ونِمت في اول الصباح ، واستيقظت
وبحثت عنهُ بكل لهفة ولم اجدهِ
في المنزل ، والجوع ينهِش جسدي
الصغير ..خِفت ان يسرقني الموت من ابي
خِفت ان اموت جوعًا فيبكي ابي
حزنًا وندمًا لانه لم يقدم الخبز ليفشربت الكثير من الماء حتى اُسكت
جوع بطني ، وبات البرد يُرهقني
ويشعرني بالوهن ، فنِمت اسفل
الاغطية الممزقة بجانب النافذة
وانا انتظره..وطفل في الثامنة كُنت اقاوم الموت
حتى لا يندم ابي لانه لم يطعمني ، خِفت
ان اُحزنه .. خِفت كثيرًا ان يسرقني
الموت منهولم اُدرك ان الموت قد سرق ابي
من احضاني ...ثَـلاثة ايام قد مَـضت ، والباب قد
طُرق ولم افتح ، لان ابي يمتلك مفتاحًا
وانا لن افتح الباب للغرباء ..طُرق حتى كُسر ذلك الباب المتهالك
وانا كُنت استلقي ، لا اعلم ان كنت
حيًا او ميتًا ولكن عقلي اخبرني
ان لا افتح البابجائع جدًا .. جدًا
ونظرت للدخلاء بوهِن شديد
وكانت امرأة اسرعت في احتضان
جسدي ، تضع يدها بالقرب من فمي
لتتفقد انفاسيوكُنت حيًا في انتظار ابي
لستُ في انتظارها هي ، هذهِ الغريبةواُخذت من هناك ، من منزلي
الصغير ، اُخذت من اسفل الاغطية
المتمزقة الدافئة ، لم يسمحوا لي بأخذ
ملابسي المتمزقة التي تحوي محاولات
ابي في اخفاء تمزقها .. ولم يأتي ابي
ومعه الخبز والحليب- صغيري -
هَـمست تِلك الامرأة وهي تأخذتي
برفقتها ، تُعطيني خبزًاخبزًا ليس لذيذاً ابدًا ، كان
طعمهُ غريبًا لا يشابه خبز ابي ..
ولكني تناولته بنهم شديد لاني جائعمُتردد كنت وخائف رغم تعبي
ووهن جسدي ، غادرت منزلنا
دون اخذ اِذن ابي وذهبت مع الغرباء- والدك قد مات -
قالتها لي وهي تحتضني ، وعلق
الخُبز في فمي ، لم ابتلعه ولم امضغه
هكذا بقيت عالقًا استوعب كلماتهااُدرك جيدًا ما تعني .. وافهمه
واشعر بتلك الدموع الحارقة في اعيُني
وارتجاف جسدي ، وانتزاع الامان
من عالمي ..واُخذت من هناك ، واخذ الموت
ابي مني ، اخذت من منزلي ومن
عالمي الصغير ..وليت ابي يعلم اني اصبحت اعيش
في منزل كبير جدًا ، يحوي اطفالاً غيري
نتناول الكثير من الطعام .. يوجد حساء
ساخِن ويوجد ارز واطباق كثيرة
YOU ARE READING
قَتَام
General Fiction[مكتمل]- بعد ان عاش سيهون حياتهُ يبحث عن قاتل والدهِ الحقيقي ، يُدرك مشاعره لشقيقه الاكبر بالتبني ... فيصبح مُبعثرًا ما بين التركيز على هدفهِ او حُبه لـ لوهان. [Selu fanfic].
الجـزء الاول
Start from the beginning