدرك ان الموت قد سرق ابي
من احضاني ...






ثَـلاثة ايام قد مَـضت ، والباب قد
طُرق ولم افتح ، لان ابي يمتلك مفتاحًا
وانا لن افتح الباب للغرباء ..

طُرق حتى كُسر ذلك الباب المتهالك
وانا كُنت استلقي ، لا اعلم ان كنت
حيًا او ميتًا ولكن عقلي اخبرني
ان لا افتح الباب

جائع جدًا .. جدًا
ونظرت للدخلاء بوهِن شديد
وكانت امرأة اسرعت في احتضان
جسدي ، تضع يدها بالقرب من فمي
لتتفقد انفاسي

وكُنت حيًا في انتظار ابي
لستُ في انتظارها هي ، هذهِ الغريبة

واُخذت من هناك ، من منزلي
الصغير ، اُخذت من اسفل الاغطية
المتمزقة الدافئة ، لم يسمحوا لي بأخذ
ملابسي المتمزقة التي تحوي محاولات
ابي في اخفاء تمزقها .. ولم يأتي ابي
ومعه الخبز والحليب


- صغيري -
هَـمست تِلك الامرأة وهي تأخذتي
برفقتها ، تُعطيني خبزًا

خبزًا ليس لذيذاً ابدًا ، كان
طعمهُ غريبًا لا يشابه خبز ابي ..
ولكني تناولته بنهم شديد لاني جائع

مُتردد كنت وخائف رغم تعبي
ووهن جسدي ، غادرت منزلنا
دون اخذ اِذن ابي وذهبت مع الغرباء

- والدك قد مات -

قالتها لي وهي تحتضني ، وعلق
الخُبز في فمي ، لم ابتلعه ولم امضغه
هكذا بقيت عالقًا استوعب كلماتها

اُدرك جيدًا ما تعني .. وافهمه
واشعر بتلك الدموع الحارقة في اعيُني
وارتجاف جسدي ، وانتزاع الامان
من عالمي ..

واُخذت من هناك ، واخذ الموت
ابي مني ، اخذت من منزلي ومن
عالمي الصغير ..

وليت ابي يعلم اني اصبحت اعيش
في منزل كبير جدًا ، يحوي اطفالاً غيري
نتناول الكثير من الطعام .. يوجد حساء
ساخِن ويوجد ارز واطباق كثيرة

قَتَام Where stories live. Discover now